الإثنين, ديسمبر 29, 2025
Home Blog

ترقب لنتائج لقاء بعبدا وتحذيرات أمنية من تفاقم الأزمة الاقتصادية

الموفد الأميركي الى بيروت لإحياء “ملف الترسيم” وعون يتحدث عنم ايجابيات

تترقب الساحة الداخلية النتائج المتوقعة للقاء الرئاسي في بعبدا لجهة معالجة الأزمة الحكومية في ظل معلومات عن أن اجتماع الرؤساء الثلاثة رسم خارطة طريق للحل على مستويي اثنين قضية المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار والأزمة الدبلوماسية مع السعودية. وأشارت أوساط مطلعة على اللقاء للجريدة إلى أنه عرض مختلف القضايا المطروحة على بساط البحث لا سيما أسباب تعطيل اجتماعات الحكومة وكيفية إزالة الأسباب التي تحول دون تفعيلها.
وبحسب ما قالت مصادر بعبدا للجريدة فإن اللقاء خرج باتفاق ضمني يحتاج إلى متابعة وانضاج يتوّج بالدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من زيارته إلى قطر ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته إلى الفاتيكان.
وتتضمن خارطة الحل معالجة قضية القاضي البيطار ضمن المؤسسة القضائية وليس في مجلس الوزراء، أي بحل يخرج به مجلس القضاء الأعلى ومحاكم التمييز التي ستنظر بدعاوى مخاصمة الدولة التي رفعها رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر وبالتالي فصل الصلاحيات وعدم تدخل السلطة السياسية بعمل السلطة القضائية، وهذا ما أكد عليه عون خلال اللقاء وأيده ميقاتي. وفي حال لم تحل في المؤسسة القضائية فسيتم اللجوء إلى المجلس النيابي لتشكيل لجنة تحقيق نيابية للنظر بتفجير المرفأ وترفع نتائج تحقيقاتها ومقترحاتها للمجلس النيابي ومجلس القضاء الأعلى للبناء على الشيء مقتضاه وقد يفتح هذا الخيار الباب على ممارسة البرلمان دوره وفق ما ينص الدستور وتفعيل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، فيخرج ملف الوزراء والرؤساء من يد بيطار.
أما قضية استقالة قرداحي بحسب المصادر، فحصل نوع من الاتفاق الضمني على أن تُحل قضية البيطار أولاً ويعود مجلس الوزراء للانعقاد، ويجري التعويل على مبادرة من قرداحي بتقديم استقالته من تلقاء نفسه بعيداً عن أي ضغوط أو إقالة، لكن الأمر لم يُحسم ويحتاج إلى بلورة وضمانات من المنتظر أن يحصل عليها ميقاتي من السعودية عبر الفرنسيين والإماراتيين، بوقف الإجراءات الخليجية التصعيدية بعد الاستقالة فوراً وفتح حوار مع المملكة يعالج المسائل الخلافية. وتوقعت المصادر أن يعقد المجلس جلسته بداية الشهر المقبل في حال نضج الاتفاق على أن يتولى بري اقناع حزب الله بهذا الحل.
وتابع الرئيس عون اليوم خلال لقاءاته بعدد من الوزراء، معالجة المواضيع الّتي كانت محور بحث بينه وبين الرئيسين بري وميقاتي في اجتماع بعبدا أمس.

وعكست أجواء ميقاتي ارتياحه لنتائج اللقاء الرئاسي في بعبدا، وأنه سيقوم فور عودته من سفره بمحاولة جدية لانعقاد الحكومة نظراً للحاجة الملحة لذلك في ظل تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية.
وشكلت هذه الأزمات محور متابعة في لجنة المال والموازنة التي عقدت جلسة في المجلس النيابي، وبرز ما أعلنه رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان في مؤتمر صحافي، عزمه تقديم سؤال للحكومة قد يتطور إلى الطلب من رئيس المجلس بعقد جلسة لمساءلة الحكومة حيال تلكؤ مصرف لبنان ووزير المال برفع قيمة دولار السحوبات من المصارف التي لا تزال على 3900 رغم ارتفاع سعر الصرف إلى ما فوق الـ23 ألف ليرة.
ومن المتوقع أن يبدأ تسجيل الأسماء للحصول على البطاقة التمويلية من الأسبوع المقبل كما أعلن وزير الاقتصاد أمين سلام. وينتظر الموظفون في القطاعين العام والخاص بداية الشهر المقبل للاستفادة من القرارات التي أقرتها اللجنة الوزارية الأسبوع المنصرم لجهة بدل النقل اليومي ومنحة نصف راتب لمدة شهرين علها تسد جزءاً قليلاً من العجز التي يقع فيه أغلب الموظفون بسبب موجة الغلاء الفاحشة التي تجتاح الأسواق.
وفيما حذر خبراء اقتصاديون عبر الجريدة من ارتفاع نسبة الفقر والجوع مع تفاقم الأزمات إلى حدٍ غير مسبوق مع الارتفاع المتنامي لسعر صرف الدولار في السوق الموازية ما يرفع بالتالي مختلف السلع لا سيما المواد الغذائية والمحروقات، إذ تجاوز سعر الصرف 23500 ليرة للدولار الواحد، فيما حذر مرجع أمني من توسع السرقات التي لن تقتصر على النشل بواسطة الدراجات النارية، الى حدود تفشي ظاهرة السرقات الكبيرة، والتي ربما تشمل عمليات سطو مسلحة لبعض المؤسسات والمحال الكبرى.
وإذ يستقر الموقف الأميركي على دعم الحكومة الحالية ورفض التصعيد السعودي والخليجي ضد لبنان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان الذي يواجه خطر الإنهيار الكامل، يواصل وفد من الكونغرس الأميركي جولته على الرؤساء والمسؤولين في اطار زيارته الرسمية الى لبنان. وخلص الوفد بضرورة الوقوف إلى جانب لبنان على مختلف الصعد وعلى دعم جهود الحكومة اللبنانية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي. كما شدد على “ضرورة إنهاء الخلافات السياسية بما يتيح التركيز على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.
وأبدى الوفد بحسب ما علمت “الجريدة” بملف ترسيم الحدود البحرية وضرورة إحياء المفاوضات، كما شدد على ضرورة حل قضايا النزاع التي تسبب التوتر في منطقة الشرق الأوسط لا سيما على جبهتي لبنان وسورية مع “إسرائيل”، ما يحقق نوعاً من التهدئة أو الهدنة الطويلة الأمد فيما لو عولجت، وأبرزها ملف الترسيم في الجنوب ما ينهي هذا النزاع الحدودي من جهة ويحقق حداً مقبولاً من الاستقرار الاقتصادي من جهة ثانية، وفي هذا السياق أفيد بأن الموفد الأميركي لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين سيعود إلى بيروت قريباً لنقل موقف “إسرائيلي” هام.
وأعلن رئيس الجمهورية على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أن طهناك اشارات ايجابية بدأت تلوح للتوصل الى اتفاق يضمن مصلحة لبنان وسيادته على مياهه وثرواته الطبيعية ويؤدي الى استئناف عملية التنقيب عن النفط والغاز”.
على صعيد آخر يواصل المجلس الدستوري اجتماعه بحضور اعضائه الـ10، للبحث في موضوع الطعن بمواد قانون الإنتخابات المعدلة، الذي تقدم بها تكتل لبنان القوي.
واستبعدت معلومات “الجريدة” أن يخرج المجلس الدستوري بقرار اليوم حيال الطعن، مشيرة إلى أن البحث سيأخذ بعض الوقت، مرجحة أن يقبل الطعن ببعض المواد، لكن مصادر نيابية في التيار الوطني الحر شددت عبر الجريدة الى أن التكتل سيرضى بأي قرار يصدره المجلس وسيخوض الانتخابات النيابية على أساس القانون التي سيرسي في نهاية المطاف ويبقى الموضوع بعهدة رئيس الجمهورية إن كان سيوقع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أم لا.

“تسوية” البيطار وقرداحي متعثرة ومخاوف من انفجار اجتماعي باسيل: مصرون على الانتخابات وسنطعن بالتعديلات لا بالقانون

بري وميقاتي في عين التينة

 

تواصلت المساعي اليوم على خط معالجة الأزمة مع السعودية ودول الخليج على أكثر من اتجاه ومحور، لفتح الطريق أمام عودة العلاقات إلى طبيعتها مع المملكة واحتواء التصعيد والعودة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء، إلا أن الجهود لم تتكلل بالنجاح حتى الساعة نظراً لتباعد المواقف بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جهة ورئيس الجمهورية ميشال عون من جهة ثانية إلى جانب رفض حزب الله وتيار المردة استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي إلا ضمن اتفاق كامل مع ضمانات بعودة العلاقات مع السعودية ودول الخليج الى طبيعتها، الأمر الذي ترفضه السعودية وتربط حل الأزمة بتنازلات من حزب الله تتعلق بنفوذه في لبنان ودوره في المنطقة لا سيما في جبهة مأرب التي سجلت تطورات عسكرية هامة لمصلحة أنصار الله، وهذا ما شدد عليه اليوم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود بقوله أن “لا أزمة مع لبنان بل هناك أزمة في لبنان تسبّب بها حزب الله”، واوضح أن “الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي في لبنان هو الذي يدفعنا للاعتقاد بغياب الجدوى لوجود سفيرنا في لبنان”.

