“فتنة بعلبك”.. تكثيف جهود الاحتواء

تكثّفت الجهود، خلال اليومين الماضيين، لاحتواء حادثة بعلبك التي ذهب ضحيتها شخصان وجُرح ثالث، على يد مجموعة مسلّحة، ولأسباب أقل ما يُقال فيها إنها تافهة.

وقد ساهم مشايخ آل الرفاعي وآل جعفر في سحب فتيل الفتنة، ومنع حصول مواجهة بين العائلتين في حي الشراونة في بعلبك، خصوصاً بعد أن سارع زعيم عشيرة آل جعفر ياسين علي جعفر إلى “وضع نفسه وعشيرته وسلاحها ورجالها بأمر أصحاب الدم”.

وكانت الحادثة قد وقعت يوم الخميس الماضي، بسبب خلاف على وقوف سيارة أمام مدخل أحد المحلات، بين شخص من آل جعفر الذي أحضر لاحقاً مجموعة من أربعة أشخاص بادروا إلى إطلاق النيران، فقتل وضاح الرفاعي على الفور، وأصيب محمد بيان بجروح خطيرة وما لبث أن فارق الحياة في المستشفى، فيما أصيب شقيق وضاح الرفاعي، باسل الرفاعي، في قدمه.

وقد سلّمت عشيرة آل جعفر الشخص الذي أطلق النار إلى الجيش اللبناني الذي أحاله إلى القضاء بعد أن داهم منزله وعثر على أسلحة ومخدرات.

ويصّر مشايخ عائلة الرفاعي على تسليم جميع الأشخاص الذين شاركوا في إطلاق النار.

واستكملت عشيرة آل جعفر جهودها لاحتواء الفتنة، فعقدت اجتماعاً في دارة الشيخ محمد جعفر في محلة الشراونة في بعلبك، وأكدت على مضمون بيان الشيخ ياسين علي حمد جعفر.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

وصدر عن المجتمعين بيان اعتبر أنه “لطالما كانت عشيرة آل جعفر هي بيرق الإصلاح والتعاون بين العشائر والعائلات وكانت حريصة على سكينة جيرانها وخاصة في منطقة بعلبك الهرمل. من هنا وبالعودة إلى الحادثة الأليمة التي حصلت مع أهلنا وجيراننا آل الرفاعي وآل بيان التي تربطنا بهم علاقة جيرة وصلة رحم، ومن هذا المنطلق نستنكر ونأسف أشد الأسف لما حدث، ونتقدم من أهلنا وجيراننا بأحرّ التعازي بهذا المصاب الأليم الذي أصابنا بالصميم وأحزننا كما أصابهم وأحزنهم، وإذ نؤكد أن الطائفة السنية الكريمة هي قمر الإسلام ونحن هلالها، ونحن حريصون على استمرار روابط الأخوّة وحسن الجوار بين العائلات والعشائر التي كانت وما زالت على وصية نبينا التي تجمع كل عائلات المنطقة”.

وأشار إلى أن “عشيرة آل جعفر قد سلمت ابنها، علماً أننا لم نتخذ هكذا قرار في تاريخ عشيرة آل جعفر، ولكن إكراماً لأهلنا آل الرفاعي وآل بيان وحفاظاً على أواصر التواصل والمحبة والمودة في المنطقة. من هنا نؤكد لأهلنا أن هذا الحادث هو فردي ووليد لحظته، ولا نكن لأهلنا إلا الاحترام والتقدير ونعول على دور العمائم الكريمة أن تكون الدرع الواقي لإسلامنا العزيز”.

وأكد المجتمعون ختاماً أن “أي بيان لا يصدر من خلال اجتماع العشيرة لا يمت لنا بصلة، والله ولي التوفيق والرحمة لأرواح الفقيدين”.