قدّم الجيش اللبناني رواية كاملة لوقائع جريمة طرابلس التي أودت بحياة 4 أشخاص، من بينهم أحد الجناة، وبالتالي، وأماط اللثام عن الغموض الذي أحاط بالحادثة التي هزّت المدينة، وكشفت عوراتها الأمنية، وفضحت الفراغ الذي يسمح للزعران أن يتحكّموا بالأمن والاستقرار في عاصمة الشمال.
ويبدو أن رواية الجيش استندت إلى التحقيقات التي أجراها مع أحد الموقوفين الذي اعترف بمشاركته في الجريمة.
إلا أن الحلقة التي ما تزال مفقودة، تتعلّق بخلفيات هذا الهجوم الذي نفّذه الجناة الأربعة، خصوصاً أن بيان الجيش تحدّث عن إطلاق نار من الخارج على المحل، ثم دخل المسلحون إلى وأطلقوا النار فيه. بالتالي، فإن احتمال السرقة يبدو مستبعداً وفق السيناريو للجريمة، وهو ما يطرح أسئلة عن الخلفيات التي دفعت المسلحون الأربعة لتنفيذ عمليتهم، والتي تنحصر في احتمالين:
الأول، أن تكون هناك خلافات سابقة بين الجناة، أو أحدهم، وبين صاحب المحل.
الثاني، أن يكون الهدف هو خلق فتنة، خصوصاً أن صاحب المحل من منطقة جبل محسن.
الفرضية الأولى تبدو ضعيفة، لأنه لو كان السبب خلافات سابقة، لما كان المسلّحون أخفوا وجوههم. فهم جاؤوا ملثّمين وأطلقوا النار من الخارج، قبل أن يدخلوا إلى داخل المحل لـ”إنجاز المهمة”. وهذا ما يعزّز الفرضية الثانية التي ما كانت لتظهر مؤشراتها لولا مقتل أحد المسلحين الأربعة.
لم تحصل سرقة، ولا توجد أي معلومة عن خلافات سابقة. المسلحون حضروا على دراجتين ناريتين واحدة حمراء اللون والثانية سوداء اللون، وقد أخفوا وجوههم، ثم غادر ثلاثة منهم بعد مقتل أحدهم، وعبروا ساحة التل وأطلقوا النار في الهواء.
على هذا الأساس، تركزتحقيقات الجيش اللبناني على معرفة الخلفيات الحقيقية لهذه الجريمة، ومن يقف وراءها، وما الهدف منها.
رواية الجيش
في رواية الجيش، أنه “بتاريخ 9/ 9 / 2022 الساعة 18.00 وفي منطقة التل- طرابلس أقدم المواطن المطلوب (خ.ع.)، وهو من أصحاب السوابق الجرمية والإرهابية، يرافقه 3 أشخاص مجهولين يستقلون دراجتين ناريتين على إطلاق النار من أسلحة حربية في اتجاه محل لبيع الهواتف الخلوية عائد للمواطن (م.خ.)، ثم دخلوا المحل وأطلقوا النار فيه وفروا إلى جهة مجهولة.
نتج عن الإشكال مقتل المطلوب (خ.ع.) المذكور وصاحب المحل (م.خ.) والمواطنَين العاملَين في المحل (م.أ.) وشقيقه (ع.أ.).
على الفور، توجهت قوة من الجيش إلى المكان حيث عملت على عزله وتولى الخبير العسكري تفجير رمانة يدوية عُثر عليها ملقاة في المحل، وذلك بسبب خطورة نقلها، وتعطيل رمانتين أخريين كانتا بحوزة المطلوب (ع.خ.).
تلا ذلك توقيف دورية من مديرية المخابرات للمواطن (ع.ح.) بعدما تبين أنه شارك في الهجوم.
سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص”.