وينقل عن المسؤولين السعوديين بأن الأزمة أبعد من استقالة وزير بل تتعلق بتغيير لبنان لسياساته الخارجية وتحجيم دور ونفوذ حزب الله.

وبحسب معلومات “الجريدة” فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعمل على تسوية لم يكتب لها النجاح بعد، تقضي بإيجاد حل لأزمة تنحي القاضي طارق البيطار بفصل ملف ملاحقة الوزراء والرؤساء عن ملف التحقيق بشكل عام، ما يعيد وزراء أمل والحزب والمردة الى طاولة محجلس الوزراء وتجري مناقشة قضية استقالة قرداحي وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية.

وبعد زيارة قرداحي الجمعة الماضية زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عين التينة والتقى الرئيس بري وأكد لاحقاً في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أن “لا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وأكد أن خارطة الحل التي وضعها منذ اليوم الاول هي الاساس وخلاصتها، أن لا تدخل سياسياً على الاطلاق في عمل القضاء”.

وبحسب المعلومات فقد عقد لقاء صباح اليوم بين ميقاتي ورئيس تيار “المردة” ​سليمان فرنجية​ لم ترشح عنه أجواء إيجابيّة.

وفي سياق التصعيد التدريجي الذي تتبعه السعودية إلى جانب بعض دول الخليج ضد لبنان، نقلت العربية عن القبس الكويتية: أن الكويت “وضعت 100 مقيم على قوائم “أمن الدولة” أغلبهم لبنانيون”.

ونصحت ​وزارة الخارجية البريطانية​، مواطنيها بعدم السفر إلى ​لبنان​ باستثناء السفر الضروري بسبب استمرار عدم الاستقرار.

في غضون ذلك، وفيما ينهمك السياسيون بمعالجة الأزمات السياسية والدبلوماسية التي تحاصر الحكومة وتعطل عملها لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في ظل تسجيل سعر صرف الدولار المزيد من الإرتفاع ما فوق الـ23 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق الموازية، من المتوقع أن ترتفع أسعار المحروقات غداً ما يشكل مزيد من الضغوط على كاهل المواطن الذي يئن من وطأة الأوضاع المعيشية ونار الغلاء في المحروقات والمواد الغذائية ما يجعل الحصول على المقومات الحياتية الأساسية والطبيعية في لبنان صعب المنال.

وفي حين توقع خبراء اقتصاديين تسجيل مزيد من الارتفاع بسعر الصرف لأسباب عدة سياسية واقتصادية، حذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من “حصول تدهور كبير في الأمن الغذائي للبنانيين، ما يعني عدم تمكن نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين من تأمين إحتياجاتهم الغذائية”.

وحذر الخبراء من الخطأ التي ارتكبته الحكومة أو سمحت بتمريره من قبل مصرف لبنان بتحرير سعر صفيحة المازوت والبنزين الى هذا الحد وربطه بسعر الصرف لفي السوق السوداء ما يعني بأن لا حدود لسعر المحروقات طالما أن لا حدود لسعر الصرف ما يجعل المواطن رهينة “الدولار” بكل ما يتصل بحياته اليومية ما يزيد من معدلات الفقر والجوع والتسول والهجرة ونسبة الجريمة وبالتالي مزيد من الانكماش والتدهور الاقتصادي ما سيؤدي الى انفجار اجتماعي في الشارع، ودعا الخبراء الحكومة للإسراع بعقد جلسات لمجلس الوزراء والبدء باتخاذ قرارات جرئية وجدية لاحتواء الأزمات مع تسريع التفاوض مع صندوق النقد الدولي علماً أن إدارة الصندوق كما نقل عنها الوزير السابق جهاد أزعور بأن نتائج التفاوض لن تظهر قبل الانتخابات النيابية ما يؤشر الى ربط المجتمع الدولي الدعم المالي للبنان لإنقاذه من الإنهيار بجملة شروط أبرزها اجراء الانتخابات النيابية.

وفي سياق ذلك، أشارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعد لقائها وزير الطاقة وليد فياض، إلى تقدم كبير في ما خص عقود الطاقة الاقليمية، فيما أعلنت حكومة العراق تصديق اتفاق لتوريد 500 ألف طن من زيت الغاز إلى لبنان.

على صعيد آخر، وفيما يتجه التيار الوطني الحر للطعن بقانون الانتخاب، أوضح رئيس التيار الوطني الحرّ النائب النائب جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي أننا “الطعن الذي سنتقدم به هو بالتعديلات وليس بقانون الانتخاب”.

السعودية: الأزمة مرتبطة بسلوك حزب الله وقرداحي يجدد رفضه الإستقالة… الحل الداخلي متعثر وتركيا وقطر على خط الوساطة

 

 

ولم تسجل بداية الأسبوع الجاري أي جديد على المشهد الداخلي الملبد بالأزمات على وقع اشتعال موجة من الحرائق المتنقلة في مختلف المحافظات اللبنانية والتي قضت على مساحات واسعة من الأحراش والغابات والمزروعات من دون تحديد المسؤولين سبب الحريق حتى الساعة في ظل معلومات رسمية وميدانية تؤكد للجريدة بأنها مفتعلة لأسباب عقارية وتجارية.

أما على صعيد الأزمة الحكومية فلم تفضِ المساعي التي يبذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتوازي مع جهود يقودها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعيداً عن الإعلام، إلى نتائج ايجابية مقابل استمرار التصعيد الدبلوماسي والسياسي من قبل المملكة العربية السعودية التي استنفرت جهازها الدبلوماسي لإطلاق المواقف ضد لبنان، والتي تضمنت ربطاً واضحاً بين حل الأزمة وعودة العلاقات الى طبيعتها بأمرين سبق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن أعلن رفضه التنازل بهما وهما: نفوذ حزب الله في لبنان ودوره في الاقليم لا سيما في اليمن، ما يؤشر بحسب ما أكدت أوساط سياسية مطلعة للجريدة إلى أن الأزمة مرشحة للمزيد من التصعيد والتوتر، ولم تعد مرتبطة باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أم لا، بل بالتطورات والمفاوضات الدائرة في المنطقة رغم المعلومات التي تسربت نهاية الأسبوع المنصرم والمنقولة عن الرئيس ميقاتي حيال تقدم المساعي لتسوية ما في ملفي المحقق العدلي القاضي طارق البيطار والعلاقة مع السعودية تمهد لعقد جلسة لمجلس الوزراء منتصف هذا الأسبوع.

وأشار السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري اعتبر عسيري أن “احتمال التصعيد حيال لبنان يعتمد على سلوك حزب الله وسلوك العهد ووزرائه والإعلام الناطق باسمه وعلى السيطرة على تصدير المخدرات”، وقال: ” حزب الله هو المسيطر على الحكومة بفضل التحالف مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. فالتيار أعطى الحزب الغطاء المسيحي ليعمل ما يشاء ولو لم يكن هذا الغطاء لأصبح الحزب مثله مثل غيره”.

من جهته، لفت وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة أن تصعيد الكويت المستمر حيال لبنان، بموضوع الخلية المرتبطة بحزب الله والتي تم الكشف عنها قبل أيام في الكويت. وقال بن طفلة :”إذا استمرّ لبنان بسياسته الرّعناء وبقي يأتمر بأوامر طهران فأتوقع أن يكون هناك تصعيد ليس فقط من الخليجيين وإنما حتى من أطراف أخرى عربية وغير عربية.”

 في المقابل لا يبدو أن حزب الله وتيار المردة مستعدين لتقديم تنازلات للسعودية والتضحية بقرداحي من دون خارطة طريق تعيد العلاقات اللبنانية السعودية الخليجية الى طبيعتها بما يصب في مصلحة لبنان ودعمه على المستوى الاقتصادي، وكذلك يرفض قدراحي الإستقالة من دون الضمانات اللازمة التي طالب بها خلال زيارته عين التينة، وقال قرداحي في حديث تلفزيوني اليوم: “لست حجر عثرة ولست متمسكاً بالوزارة عناداً “لأنو الوزارة مش ملكي ومش لبيت بيي“. وأضاف: منفتح تجاه أي حل يفيد لبنان ويعيد ترميم علاقاته مع دول الخليج فلا أريد أن تكون استقالتي مجرد طلقة في الهواء لا تؤدي إلى أي نتيجة”.

وفيما ترسم السعودية سقف التصعيد في لبنان تحت المظلة الأميركية – الأوروبية الداعمة للحكومة الضمانة الحالية للاستقرار في لبنان وتجنب الانهيار الاقتصادي الكامل، يتحرك بالتوازي الثنائي التركي – القطري باتجاه لبنان في مساعٍ جديدة لحل الأزمة مع السعودية ودول الخليج، بيد أن المصادر المتابعة للملف تشير الى أن التحرك التركي أبعد من حدود حل الأزمة كونه ليس بموقع الوسيط نظراً لعلاقته الباردة بالحد الأدنى مع السعودية وبالتالي هدف الزيارة لا يعدو كونه ملئ للفراغ الذي يخلفه السعودي والإماراتي والخليجي عموماً في لبنان، ولوحظ في هذا الصدد الاعلان القطري المتكرر عن تأجيل زيارة وزير خارجية قطر إلى بيروت، وربما يكون السبب إفساح المجال للدور القطري. ووصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى بيروت بعد ظهر اليوم ومن المتوقع أن يقوم بجولة على الرؤساء الثلاثة ويلتقي نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب.

