امنياً، لم تنجح الاتصالات السياسية في انهاء ذيول الاشتباك في مخيم البرج الشمالي، وفيما ساد الهدوء الحذر بالامس بعد يوم من وقوع ثلاثة قتلى خلال تشييع حمزة شاهين الذي قضى في انفجار أحد المساجد ليل الجمعة الماضي، فان “الجمر” لا يزال تحت “الرماد” وسط مخاوف من تجدد المواجهات بين حركتي فتح وحماس بعد تقاذف الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق النار وسقوط قتلى التشييع، لكن الاخطر بحسب مصادر امنية لصحيفة “الديار” وجود مؤشرات على احتمال تمدد التوتر إلى باقي المخيمات.
الواضح ان تسليم قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم البص في صور العنصر الفتحاوي المسؤول عن اطلاق النار والملقب بـ”أبو العشا”، إلى مخابرات الجيش اللبناني لم تساهم في التهدئة وانعكس ذلك شللا في المخيم الذي خلت شوارعه من المارة، وسط إقفال المدارس في ظل استنفار عسكري على نطاق واسع بين عناصر “فتح” و”حماس” داخل المخيم، تزامنا مع صدور بيانات عالية “السقف” بين الجانبين.وفيما تحركت “ماكينة” اعلامية وسياسية تحاول توظيف ما حصل ضمن خرق القرار1701 في محاولة لاعطاء الازمة ابعادا تتجاوز الحدود اللبنانية، فثمة الكثير من علامات الاستفهام حيال افتعال “جريمة” موصوفة هدفها المباشر تفجير الاوضاع الامنية في منطقة حساسة في جنوب لبنان، وفي توقيت مريب.وفي هذا السياق، حذرت مصادر معنية بالملف من هذه الاحداث، وترى انها تاتي في سياق واضح لايجاد بؤر توتر في المناطق المحسوبة على حزب الله، وقد تكون واحدة من “سلسلة” احداث متصلة من خلدة، الى شويا، وعين الرمانة.