التقى البابا فرنسيس، في اليوم الثاني لزيارته جنوب السودان بعد جمهورية الكونغو، ضحايا العنف وممثلين عن النازحين داخل الجنوب نفسه (4 ملايين نازح من اصل 12 مليون نسمة).
وقال البابا فرنسيس بعد لقائه الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرسات والمكرسين والإكليريكيين في جنوب السودان: “أشكركم باسم الكنيسة كلها على تفانيكم وشجاعتكم وتضحياتكم وصبركم، أتمنى لكم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أن تكونوا على الدوام رعاة وشهودا أسخياء، يتسلحون فقط بالصلاة والمحبة، ويسمحون لنعمة الله بأن تدهشهم فيصبحوا أدوات لخلاص الآخرين، وأنبياء يرافقون الشعب، وشفعاء بأذرع مرفوعة”.
كما التقى عددا كبيرا من النازحين، نساء وأطفالا وعائلات، خلفها العنف، في قاعة freedom Hall وهي القاعة التي تتسع لالفي شخص، تم بناؤها عام 2011 عند حصول جنوب السودان على استقلاله، في القاعة الشهيرة عرض وثائقي يشهد على الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون ويموت عدد كبير منهم بسبب نقص الغذاء، كما لا يجدون العلف لاطعام المواشي التي اصطحبوها معهم، ما يؤدي الى نفاقها.
إشارة الى أن بابا الفاتيكان وصل يوم الجمعة إلى جنوب السودان، برفقة رئيس أساقفة كانتربري (أعلى منصب ديني في الكنيسة الأنجليكانية) ومنسق كنيسة أسكتلندا إلى الدولة الأفريقية، على أمل إنعاش عملية سلام وإنهاء عقد من الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف.
وتعد جنوب السودان المحطة الثانية في جولة البابا فرنسيس الأفريقية بعد الكونغو الديمقراطية، التي وصلها يوم الثلاثاء الماضي.
وهذه الجولة التي تستمر 6 أيام، هي أول جولة خارجية لرأس الكنيسة الكاثوليكية خلال العام الحالي 2023.
وبحسب ما أعلنه الفاتيكان، فإن زيارة الاب الاقدس (86 عاما) إلى بلدين تضررا بشدة من الصراع والعنف والكوارث الطبيعية، تحمل رسالة سلام ومصالحة.
ونحو نصف سكان جنوب السودان البالغ عددهم 12 مليونا يعتنقون الديانة الكاثوليكية، كما تعاني هذه الدولة الفتية التي تعد من أفقر بلدان العالم من حرب أهلية عنيفة.