وفيما عبرت مصادر في ثنائي أمل وحزب الله عن امتعاض “الثنائي” من مواقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط المستجدة، في ظل المعلومات عن زيارة سيقوم بها جنبلاط الى السعودية لتصحيح العلاقة مع الرياض بعد برودة دامت لسنوات، شن حزب الله هجوماً لاذعاً على رئيس الاشتراكي على لسان عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج غالب أبو زينب الذي قال: “بـ سبّونا من فوق وبقولوا بتعرفوا بدنا نزبط وضعنا مع السعودية في معاشات وشنط مصاري”, هذه الأشياء لَن نقبل بها بعد اليوم، لأنَّ هؤلاء يشكلون عبء أساسي على الواقع اللبناني, وهمّ أداة لضرب الوضع الداخلي اللبناني وتوتيره.

الأزمة مع السعودية إلى تصعيد على وقع تحليق الدولار… قرداحي بعد لقائه بري: لم نطرح موضوع الاستقالة ونتعرض لـ”الإبتزاز”

 

وزير الإعلام جورج قرداحي

فيما بقيت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محل اهتمام داخلي وخارجي نظراً لأهمية الرسائل السياسية التي حملتها باتجاه رئيس الحكومة والمملكة العربية السعودية وكيان العدو “الإسرائيلي”، لم تخرج المساعي على خط إعادة تفعيل الحكومة من دائرة المراوحة في ظل استمرار الإنقسام السياسي والوزاري حول ملفي معالجة الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، وتنحية المحقق العدلي في قضية مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار إلى جانب أحداث “الطيونة”.

وعلمت “الجريدة” أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصدد بذل الجهود لإنضاج “تسوية” متكاملة تتضمن الملفات الخلافية الثلاثة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت والمشاورات وتنازلات من كافة الأطراف لإنضاجها للوصول إلى منتصف الطريق.

وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى عين التينة حيث التقى الرئيس بري وخرج بعدها قرداحي ليؤكد في تصريح للصحافيين بأنه “لم نطرح موضوع الاستقالة مع الرئيس”، لافتاً إلى أن “مشكلة الحكومة ليست بسببي وعدم اجتماعها لست أنا المشكلة فيه”، مضيفاً: “يُصوّرون “قضية قرداحي” كأنها مشكلة لبنان الأساسيّة وتناسوا المصائب التي أوصلوا لبنان إليها”. وأكد قرداحي أنه “إذا حصلنا على الضمانات التي أبلغتها للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فأنا حاضر ولستُ في وارد تحدّي أحد لا رئيس الحكومة ولا السعودية التي أحترمها وأحبّها، ولا أعرف لماذا هذه العاصفة غير المتوقعة ونحن ندرس الموضوع و”منشوف التطورات وإذا في ضمانات أنا حاضر”.

وكشف قرداحي أن “هناك ابتزاز وأعتقد أن السعودية ودول الخليج صدرها “أوسع من هيك” ولا نريد استفزاز أحد وهناك مزايدات كثيرة من الداخل واستغلّوا قضيتي لتقديم براءة ذمة الى الخليج”.

 وكان لافتاً أن الزيارة أتت بعد كلام السيد نصرالله الذي جدد رفض استقالة أو إقالة وزير الإعلام مع ترك الباب مفتوحاً للمعالجة السياسية للأزمة. ولوحظ في هذا الصدد أن خطاب السيد نصرالله جاء منضبطاً تحت سقف هادئ واقتصر على مطالعة موضوعية تضمنت عرضاً للأدلة والمعطيات ومقارنة بين ردة فعل السعودية وتساهل كل من سوريا وإيران أزاء التهجم عليها من قبل رؤساء وسياسيين واعلاميين لبنانيين، وبالتالي وضع السيد نصرالله النقاط على حروف الأزمة ووقوف على خلفياتها وأبعادها.

إلا أن مصادر سياسية رجحت “إطالة أمد الأزمة مع السعودية التي لن تتراجع عن سقف مواقفها وشروطها في الوقت الراهن، بل ستتصلب أكثر وتُمعِن في إجراءاتها ضد لبنان لتجميع أوراق قوة لتعزيز موقعها التفاوضي في مسار الحوارات والمفاوضات الدائرة في المنطقة”، وخلصت المصادر لـ”الجريدة” إلى “أن أسباب الأزمة مع السعودية ليست محلية وبالتالي لن يكون الحل محلياً، بل يرتبط بتطورات الوضع في المنطقة لا سيما في اليمن”.      

وكان السيد نصرالله وجه في خطابه أمس أكثر من رسالة للسعودية تأرجحت بين التصعيد والليونة، ورسالة أخرى للرئيس ميقاتي بشكل غير مباشر من دون أن يسميه من خلال تساؤله: “هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ‏ما يطلبه الخارج؟”.

وتقول أوساط “الجريدة” إن “استقالة قرداحي باتت وراء فريق حزب الله وتيار المردة، وكذلك رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يرفض طرح الإقالة الجبرية في مجلس الوزراء لتجنب اهتزاز الحكومة وإسقاطها، فضلاً عن تعذر تأمين النصاب القانوني للإنعقاد في ظل مواقف الأطراف، إلى جانب موقف الثلاثي أمل وحزب الله والمردة من قضية البيطار”، إلا أن المصادر تشير إلى أن “استقالة قرداحي تتم بحالة واحدة، أن تأتي في سياق تسوية أو اتفاق شامل يتضمن ضمانات وتعهدات سعودية بالتراجع عن إجراءاتها الدبلوماسية والاقتصادية وإعادة سفيرها إلى لبنان وعودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الأزمة”، لكن هذا برأي المصادر صعب التحقق في ظل اندفاعة المملكة في المنطقة.

ويعاكس رئيس الحكومة موقف بعض مكوناتها ويصر بحسب مصادره على استقالة قرداحي من تلقاء نفسه كمدخل لحل الأزمة ولتسهيل الوساطات وتليين الموقف السعودي، لكن الأوساط تقول بأن ميقاتي يدرك صعوبة تحقق هذا الهدف بعد رفع سقف المواقف من قبل قرداحي والمرجعية السياسية التي سمته إلى جانب موقف حزب الله، لذلك تضع الأوساط موقف ميقاتي منذ عودته إلى لبنان بعد مشاركته في “القمة المناخية” في اسكتلندا في خانة رسم مسافة بينه وبين حزب الله والمردة لصالح دعمه السعودية وحماية موقعه السياسي والنأي بحكومته عن التجاذبات لضمان بقائها.

وتوافرت قناعة لدى القيادات الرسمية بأن الأزمة سيطول أمدها وبالتالي تعليق جلسات مجلس الوزراء، ما يستوجب ملئ الفراغ باجتماعات للجان الوزارية لمعالجة القضايا الملحة وتحضير الملفات لكي تكون جاهزة ريثما تعود جلسات الحكومة.

وفي غمرة الإنهماك الرسمي بالمساعي والاقتراحات لحل الأزمات، عادة الملفات الاقتصادية الداهمة إلى الواجهة على وقع ارتفاع ملحوظ وقياسي بسعر صرف الدولار في السوق الموازية ومعها ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية وفاتورة المولدات الخاصة في ظل مزيد من التقنين للتيار الكهربائي، فيما تنكب وزارة المال بالتنسيق مع مصرف لبنان على دراسة تعديل سعر الدولار الجمركي. وفيما سجل جدول الأسعار الجديد للمحروقات ارتفاعاً لصفيحتي المازوت والبنزين وقارورة الغاز، علمت “الجريدة” أن “وزارتي الصحة والمالية ومصرف لبنان يتجهون إلى رفع الدعم شبه الكامل عن الأدوية”، ما سيرتب تداعيات كبيرة على كاهل المواطن”.

 

85% من الحسابات تحت الـ100 ألف دولار: 782 ألف حساب فيها 14.8 مليار دولار

| ماهر سلامة |

في أيلول 2025 بلغ عدد أصحاب الحسابات التي فيها أقل من 100 ألف دولار، نحو 782 ألفاً ومجموع ما فيها من ودائع بلغ 14.8 مليار دولار، وذلك بحسب أرقام رسمية وزّعت في الجلسات الثلاثة الأخيرة لمجلس الوزراء. وفي المقابل، هناك 145 ألف مودِع يملكون ما يقرب من 67.4 مليار دولار في حساباتهم التي يفوق ما فيها الـ100 ألف دولار. بحسب مشروع الحكومة للانتظام المالي واسترداد الودائع، سيدفع للجميع 100 ألف دولار، أي سيتم تسديد 14.8 مليار دولار مضافاً إليها بضعة مليارات أخرى غير مقدّرة بشكل دقيق بعد، إنما جرى التداول بأن كلفتها قد لا تزيد على 3 مليارات دولار.

وبحسب إحصاءات مصدرها مصرف لبنان وعرضت في جلسات الحكومة المخصّصة لدراسة مشروع القانون، فإن الغالبية الساحقة من عدد الودائع يقع تحت سقف الـ100 ألف دولار، فيما تتركّز الكتلة الأساسية من حجم الودائع لدى شريحة أصغر عدداً وأثقل وزناً مالياً. عملياً، نحو 84% من الحسابات لا تمثل سوى نحو سدس الكتلة الإجمالية، في حين أن 16% من الحسابات تحتفظ بأكثر من أربعة أخماسها. هكذا تتضّح خلفية القانون الذي أقرّته الحكومة، والهدف منه، إذ يظهر أنها تحاول إيجاد معالجة سريعة نسبياً لشريحة واسعة عددياً، مقابل ترحيل المشكلة الفعلية إلى شريحة أضيق عددياً، ولكنها مالياً الأكثر حساسية.

