منذ ايام قليلة شهد لبنان حراكاً عربياً، بهدف المساعدة في تمرير الاستحقاق الرئاسي بأقل الاضرار، وجمع المسؤولين المتناحرين والاحزاب السياسية البعيدة عن التوافق، منعاً لحدوث الفراغ، وهذا الامر حذر منه الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، خلال جولته على المسؤولين، وفي هذا الاطار نُقل عنه قوله :” لمست تباينات كبيرة في ما بينهم وغياب لافت بالتواصل، الامر الذي لا يبشّر بالخير، من ناحية عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة حتى امد بعيد”، كما سأل زكي عن كيفية جمع هؤلاء المتناحرين لإيجاد حلول للاستحقاقين العالقين”، مما يعني انّ المسؤول العربي عاد خائباً كما كل الزوار، بسبب صعوبة هذه المهمة، التي ستشهد حراكاً اكبر يوم الجمعة المقبل 14 الجاري، خلال زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، والتي وُصفت بالمهة من ناحية الحراك الفرنسي حيال الاستحقاق الرئاسي، على ان تنقل كولونا رسائل هامة بحسب ما تشير المعلومات.
اذاً الوساطة الخارجية وإن لم تصل الى نقطة مهمة، مع وساطة السفير زكي، تتجه الانظار بقوة الى مهمة الوزيرة كولونا، علّها تساهم في الوصول الى خاتمة سعيدة، لكن الانظار الداخلية تبدو مهمة بدورها في هذه الفترة، مع بروز المحادثات واللقاءات والاتصالات، لوصول كل فريق الى هدفه من خلال إيصال مرشحه الى قصر بعبدا، ويبرز إسمي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض كمرشحين، وإن كانت جلسة هذا الاسبوع لن تتضمّن سوى اوراق بيضاء مؤيدة بطريقة غير مباشرة لفرنجية، اما معوض فلم تثمر لغاية اليوم حركة الاجتماعات القائمة الى ما يطمح اليه المرشح الزغرتاوي، الذي يخوض معركة الفريق المعارض، فيما يخوض الزغرتاوي الاخر معركة الفريق الممانع، وفي نهاية الامر الوضع يتطلب توافقاً ضمن كل فريق، مع التخفيف من الخطاب الاستفزازي والاتجاه اكثر نحو الوسطية، وإزالة بصمات المعارضة والممانعة عن كلا المرشحين، على الرغم من صعوبة هذا الامر، لانّهما من سلالة التحدّي والاستفزاز، فكل منهما يمثل خطاً سياسياً لن يلتقي مع الثاني إلا ضمن معجزة، وهذه المواصفات مرفوضة من اغلبية الافرقاء السياسيين، الذين يطالبون برئيس وسطي انقاذي قادر على الجمع.
وعلى خط مغاير وبهدف تأمين التوافق ضمن الخط الممانع، افيد عن لقاء قيد التحضير وعلى النار، سيجمع فرنجية وباسيل في حارة حريك، بطلب من الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، اي لقاء سيكون تكملة للقاء افطار حارة حريك السابق، والذي اتى حينها ايجابياً وأزال الفتور السياسي بين الطرفين في تلك الفترة، لكن الظروف التي نشأت بعدها ساهمت في عدم عودة المياه الى مجاريها، اذ اتت بعض الردود المتبادلة، لتساهم في عودة التوتر بين رئيسيّ التيارين، خصوصاً بعد تصريح باسيل عن سبب تصويته لفرنجية وإيصاله الى بعبدا، فيما هنالك ملفات وقضايا لا يتفقان عليها، وإشارته الى التمثيل الشعبي المطلوب في شخص الرئيس، الامر الذي لا يجده لدى رئيس تيار “المردة ” الذي يمثله نائب واحد هو طوني فرنجية فقط لا غير.
وفي الاطار عينه افيد بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، يجهد لإيصال فرنجية الى الرئاسة، مؤكداً انه سيدخل في وساطة مع رئيس الحزب ” التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط للتصويت له ايضاً، قائلاً:” انا أتكفّل بجنبلاط”، وهذا يعني بأنّ الفريق الممانع يحهد اكثر بكثير من الفريق الخصم اي المعارض، بسبب إنقسام النواب “التغييريين”، الذين ما زالوا مشتتين لغاية اليوم، حتى انّ بعض الاوساط الشعبية التي صوتت لهم ابدت ندمها لقيامها بذلك، لانّ هؤلاء وبحسب تعبير بعض مَن إنتخبهم ساهموا في إنقسام المعارضة اكثر بكثير من قبل، وكأنهم قدّموا خلافاتهم هدية على طبق من فضة لفريق الممانعة، وفي هذا السياق افيد بأنّ نائباً من ضمن قوى التغيير، قال في مجلس خاص:” توقعوا إنقسامنا الى فريقين قريباً جداً، فيما الوضع يتطلّب منا الوحدة والتوافق، خصوصاً في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية.
صونيا رزق- الديار