/ حازم يتيم /
مع إنتهاء دور المجموعات من دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة، وتأهل 4 منتخبات لدور النصف نهائي، لا بد من تسجيل سلسلة من الملاحظات التي تركتها نتائج تلك النسخة حتى اليوم، مع العلم أن نظام تلك البطولة لم يتغير، وهو ينصّ على تأهل بطل كل مجموعة فقط، من المجموعات الأربعة، إلى الدور التالي، أي دور النصف نهائي.
أولى الملاحظات التي يمكن إستنتاجها تتلخص بالتراجع الكبير في مستوى منتخبي فرنسا حامل لقب النسخة الماضية، وانكلترا وصيف بطل اليورو قبل عام ونيف. فالمنتخب الفرنسي فاجأ النقاد بنتائجه السلبية وخسارته لأكثر من مباراة، حتى انتهى به المطاف بالخروج المبكر وفقدانه للقب الذي أحرزه على حساب إسبانيا. والعامل المقلق لدى الفرنسيين والذي بدأت الصحافة تتحدث عنه، هو تدني مستوى بعض لاعبيه، وهو ما يعطي انطباعاً سلبياً قبل أقل من شهرين على بدء مونديال قطر، حيث ستدافع فرنسا عن لقبها الذي أحرزته على حساب كرواتيا.
اما منتخب انكلترا، فهو الآخر قدم مستويات هزيلة في المجموعة الحديدية التي جمعته مع منتخبات ألمانيا وإيطاليا والمجر، حيث جمع فقط ثلاث نقاط من ثلاث تعادلات مع ألمانيا ذهاباً واياباً، ومع إيطاليا ذهاباً قبل أن يخسر معها إياباً، من دون نسيان تلقيه خسارتين أمام المجر، إحداهما كانت كبيرة وبرباعية نظيفة. ورغم وجود العديد من نجوم الدوري الانكليزي مع منتخب “الثلاثة أسود” إلا ان رجال “ساوثغيت”، مدرب المنتخب، فشلوا بتحقيق ولو فوز وحيد.
وقد طالبت الصحافة وبعض النقاد بإقالة “ساوثغيت” قبل بدء المونديال، وهو ما لن يحصل بالتأكيد، خصوصاً وانه يحظى بدعم اتحاد بلاده، بعد أن قاد المنتخب الانكليزي لتحقيق المركز الرابع في مونديال روسيا ثم وصافة اليورو بعدها.
ثاني الملاحظات التي يمكن تسجيلها هو تذبذب أداء المنتخب الألماني الذي استلم دفته مدرب البايرن السابق “هانز ديتر فليك”. هذا التقلب في المستوى كان واضحاً في تلك النسخة من دوري الأمم الأوروبية، حيث فشل “المانشافت” في التأهل للدور النصف نهائي مكتفياً بالبقاء في التصنيف الأول. ويعاني الألمان من بعض النواقص، أبرزها بشكل ظاهر للعيان هو مركز قلب الهجوم حيث لم ينجح أحد بملء الفراغ الذي تركه اعتزال “ميروسلاف كلوزة”، مع فشل “تيمو فرنر” في فرض نفسه في هذا المركز، من دون نسيان تذبذب مستوى بعض لاعبي “المانشافت” كـ”سيرج غنابري” البعيد عن مستواه منذ بدء الموسم، و”ليروي سانيه” ونيكولاس سولة”.
رغم ذلك، قدم الألمان الى العالم لاعباً جديداً بمستوى مبشر، وهو الشاب “جمال موسيالا”، والذي ان استمر على مستواه المتصاعد سيكون بكل تأكيد لاعباً اساسياً في مونديال قطر .
الملاحظة الثالثة كانت تأهل إيطاليا عن المجموعة الحديدية. وهو ما شكل تعويضاً معنوياً بعد إخفاق “الاتزوري” بالتأهل لمونديال قطر، فجاءت هذه النسخة من دوري الأمم لتعيد إحياء آمال إيطاليا بتجديد منتخبها تحت قيادة “روبرتو مانشيني”، الذي بقي في منصبه رغم الإخفاق بعدم التأهل للمونديال.
رابع الملاحظات، وليس آخرها، هو فشل منتخب البرتغال في هذه الدورة حيث خرج بخفي حنين، بعد خسارته في الدقائق الأخيرة أمام إسبانيا بهدف يتيم. خروج البرتغال تزامن مع تراجع مستوى نجمه “كريستيانو رونالدو” منذ بداية الموسم الحالي.
اذن، إنتهت مباريات دور المجموعات للصف الأول من هذه البطولة، وتأهلت منتخبات إيطاليا إسبانيا هولندا وكرواتيا إلى الدور النصف نهائي الذي سيقام في هولندا بداية صيف عام 2023، فيما خرجت منتخبات عريقة من المنافسة، كألمانيا وفرنسا وإنكلترا، بينما شهدت الدورة تطور منتخبات، أبرزها المجر الذي كاد أن يتأهل لو نجح بخطف التعادل أمام إيطاليا في المباراة الأخيرة.
كذلك قدمت منتخبات الدانمارك وسويسرا مستويات متقدمة رغم عدم تأهلها هي الأخرى إلى نصف النهائي.