ومن بين المودعين الذين تتجاوز ودائعهم سقف الـ100 ألف دولار ولا تتجاوز المليون دولار، ثمة عدد كبير من المتقاعدين من القطاع العام ومن السلك العسكري وغيرهم.

مجموع حسابات هؤلاء يبلغ 36.3 مليار دولار. وهؤلاء راكموا ودائعهم على مدى عقود من الخدمة، وغالباً ما تمثّل هذه الأموال تعويض نهاية خدمتهم الذي كانوا يعتمدون عليه لإعالتهم بعد التقاعد، في ظل نظام لا فيه تغطية صحية ولا نظام شيخوخة. لكن الأهم والأخطر على الحكومة أن هذه الفئة ليست مبعثرة أو فردية، بل هي منظمة ضمن نقابات وروابط وجمعيات قادرة على التحرك الجماعي، وهذا الأمر سيشكّل تحدياً أمام الحكومة التي تعتبر أنها تخلّصت من جزء كبير من الضغط عبر «تسكير الحساب» مع العدد الأكبر من المودعين.

غير أن كلفة 14 مليار دولار لتسديد الـ100 ألف دولار لمن لديهم حسابات فيها أقل من 100 ألف دولار، ليست تفصيلاً بسيطاً. فهذا الرقم وحده يوازي، بل يتجاوز، حجم السيولة بالعملات الأجنبية المعلنة لدى مصرف لبنان. أي إن «ضمان» الودائع الصغيرة، الذي يُقدَّم سياسياً على أنه خطوة اجتماعية بديهية، يتطلّب سيولة بالدولار تفوق ما يملكه النظام النقدي فعلياً والبالغ حالياً 12 مليار دولار. فمن أين ستأتي هذه الدولارات، وبأي كلفة على الاقتصاد وعلى ما تبقى من أصول عامة، علماً أن المبلغ المطلوب تسديده في أول أربع سنوات قد يتجاوز الـ18 مليار دولار؟

من الواضح في الفجوة أن الأصول العامة ستتحمّل جزءاً ليس هيّناً من هذه الكلفة وهو ما يُحمّل الدولة عبئاً كبيراً، ويُسهم في محدودية قدرتها على القيام بدور في الاقتصاد بسبب تخصيص إيراداتها لهدف تسديد الودائع.

القانون يحاول الإجابة عبر تقسيم الودائع إلى شرائح زمنية وأدوات مختلفة. فالودائع التي لا تُجاوز المئة ألف دولار يُفترض تسديدها خلال مهلة قصيرة نسبياً، أي 4 سنوات، فيما تُعاد هيكلة ما تبقى من الودائع عبر آجال طويلة وأدوات مرتبطة بالأصول. ظاهرياً، يبدو هذا الترتيب منطقياً، لناحية حماية «الصغار» أولاً، وتأجيل «الكبار». لكن الواقع أكثر تعقيداً، لأن شريحة من هؤلاء «الكبار» ليست بالضرورة من كبار الرساميل أو أصحاب النفوذ المالي التقليدي.

فبينما قد تمرّ إعادة هيكلة ودائع كبار رجال الأعمال أو أصحاب الرساميل الكبيرة بهدوء نسبي، فإن المساس بودائع متقاعدين عسكريين وموظفين عموميين يفتح الباب أمام اعتراض منظّم وفعّال. هذه فئات تمتلك خبرة في الضغط، وشبكات تمثيل، وقدرة على تحويل اعتراضها إلى أزمة سياسية للحكومة. وعند هذه النقطة، يصبح الفصل النظري بين «صغار مودعين محميين» و«كبار مودعين مؤجَّلين» فصلاً هشّاً.

عملياً، الحكومة أمام اختبار لقدرتها على تأمين سيولة حقيقية لتنفيذ وعودها، وقدرتها في الوقت نفسه على إدارة تحديات اجتماعية ــ سياسية مع فئات منظَّمة ترى في القانون انتقاصاً من حقوقها.

إنفلونزا H3N2 نحو الذروة.. والأولوية للتلقيح

| راجانا حمية |

كالنار في الهشيم، ينتشر فيروس الإنفلونزا من سلالة A (H3N2)، متسبّباً بارتفاع متدرّج في عدد الإصابات التي تستدعي الاستشفاء، في مسارٍ يتسارع يوماً بعد آخر. ورغم أنه، حتى الآن، لا مؤشرات إلى مخاطر مرتفعة أو تسجيل وفيات، إلا أنّ هذه السلالة، بما تحمله من تحوّرات، تختلف عن سابقاتها، وتوحي عوارضها بإمكانية أن تكون أكثر حدّة وقسوة.

وإذا كان لا داعي للهلع في الوقت الراهن، إلا أن المشهد لا يوحي بالاستقرار. فالموسم لا يزال في بداياته، ويتّجه نحو ذروة محتملة، ولا سيّما أنّ الفترة الأكثر حساسية تبدأ مع مطلع كانون الأول وتمتد حتى شباط. ولذلك، تحرص المستشفيات على رفع مستوى الجهوزية تحسّباً لأي تطوّر غير متوقّع، وإن كان نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، الدكتور بيار يارد، يؤكّد أنّه حتى في حال ازدياد أعداد الإصابات، فلن يكون السيناريو شبيهاً بـ«موسم كورونا».

رغم ذلك، تسجّل المستشفيات اليوم أعداداً تفوق تلك التي اعتادت تسجيلها في مواسم سابقة، ولا سيّما في صفوف كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، الذين، يشكّلون الحلقة الأضعف في معظم مواسم العدوى.

ويزيد من هشاشة هذه الفئة إهمال العادات الوقائية التي يفترض أن تكون أولوية مع بداية كل موسم، وفي طليعتها لقاح الإنفلونزا الذي يعدّ أساسياً للتخفيف من حدّة الإصابة، وبالتالي من الحاجة إلى الاستشفاء.

وفي هذا السياق، يشير الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري إلى انخفاض حاد في نسب التلقيح بين كبار السن بشكل خاص وفي المجتمع عموماً، ويعزو ذلك إلى «الدعاية السيئة» التي رافقت اللقاحات، خصوصاً بعد جائحة كورونا، لافتاً إلى أن «جميع المسنّين الموجودين اليوم في المستشفيات غير ملقّحين بلقاح الإنفلونزا». هذا التراخي ينعكس ارتفاعاً في أعداد الحالات التي تحتاج إلى استشفاء، وكذلك في الكلفة، خصوصاً أنّ مدّة الإقامة قد تُراوح بين ثلاثة أيام وعشرة.

مع ذلك، لا يقتصر تفاقم هذه الموجة وازدياد حدّتها على نقص التلقيح، إذ تتداخل عوامل أخرى تتصل بطبيعة الفيروس المنتشر حالياً، وبموسم الأعياد وما يرافقه من ازدحام واختلاط اجتماعي واسع.

والمعروف أنّ انتشار الفيروس لا يقتصر على لبنان، بل يُسجَّل في عدد من الدول الأخرى. ورغم أنّ هذه السلالة ليست جديدة أو طارئة، إلّا أنّها تتّسم هذا الموسم بحدّة نسبية وسرعة أكبر في الانتشار، نتيجة تحوّرات جعلتها «أكثر قدرة على التسبّب بإصابات أشدّ وبانتشار أسرع مقارنة بالمواسم السابقة»، وفقاً لما أوضحت وزارة الصحة في بيان أول من أمس. وأسهم تزامن انتشار الفيروس مع احتفالات الميلاد ورأس السنة وفترات العطل في توسيع دائرة الاختلاط الاجتماعي، ما انعكس ارتفاعاً في أعداد الإصابات.

وبناءً عليه، يبقى أفضل سبل المواجهة الأولى في الإقبال على تلقي لقاح الإنفلونزا حتى في ذروة الموسم (يؤخذ عادة ابتداءً من شهر أيلول)، ولا سيّما أنّ «اللقاحات المتوافرة حالياً تغطّي السلالات المنتشرة وتسهم في خفض نسب الاستشفاء والحالات الشديدة» وفقاً لبيان الوزارة التي شدّدت على الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية، من النظافة الشخصية والتعقيم، إلى تجنّب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة عند اللزوم، إضافة إلى سائر إجراءات السلامة الصحية.

لم تُعرض على مجلس الوزراء دراسة مالية عن المشروع وأكلافه: “توزيع الخسائر” بحسابات سياسية

| محمد وهبة |

إلى جانب عدد من الملاحظات الجوهرية التي يمكن إثارتها بشأن مشروع «قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع» الذي أقرّته الحكومة، فإن أكثر ما كان لافتاً هو التصويت عليه بـ13 صوتاً موافقاً عليه مقابل 9 ضدّ المشروع. ففي لائحة الموافقين على المشروع، كان التغيير الأقصى هو الذي مارسته كتلة اللقاء الديمقراطي من معارضة مطلقة إلى موافقة مطلقة، وفي جانب المعارضين كان موقف وزراء «أمل» مقسوماً بالنصف بين موافقة وزير المال ياسين جابر وهو أحد عرابي المشروع، ومعارضة الوزيرة تمارا الزين. والأنكى من ذلك، أن عدداً من الوزراء لا يعرف تماماً ما الذي أقرّ فعلياً، وعلى هذه القاعدة أيضاً تردّد بأن صدور النسخة النهائية للمشروع المقرّ ستعدّ في اجتماع وزاري يعقد اليوم لإعادة صياغته وفق مقرّرات مجلس الوزراء.

