المازوت مفقود.. والبنزين بالدولار!

/ هبة علام /

لا يختلف إثنان على أن مشكلة الفيول هي إحدى المشاكل الأساسية التي يعاني منها لبنان، وأن إيجاد الحلول لها، ولو كانت جزئية من شأنه أن يخفّف الكثير من الأعباء على اللبنانيين.

وتشكّل مادة المازوت، “الديزل أويل”، المكوّن الأساسي لاستمرار العجلة الاقتصادية بكل مجالاتها، وحياة المواطنين، لجهة التبريد والتدفئة والكهرباء.

وعلى الرغم من أزمة الفيول الكبيرة التي يعاني منها لبنان منذ سنتين تقريباً، إلا أن أزمة فقدان مادة المازوت استفحلت في الأيام الماضية، وبحسب ما علم موقع “الجريدة” فإن أغلب مولدات الكهرباء التي تزوّد المواطنين بالتيار رفعت من ساعات التقنين، حتى أن بعضها اكتفى بالتشغيل ليلاً فقط. ولدى استفسار الزبائن عن الأسباب، جاء الجواب بأنه لا يوجد مازوت في الأسواق، وأن الشركات الموزعة لا تسلمهم ما يكفي لسد حاجاتهم، وبالتالي هم مضطرون لتشغيل مولداتهم بالقدرة المتوفّرة كي لا يضطروا لقطعها ليلاً في ظل هذا الطقس الحارّ.

وفي هذا السياق، شرح ممثل موزعي ​المحروقات​ ​فادي أبو شقرا في حديث لموقع “الجريدة” الأسباب التي أدّت إلى هذه الأزمة وفقدان مادة المازوت من الأسواق، والتي وصفها بأنها مشكلة في الاستيراد.

ولفت أبو شقرا إلى أن “الدولة اللبنانية كانت في الأعوام الماضية تستورد للمنشآت التابعة لها في الزهراني وطرابلس 30% من حصة المازوت التي تصل إلى لبنان، وللأسف تراجع استيراد الدولة بكميات كبيرة، حتى أنها اليوم لا تستورد الـ 5% من استهلاك السوق، بحجة أنها تحتاج إلى اعتمادات من مصرف لبنان”.

وأضاف: “أما بالنسبة للشركات الخاصة، فالمازوت لديها أصبح بالفريش دولار، كما أن الكميات التي تستوردها قليلة، ولا تغطي العجز وحاجة السوق المضاعفة اليوم بسبب الاستهلاك الكبير لأهداف التبريد والتكييف، وقد أصبحنا على أبواب الشتاء والمواطنون بحاجة لتأمين المازوت للتدفئة”.

وكشف أبو شقرا عن أنهم أجروا اتصالات مع الشركات المستوردة لمعرفة السبب وراء ضعف الاستيراد من جهتهم أيضاً، فكان الجواب أن الأمر مرتبط بالأزمة العالمية، حيث أشارت الشركات المستوردة إلى أن المشكلة ليست في لبنان وإنما الحرب الروسية ـ الأوكرانية تؤثر وتتسبّب بتأخير البواخر، فمع توقّف إمدادات روسيا وأوكرانيا بالغاز إلى العالم، وتحديداً أوروبا، تحوّل استهلاك هذه الدول نحو “الديزل أويل”، ما أدى الى ارتفاع الطلب العالمي على هذه المادة بشكل جنوني، لذلك تتأخر البواخر في الوصول نتيجة كثرة الطلب.

وعلى المقلب الآخر، أكد أبو شقرا أن “ما سمعه اللبنانيون بالأمس ليس شائعات إنما حقيقة، وابتداء من الأسبوع المقبل سيُرفع الدعم نهائياً عن البنزين، وسيصبح السعر 100% على دولار السوق السوداء”.

وعن حجم الارتفاع الذي سيصيب سعر صفيحة البنزين، أشار إلى أنه “بحسب الفرق بين السعر العالمي وسعر الدولار في لبنان سيكون هناك ارتفاع أولي بين 15 و20 ألف ليرة لبنانية، وطبعاً سيتغير هذا الرقم بحسب ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار”.

وأضاف: “المفاجآت في الأسعار ستكون متواصلة، فهي لم تعد مضبوطة كما في السابق على سعر منصّة صيرفة الذي تحدده الدولة ومصرف لبنان، إنما سنصبح محكومين بسعر السوق، وقد سيكون هناك أكثر من جدول أسعار يومياً”.