ثمة إجماع على أن مشروع القانون بالصياغة التي عرضت على مجلس الوزراء، يعدّ خطوة متقدّمة عن أي خطوات سابقة في هذا المجال، لا سيما لجهة تحميل رساميل المصارف أولاً الموجة الأولى من الخسائر المحققة في ميزانياتها المرتبطة بميزانية مصرف لبنان. لكن المشكلة في المشروع، وفق بعض الوزراء، أنه ليس مبنياً على تقديرات مالية واضحة، ولا يجيب عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بمفاعيله على الأطراف المرتبطة فيه، سواء الدولة ومصرف لبنان والمودعين. فهل صمم المشروع بهدف إسقاط المصارف، أم صُمم بهدف الحفاظ عليها؟ هل يسمح المشروع بإنشاء مصارف جديدة مع أن مضمونه لا يفترض أن يتطرق إلى هذا الأمر مباشرة لكن النتائج يفترض أن تكون خاضعة لتقييم من هذا النوع؟ ما هي نسبة الشطب التي تعرّض لها المودعون؟ كيف ستكون مساهمة الدولة وفق المادة 113 من قانون النقد والتسليف: إلزامية أم اختيارية، ووفق أي شروط؟

هل سيمسّ الذهب، أو هل هناك إمكانية للمساس به وتسييله لتسديد حصّة الدولة؟ من يملك الذهب أصلاً مصرف لبنان أم الدولة؟ إلى أي مدى أجريت حسابات السيولة المتعلقة بالبلد وحاجات لبنان بالعملات الأجنبية في سياق تسديد الودائع، بمعنى هل ستبقى هناك إمكانية للقيام بشيء آخر غير تسديد الودائع؟

هذه عيّنة فقط من الأسئلة المعلّقة والتي أثيرت في اليومين الماضيين خلال نقاشات مشروع القانون، وهي لا تقلّ أهمية عن النقاش في المبادئ الدستورية والقانونية التي يفترض أن يكون المشروع مبنياً عليها. فقد أعدّ المحامي نصري دياب، ورقة من 10 صفحات تتناول سلّة واسعة من الملاحظات الدستورية والقانونية على المشروع، لكنه أشار في مطلعها إلى أن المشكلة أن المشروع أعدّ من دون أن يكون مبنياً على أرقام مفصّلة وموثقة متسائلاً: لماذا لم يحدّد حجم الفجوة قبل الشروع في وضع القانون؟

ولماذا لا يزال حجم الفجوة غير محدّد بعد صدور تقارير رسمية من لازار، الفاريز أند مارسال، وغيرهم؟ ويشير إلى أن المشروع يحمّل المودع عبء الأزمة إما مباشرة من خلال الآلية التي ستنطبق على حساباته، أو غير مباشرة بتحرير الدولة من كل موجب أو مسؤولية، ومن خلال قطع وعود تلزم ظاهرياً مصرف لبنان والمصارف لكن من دون أي ضمانة ومن دون أي دراسة علمية، إذ إن أي فشل في احترام إلزامات تسديد الودائع يتحمّل المودع وحده تبعاتها؟

طبعاً دياب المقرّب من حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، دافع عن تراتبية توزيع الخسائر كما ينظر إليها سعيد، أي أن تبدأ بتنقية الأصول غير المنتظمة وتخمين قيمة ودائع المصارف التجارية لدى مصرف لبنان «للتوصل إلى أرقام واضحة قبل إجراء مراجعة جودة أصول المصارف التجارية وإلزامها بإعادة رسملتها».

هذا الاعتراض، والكثير غيره، نوقش في الجلسات الثلاث التي خصصها مجلس الوزراء لدراسة مشروع القانون ثم إقراره، لكن باستثناء ورقة وحيدة غير مفصّلة عن شرائح الودائع، كان هناك غياب للزوايا التقنية مالياً وقانونياً، لا بل كانت النقاشات خاضعة بشكل واضح للحسابات السياسية التي تُرجمت في التصويت على المشروع وتبديل القناعات والآراء. بحسب المعلومات، فإن رئيس الجمهورية جوزف عون، لم يكن راضياً عن صيغة المشروع كما عرضت على مجلس الوزراء ربطاً بقناعة مصدرها حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ولا سيما ما يتعلق منها بتراتبية توزيع الخسائر التي «فرضها» صندوق النقد الدولي على معدّي المشروع.

وعلى هذا الأساس، كان يفترض أن يصوّت وزراء الرئيس ضدّ المشروع، لكن المفاجأة تمثّلت في أن غالبية الوزراء المحسوبين عليه صوّتوا معه. وبحسب المعطيات المتداولة، فإن ضغوطاً سعودية مورست من أجل هذا التعديل في الموقف، وهو ما أدّى إلى بلبلة كبيرة بين المحيطين بالرئيس لا سيما المصرفي أنطون الصحناوي. أيضاً كان لافتاً الانقلاب الاشتراكي من ضدّ القانون بالمطلق في الجلسة الأولى وما سبقها من اتصالات، إلى إبلاغ الوزراء الجنبلاطيين بأنه يجب التصويت مع المشروع. وبحسب المعلومات، فإن هذا الأمر أتى انسجاماً مع ضعوط سعودية – فرنسية، لا سيما تلك التي قادها المبعوث الفرنسي جاك دو لا جوجي.

على الضفّة المقابلة، كانت هناك حسابات أخرى؛ فالوزير ياسين جابر الذي سار طوال فترة ولايته في وزارة المال وفق المسار المرسوم من صندوق النقد الدولي، صوّت مع المشروع، فيما كانت الوزيرة تمارا الزين تصوّت ضدّ المشروع. يقال إن الوزير السابق علي حسن خليل أبلغ المعنيين بقرار الرئيس، وإن جابر شعر بالحرج من مواجهة مع صندوق النقد الدولي.

يمكن قول الكثير في هذا المجال، إلا أن هذه الفوضى السياسية في التعامل مع مشروع القانون، سواء بحسابات محلية ضيّقة أو واسعة، أو بحسابات مرتبطة بالضغوط الخارجية، ستترجم بشكل صاخب في مجلس النواب حيث الأصوات أكثر صخباً وأكثر شعبوية وأكثر خبرة في المناورة. ليس واضحاً حتى اللحظة، ولا سيما أن النسخة النهائية للمشروع لم تظهر إلى العلن بعد، ما إذا كان المشروع لديه فرصة للمرور في مجلس النواب من دون تعديلات جذرية أم أنه سيخضع لجراحة واسعة ولأشهر من الجلسات.

ما مصير الذهب؟

يقول أحد الوزراء إن النقاشات التي أثيرت في مجلس الوزراء بشأن شهادات الإيداع المعزّزة بأصول مصرف لبنان ومنها المعادن الثمينة (الذهب ضمناً)، كانت محتدمة جداً.

في النص الأساسي المحال إلى مجلس الوزراء، فإن مصرف لبنان ملزم بإصدار شهادات مالية تمثّل رصيد الودائع المتوسطة والكبيرة والكبيرة جداً على أن تتحمّل المصارف 20% من مسؤولية تسديدها، وتكون «معزّزة بإيرادات الأصول التي يملكها مصرف لبنان ومداخيلها وبعائد تصفية هذه الأصول في حال حصولها».

هذه العبارة كانت محورية في النقاش، فهل هي تعني عملية تسنيد، أم إصدار سندات بضمانة هذه الأصول؟ بعض الوزراء فسّرها انطلاقاً من كلمة «التصفية» بأنها عملية تصفية للذهب، لكن رئيس الحكومة نواف سلام أصرّ على العكس تماماً، عندها قيل له إنها عملية تسنيد، لكن لا يبدو أنه كان قادراً على التمييز بين الأمرين.

فالتسنيد يعني أنه لا يمكن تصفية الأصل، وأن قيمتها المالية ستكون أدنى بكثير، وأنها غير قابلة للتداول في الخارج. في حساب بسيط يظهر أن قيمتها لن تكون أعلى من 10% بينما قيمتها في حال كانت مضمونة بالأصول تفوق 30%.

النقابات نحو التحرك ضد قانون الفجوة المالية

تنطلق الاثنين حركة اتصالات ومشاورات بين نقابات المهن الحرة ونقابة المعلمين في لبنان لعقد اجتماع موسّع ووضع خطة عمل لتعديل قانون «الفجوة المالية» (المعروف باسم «قانون استرجاع الودائع») في المجلس النيابي، بما يحفظ أموال المنتسبين للنقابات وأموال المتقاعدين في صناديق التقاعد والتعاضد والتعويضات، ويعيد لها قيمتها الفعلية سواء بالليرة أو بالدولار، والتعويض لمن تقاضوا تعويضات فقدت قيمتها بشكل كامل خلال 6 سنوات من الأزمة. ويتولى نقيب المحامين عماد مارتينوس مهمة الاتصال بباقي النقابات، نظراً إلى الطابع القانوني للملف.

ولا يتضمن مشروع القانون الذي أقرّه مجلس الوزراء الأسبوع الماضي أي إشارة إلى معالجة واضحة لودائع النقابات والصناديق التعاضدية والمستشفيات والجامعات والمدارس والمصانع والشركات. إذ ركّز على أموال المودعين الأفراد، و«صفّر، بشحطة قلم، أموال النقابات ومدخرات الصناديق، لا سيما صندوق تعويضات أفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، والتي تبلغ نحو 1,2 مليار ليرة لبنانية، أو ما يعادل 800 مليون دولار قبل الأزمة، إضافة إلى 4 ملايين دولار لصندوق التعاضد»، بحسب رئيس نقابة المعلمين نعمة محفوض، لافتاً إلى أن «هذه الأموال ليست تجارية أو استثمارية، بل مخصّصة حصراً لضمان شيخوخة المعلمين وتقاعدهم، وهذه الصناديق غير الربحية تقوم، بالنيابة عن الدولة، بتأمين التعويضات والتقاعد الكريم لعشرات الآلاف من أفراد الهيئة التعليمية في القطاع الخاص». كما إنّ القانون تجاهل بالكامل الأساتذة الذين تقاضوا تعويضات ضئيلة خلال الأزمة، بعد أن فقدت مدخراتهم في صندوق التعويضات (6% تقتطع من رواتبهم و6 في المئة تدفعها المدرسة سنوياً).

نقيب المهندسين في بيروت فادي حنا، من جهته، رأى في البيان أنّ القانون «يشكل اعتداءً موصوفاً على أموال المودعين وأموال النقابات، وسابقة خطيرة تنطوي على سرقة علنية لحقوق المنتسبين، وسطو على أموال المتقاعدين، ويمس بشكل مباشر مبدأ الاستقلال المالي الذي قامت عليه النقابات عبر عقود من النضال والعمل المؤسساتي». وشدّد على أن «المساس بأموال النقابات ليس مسألة تقنية أو مالية فحسب، بل يمثل مساساً بكرامة المهن الحرة وبالأمان الاجتماعي والمهني لآلاف المنتسبين. ولا تقتصر تداعياته على نقابة دون أخرى، ويهدّد مستقبل العمل النقابي واستمراريته في لبنان».

لبنان ساحة “الرخوة”

| جوني منيّر |

هو الإجتماع الخامس لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أقل من عام، في سابقة تاريخية. فقبلاً، لم تكن زيارة أي رئيس حكومة إسرائيلية إلى الولايات المتحدة بهدف الإجتماع بالرئيس الأميركي تتجاوز المرّتين خلال العام الواحد. وهو ما يبعث على الإعتقاد بوجود ملفات بالغة الأهمية تستوجب مشاورات سريعة، ما دفع نتنياهو إلى طلب الإجتماع، على رغم من وجود ترامب في منتجعه الخاص في فلوريدا لمناسبة عطلة الأعياد.

وقبيل سفر نتنياهو، وزّع الإعلام الإسرائيلي الملفات التي يعتزم نتنياهو طرحها على النقاش مع ترامب، وهي ملفات غزة وإيران و«حزب الله» وسوريا. لكن ثمة ملفاً خامساً لا يقلّ أهمية سيعمل نتنياهو على وضعه على طاولة النقاش، ولكن من دون إبرازه في الإعلام نظراً لحساسيته، وهو الملف التركي. فالحسابات الإسرائيلية باشرت منذ مدة التركيز على المرحلة المقبلة، والتحدّيات التي يمثلها طموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى لتوسيع دائرة نفوذه، عبر ملء الإرث الإيراني وفرض نفسه قطباً إقليمياً أساسياً، ومستنداً في هذا الإطار إلى علاقته الجيدة بالرئيس الأميركي. وخلال الأيام الماضية، ركّزت الصحافة الإسرائيلية بشيء من التوجس المتزايد، على تسارع بناء القوة البحرية التركية. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن قرار تركي بالشروع في بناء 39 سفينة حربية في آن معاً. وحملت إحدى الصحف العنوان العريض الآتي: «أسطول أردوغان العملاق يكتسب زخماً سريعاً». والمعروف أنّ أحد أوجه النزاع الدائر في المنطقة يتركز حول الثروة النفطية في البحر الشرقي للمتوسط. وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أنّ التوسع السريع في القدرات البحرية التركية بات يشكّل مصدر قلق حقيقي لإسرائيل، مع انتقال أنقرة من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لمشاريع استراتيجية كبرى. ولأجل ذلك، سارعت إسرائيل إلى تمتين تحالفها مع قبرص واليونان، وهي قرّرت تزويد قبرص ثلاثة أنظمة لأسلحة متطورة.

وعلى رغم من النزاع الذي بدأ يتكوّن وفق حسابات المصالح المستقبلية بين تركيا وإسرائيل، إلاّ أن الطرفين يحرصان على ترتيب تصفية الإرث الإيراني، إسرائيل من خلال القبضة الحربية، وتركيا من خلال القبضة الناعمة أو «قبضة الحرير». فطهران التي سعت لإبراز دورها المساعد والمفيد لتركيا لمواجهة التغول الإسرائيلي، سمعت كلاماً تركياً مشجعاً، ولكنه بقي بلا ترجمة. فبغض النظر عن الرغبة التركية الفعلية، فإنّ المشروع الأميركي الفعلي لا يلحظ حضوراً إيرانياً عند الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وخلال الأسابيع الماضية، عمدت واشنطن إلى إطلاق حملة جوية واسعة النطاق على مواقع لتنظيم «داعش» في وسط سوريا وشماله، وخلال الموجة الجوية الأميركية عمدت الطائرات الأميركية إلى استخدام القذائف الثقيلة لتدمير مراكز قيادة «داعش» ومستودعات الأسلحة وبنى تحتية لوجستية. وأرادت قيادة الـ«سينتكوم» من خلال ذلك، ليس فقط تدمير مواقع «داعش»، بل أيضاً توجيه رسائل تحذير للقوى المناهضة للولايات المتحدة في المنطقة، مثل إيران والفصائل المتحالفة معها، إنفاذاً للعقيدة السياسية التي ينتهجها ترامب، والتي تحمل عنوان: «الردع عبر استخدام القوة».

وتروي أوساط ديبلوماسية أميركية، أنّ ترامب يهدف إلى استعادة صدقية بلاده بعد فترات طويلة من الميوعة، كما وصفتها هذه الأوساط، ما أدّى إلى تعاظم ثقة أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ما يعني أنّ إدارة ترامب مصمّمة على «تصحيح» هذا الإنطباع الذي كان قائماً. ووفق هذا السياق، فإنّ هامش تركيا في إجراء صفقات جانبية مع إيران يصبح ضيّقاً ومحدوداً.

وبالعودة إلى الملفات الأربعة المعلنة، فإنّ نتنياهو يسعى إلى تأجيل تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق غزة إلى حين نزع سلاح حركة «حماس» كلياً. وفي الواقع ثمة «قطب» مخفية في دعوة نتنياهو، إذ إنّه أطلق في هذا التوقيت بالذات مشروع الإعتراف باستقلالية إقليم «أرض الصومال». وعدا الفوائد الإستراتيجية المتعددة التي تكسبها إسرائيل، ثمة «فائدة» بالغة الأهمية لليمين الإسرائيلي، وتتعلق بدفع الغزاويين إلى النزوح من أرضهم إلى أرض الصومال. وهذا ما يشكّل محور نزاع إضافي مع أردوغان الذي يستعد للتمركز في غزة وبالتالي تعزيز حضوره على المتوسط إنطلاقاً من شاطئ غزة. مع الإشارة هنا إلى ما تتناقله أوساط ديبلوماسية حول وجود رغبة تركية بالمشاركة في القوة الدولية المتعددة الجنسيات، والتي ستنتشر في جنوب لبنان كبديل عن قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).

لكن نتنياهو يريد قبل ذلك إقفال الملف الإيراني. وهو لذلك يحمل معه ملف تجدّد «الخطر» الإيراني، وعمل على التمهيد لذلك عبر الإعلام الإسرائيلي، وأيضاً عبر بعض الإعلام الأميركي والذي يتأثر بنفوذ اللوبي اليهودي. فإسرائيل تدّعي أنّ إيران تجري تدريبات واسعة النطاق من خلال استخدام الصواريخ البالستية. وإنّ هذا الوضع سيجعلها مؤهلة لتحويله في أي لحظة إلى هجوم مفاجئ يستهدف إسرائيل، في استنساخ واضح للعقيدة العسكرية السوفياتية، والتي كانت ترتكز على تحويل المناورات العسكرية إلى هجوم مباغت، تماماً كما حصل في حرب العام 1973. كما يتهم نتنياهو إيران بتسريعها في مشروع إعادة ترميم قدراتها الصاروخية البالستية وبأعداد وأحجام كبيرة. كذلك إعادة بناء القدرات العسكرية للحوثيين في اليمن، وترتيب عمليات تهريب أسلحة إلى الضفة الغربية للقيام بهجمات داخل إسرائيل، كما السعي في استمرار إلى تزويد «حزب الله» السلاح إضافة الى تنظيمات مسلحة في سوريا. ووفق ما تقدّم، يمكن الإستنتاج أنّ نتنياهو سيركّز مطالعاته على أساس أنّ إيران تعمل فعلياً على إعادة ترميم «محورها» القديم برمته، ما يهدّد بإجهاض النتائج التي تحققت خلال الحرب الأخيرة.

لكن من الواضح أنّ الرئيس الأميركي ليس متحمساً لإعادة فتح باب الحرب على إيران في الوقت الراهن، على رغم من أنّه يصعب الجزم بالموقف النهائي الذي سيتخذه. ذلك أنّ تجربة الماضي القريب تدفع إلى عدم الركون إلى المواقف المعلنة. فترامب كان يعلن سابقاً تفضيله الحل السلمي والعودة إلى المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. لكن وعند دنو لحظة الحقيقة، لم يكتف ترامب فقط بإعلانه دعم الحرب الإسرائيلية على إيران، بل شارك فيها مباشرة عبر قصف الطائرات الأميركية المنشآت النووية الإيرانية. إلّا أنّ الثابت هو أنّ واشنطن ترفض مجاراة إسرائيل بالسعي لإسقاط النظام الديني القائم، لا بل إنّها تقف ضدّ هذا الخيار بحزم، ولذلك أسباب عدة أهمها عدم وجود بديل مقنع ومناسب. وواشنطن تدرك أنّ لنتنياهو مصلحة في الإبقاء على حالة الحرب في مختلف جبهات المنطقة، كون ذلك يخدم مصالحه السياسية والشخصية. ألم يكن كلام وزير الدفاع يسرائيل كاتس كافياً حول عدم وجود نية إسرائيلية للخروج من قطاع غزة، وعن عزم إسرائيل إقامة منطقة أمنية عازلة؟ ولذلك يعمد نتنياهو إلى توجيه ضربات فجائية في غزة بهدف تفجير الأوضاع، وفي الوقت نفسه يعمل على إبقاء جبهة لبنان مفتوحة عبر الإغتيالات اليومية. وبذلك هو يعمد إلى تكريس حال حرب مستمرة، ولو وفق وتيرة منخفضة المستوى، من خلال تنفيذ هجمات شبه يومية تؤدي إلى اغتيال كوادر من «حزب الله»، الى جانب التهديدات المتكرّرة باستئناف الحرب الواسعة على لبنان. لكنه يعمد هذه المرّة إلى التصويب على الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية.

فقبل سفره عَمَد نتنياهو إلى توجيه رسائل ميدانية مرمزة. فعمدت إسرائيل على سبيل المثال، إلى الإعلان عن اغتيال جندي في الجيش اللبناني اتهمته بأنّه ينتمي إلى «حزب الله». وبعد ذلك تولّى أحد المواقع الإسرائيلية والمعروف بارتباطه بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على الترويج عن وجود نسبة عالية من الجنود المرتبطين بـ«حزب الله». كذلك عمدت إسرائيل إلى اغتيال أحد كوادر «حزب الله» في الناصرية ويدعى حسين محمود مرشد الجوهري، واصفة إياه بأنّه ينتمي إلى وحدة العمليات التابعة لفيلق القدس الإيراني (840)، ما يمنحها ذريعة قوية تتحدث عن وجود عناصر لـ«فيلق القدس» في لبنان تتولّى إعادة ترميم القدرات العسكرية لحزب الله. وكذلك أقدم الموساد الإسرائيلي على خطف ضابط متقاعد في الأمن العام اللبناني، مدّعية وجود علاقة له في ملف طيارها المفقود رون أراد. وقبل ذلك جاءت الإعترافات المصورة لعماد أمهز حول أهداف إيران و«حزب الله» البحرية. ومن الواضح أنّ كل ذلك يؤشر إلى وجود تحضيرات تهدف للتهيئة لعمل ما.

وفي هذا الوقت، فإنّ ترامب المتمسك بإتفاق غزة وعدم خرقه، والذي يوحي بأنّه لا يريد العودة إلى الحرب مع إيران، ربما لوجود شيء ما في كواليس التفاوض السرية، والمتمسك بضرورة حماية السلطة القائمة في دمشق والتي تتناتشها أزمات داخلية عاصفة، قد يترك الباب اللبناني مفتوحاً أمام إسرائيل، خصوصاً مع تمسك «حزب الله» ومن خلفه إيران بعدم الإنتقال إلى أي مرحلة إضافية في موضوع نزع سلاح الحزب. وهذا ما دأب على تكراره الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، والذي قاله بوضوح وبعبارات قوية وحاسمة لا بل وتحذيرية أمس. وقد يجد ترامب في ذلك دافعاً مساعداً لمسايرة نتنياهو.

فالحكومة اللبنانية، والتي ستعلن في أول جلسة لها مع انطلاق السنة الجديدة إنجاز الشق اللبناني من المرحلة الأولى من برنامج حصر السلاح، ستطلب من الجيش الإنتقال إلى البدء بتطبيق المرحلة الثانية، وهو ما يرفضه «حزب الله». فالإجتماع الذي عُقد في باريس ترك الباب مفتوحاً «نصف فتحة» أمام عقد مؤتمر دعم الجيش والذي يحتاجه بشدة. والسبب مراقبة ما سيحصل على مستوى البدء بتطبيق المرحلة الثانية. وفي خطة الجيش البدء بتأمين المناطق التي لا تُعتبر مناطق نفوذ واحتضان لـ«حزب الله». لكن الحزب يرفض أي شكل من أشكال المخارج الموضوعة. وهنا تكمن المشكلة والتي سيعتبرها نتنياهو فرصة.

خلال الأيام الماضية، وفي مناسبة رفع عقوبات قيصر عن سوريا، نشرت وزارة الخارجية السورية عبر منصة (X) خريطة سوريا، ولكن من دون مدينة هاتاي وهضبة الجولان، وهو ما لم يكن يحصل أبداً في السابق، لا بل كان يشكّل عامل نزاع وتوتر مع تركيا من جهة ومع إسرائيل من جهة أخرى. لا بل إنّ هاتاي والجولان كانتا مدرجتين ضمن الخريطة الرسمية وفي كتب الدراسة وصولاً إلى النشرات الجوية وجوازات السفر. وهو ما يعني أنّ ثمة تسويات كبيرة ومتعددة تحصل في الكواليس، وتطاول جوانب جغرافية حساسة ومهمّة. وهو ما يستوجب على لبنان التنبّه من ارتكاب أخطاء قد تزيد من تفاقم الأوضاع، بدل أن تؤدي إلى تحسينها، كما يأمل أو ربما يتوهم البعض.

بري: مشروع الحكومة مرفوض

| عماد مرمل |

بعد نجاح مشروع قانون الفجوة المالية «على الحافة» في الحكومة، تُطرح تساؤلات عن المنحى الذي سيعتمده مجلس النواب في مقاربة الخطة الحكومية، وعن نظرة رئيس المجلس نبيه بري إليها، وسط تفسيرات متباينة لما يريده.

احتار البعض في حقيقة موقف الرئيس بري من مشروع قانون الفجوة المالية الذي أقرّه مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، بعدما برز اتجاهان متعارضان لدى الوزيرين اللذين يمثلان حركة «أمل» في الحكومة، وهما ياسين جابر وتمارا الزين.

ومنبع الالتباس لدى الحائرين، هو انّ وزير المال ياسين جابر يدعم المشروع، بل وُصف بأنّه أحد عرّابيه الأساسيين، بينما عارضته وزيرة البيئة تمارا الزين وصوتت ضدّه.

هذا التباين في المقاربة بين وزيرين يمثلان الحركة السياسية والكتلة النيابية اللتين يترأسهما بري، دفع البعض إلى الافتراض أنّ رئيس المجلس لجأ إلى نوع من توزيع الأدوار بين وزيريه، وانّه وضع رِجلاً في البور وأخرى في الفلاحة حتى يتفادى الإحراج. ويستنتج أصحاب هذا السيناريو، أنّ بري وافق ضمناً على مشروع الانتظام المالي واسترداد الودائع، لكنه طلب من الزين رفضه في مجلس الوزراء لأسباب تتصل بالمزاج الشعبي المعترض عليه.

إنما وبعيداً من الاجتهادات، حَسَم بري بنفسه هذه «الحزورة»، بتأكيده أمام زواره انّه رافض بشدة لمشروع القانون الذي أقرّته الحكومة، معتبراً إياه مشروع إعدام للودائع وليس استعادة لها.

ويعتبر بري أنّ المشروع لا يتضمن حلولاً حقيقية لمعالجة الأزمة المالية وإعادة حقوق المودعين، مشدّداً على تمسكه بموقفه الثابت وهو انّ الودائع مقدّسة.

وإذا كان المجلس النيابي سيّد نفسه، وبالتالي هو الذي سيقرّر مجتمعاً مصير هذا المشروع عندما يصل اليه ويبدأ في درسه، الّا انّ بري يلفت إلى انّه لا يظن بأنّ هناك أوهاماً عند غالبية النواب الذين يعرفون انّ مشروع الحكومة سيئ وغير منطقي.

ويكشف العارفون، انّ قرار الاعتراض على المشروع والتصويت ضدّه في مجلس الوزراء كان منسقاً بين بري و«حزب الله»، اللذين حرصا على أن يكون خيارهما واحداً. ويشير هؤلاء إلى انّ المشروع مرّ بصعوبة من «خرم إبرة» مجلس الوزراء، لافتين إلى انّ إقراره بأكثرية ضئيلة لم تتجاوز 13 صوتاً في مقابل اعتراض 9، يعكس ألم المخاض الذي واجهه قبل أن تحصل ولادته القيصرية.

ويكشف العارفون، انّ ما ساهم في إقرار المشروع هو التحول الذي طرأ على وزراء جهتين سياسيتين انتقلتا من التحفظ عنه إلى القبول به، ومع ذلك فهو مرّ بشق النفس.

ويؤكّد المطلعون، انّ المشروع وُلد تحت الضغط الخارجي بالدرجة الأولى، وبالتالي فإنّ رئيس الحكومة نواف سلام بدا مستعجلاً للبتّ به على قاعدة «اللهمّ أشهد أني بلّغت»، رامياً كرة النار في ملعب مجلس النواب الذي سيتأثر مسار تعامله معها بالحسابات الانتخابية والاعتبارات الشعبية، تحسباً لاحتمال حصول الانتخابات النيابية في موعدها، الأمر الذي يدفع إلى الترجيح بأنّ المشروع سيسقط بضربة من مطرقة المجلس، أو سيخضع إلى جراحة من شأنها إدخال تعديلات جوهرية عليه.

ويشدّد المعارضون لخطة الحكومة على أنّها تحتوي وعوداً فارغة وغير واقعية، موضحين أن لا ضمانات بقدرتها على تأمين الأموال اللازمة لإعادة الودائع إلى أصحابها، الّا إذا تمّ تسييل الذهب، وهذه مسألة غير واردة حالياً. واستطراداً فإنّ المشروع مجرد «سمك في البحر»، من دون أن يمنح المودعين صنّارة حقيقية.

قرب انتهاء المرحلة الأولى من خطة الجيش

بانتظار انطلاق العام الجديد، تتجه الأنظار نحو مسار وقف إطلاق النار في البلاد، حيث من المقرّر أن يُعقد الاجتماع المقبل للجنة مراقبة وقف إطلاق النار «الميكانيزم» في 7 كانون الثاني المقبل، ضمن الجلسة الثالثة للوفدين المدنيين. ويأتي هذا الاجتماع بالتوازي مع تقديم التقرير الشهريّ للجيش إلى مجلس الوزراء في الخامس من الشهر نفسه، والذي يُتوقع أن يعلن فيه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، انتهاء المرحلة الأولى، ما يسلّط الضوء على انعكاسات هذا التطوّر المحتملة على مسار المفاوضات المستقبلية.

وتفيد تقارير إسرائيلية بأن واشنطن تضغط على «إسرائيل» لبدء المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة، بما يشمل انسحابات من غزة ولبنان دون نزع سلاح حماس وحزب الله. ويرى محلّلون إسرائيليون أن مهمة بنيامين نتنياهو في لقائه مع ترامب هي منع التوصل إلى تفاهمات من هذا النوع، حيث سيعرض على ترامب خمسة مبادئ أساسية، أبرزها: نزع سلاح حماس وحزب الله، تدمير البنى التحتية العسكرية، منع إعادة بناء القدرات القتالية، إنشاء آليات إنفاذ دوليّة، ومنح «إسرائيل» حرية التحرك العسكري دون تنسيق مسبق مع واشنطن.

في الشأن اللبناني، سيطالب نتنياهو بمنع أيّ وجود مسلح لحزب الله جنوب الليطاني وتفكيك قدراته الصاروخيّة، مع تحميل الحكومة اللبنانيّة مسؤولية السعي للسلام وحصر السلاح بيد الجيش. كما سيطلب ضوءًا أخضر أميركيًا لتكثيف الهجمات في لبنان، مع اعتبار أن تأثير ترامب حاسم بسبب سيطرته على ملف تمويل وإعادة إعمار لبنان.

لا تأجيل تقني للانتخابات

يبقى مصير مشروع قانون الانتخاب تعديلا أو عدم اقرار بيد مجلس النواب في حال عقدت جلسة تشريعية ما زالت المعارضة ترفض حضورها قبل إدراج اقتراح قانون النواب ومشروع قانون الحكومة القاضي بتصويت المغتربين لمجموع النواب في المغتربات. وهو امر تركه وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار بعهدة المجلس لتقرير الموقف من قانون الانتخاب، لكنه اكد لـ «اللواء» ان القرار الرسمي من قبل رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وقرار وزارة الداخلية هو إجراء الانتخابات في مواعيدها وفق القانون النافذ، بإنتظار مّا سيقرره المجلس النيابي بالنسبة الى تعديل القانون، وبالتالي لا يوجد عندنا شيء اسمه تأجيل تقني او غير تقني للإنتخابات، والحكومة قامت بالخطوة المطلوبة منها بتحويل مشروع قانون تعديل القانون في موضوعين، الاول الغاء الدائرة 16 ومنح المغتربين حق الاقتراع للنواب الـ 128 في دول انتشارهم كما حصل في الانتخابات الماضية. والثاني إلغاء البطاقة الممغنطة وإنشاء مراكز الاقتراع الكبرى – ميغا سنتر – لتسهيل الاقتراع على المواطنين في اماكن سكنهم.

وحول التسريبات الأحد عن «أنه لن يستطع إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل إذا لم تحسُم الحكومة قانون الانتخاب الذي ستُجرى على أساسه الانتخابات، وإلا سيطلب التمديد التقني الى تموز»؟ اكد الحجار لـ «اللواء»: إني ملتزم بإجراء الانتخابات في موعدها ولا يوجد عندي اي اقتراح بأي تأجيل.. وهذا خبر مختلق بالكامل وانني انفي ذلك جملة وتفصيلاً.. ودعوة الهيئات الناخبة ستتم ضمن المهل المحددة في القانون.وقال: وزارة الداخلية تسير بإتخاذ كل الاجراءات اللازمة لإجراء الانتخابات، ويتم التدقيق بالقوائم الانتخابية، وراسلنا الادارات الرسمية لإقتراح اسماء رؤساء مراكز الاقتراع والكتبة، والتنسيق قائم بشكل يومي مع وزارة الخارجية حول قوائم المغتربين وكل التحضيرات.

اضاف الحجار: نحن سنجري الانتخابات النيابية في الجنوب كما اجرينا الانتخابات البلدية في كل قرى الجنوب وكانت ناجحة بشكل تام، وبالنسبة لتحديد مراكز الاقتراع ما زلنا ندرس الموضوع وسنتخذ القرار في ضؤ التطورات والظروف التي تطرأ.

انتخابياً ايضا، اعلن رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد تحالفه مع حزب الكتائب اللبنانية في الانتخابات النيابية المقبلة في منطقة جبيل، وقال في تصريح: طلبت من الكتائب التفاوض مع المعنيين في هذه المنطقة ووضعت نصب عيني عنواناً أقوله للجميع، بأن وحدة المسيحيين في هذه المرحلة أهم من أي شيء آخر لأننا نتجه الى مرحلة جديدة.

حصر السلاح اولوية العام الجديد

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان متابعة اكثرية الملفات الداخلية رحّلت الى العام الجديد في حين تبقى ثابتة حصرية السلاح التي تشكل أولوية هذه الملفات في ظل تمسك الدولة ورئيسها بالقرار الذي اتخذ في هذا الصدد.

وتوقفت المصادر نفسها عند كلام رئيس الجمهورية من بكركي بشأن إتصالات يقودها لإبعاد شبح الحرب وهذا يؤشر الى مواكبة رئاسية مباشرة في هذا الملف، معربة عن اعتقادها ان مجموعة إتصالات ستشق طريقها بعد العيد مع تحريك مجموعة وساطات مع العلم ان اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي من شأنه ان يرسم ملامح المرحلة المقبلة اقليميا لاسيما ان مجموعة ملفات ستحضر على طاولة البحث بينهما.

وحسب المعلومات المتوافرة فإن لبنان ثابت على التزامه في ما خص حصر السلاح، والجيش اللبناني سيعلن عن ذلك في ما خص جنوب الليطاني قبل الانتقال الى شماله.. في الايام القليلة المقبلة، في وقت تتجه فيه الانظار أيضا الى الجهود التي يبذلها الاشقاء العرب والاصدقاء لتوفير ما يلزم من ضغوطات لإبعاد شبح الحرب التي يرغب نتنياهو بانتزاع موافقة أميركية بحلها، وهو أمر مسبق لتاريخه.

لبنان يختتم 2025 بملفات عالقة!

يختتم لبنان عام 2025 بملفات معلقة على حبال العام المقبل، أبرزها الى جانب الملف الأمني والعسكري المترنح، الملف المالي والاقتصادي المتخبط، بعد اقرار قانون الفجوة المالية في مجلس الوزراء، وسط انقسام غير مسبوق، ما أدى لتحوله كرة نار تم قذفها الى ملعب المجلس النيابي.

وتُعتبر الانتخابات النيابية ملفا دسما على طاولة 2026، بحيث أنه ورغم كل تطمينات الرسميين، يبدو أن مصيرها سيكون التأجيل، بعدما خرج نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب ليمهد لهذا السيناريو.

وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» أن «أيا من القوى الدولية المعنية بالشأن اللبناني، لا تمارس أي ضغوط تذكر لاجراء هذا الاستحقاق في موعده، بعدما بات محسوما بالنسبة اليها أن المجتمع الشيعي سيجدد البيعة لـ»الثنائي الشيعي»، لاعتباره أن ما يحصل منذ أكثر من عام هو استهداف للطائفة وليس لحزب الله». وتشير المصادر الى «أن المجتمع الدولي قد يفضل التمديد، على انتخابات تعيد تعويم الحزب شعبيا في لحظة اقليمية ودولية يتم التركيز خلالها على تحجيمه على المستويات كافة».