“بيدوفيليا” على الشاشة العربية.. “لام شمسية” تخرق المحظور!

| كريستين بو ضرغم|

كثرت القضايا التي تناولتها مسلسلات رمضان لعام 2025، وتعددت طرق طرح المواضيع الإجتماعية، لكن المسلسل المصري “لام شمسية” كسب الرهان من خلال “الضجة” التي قلبت المجتمع المصري والعربي بعد مشاهد التحرش بل أطفال.

ورغم سطحية بعض الأعمال الدرامية لرمضان 2025، قدم “لام شمسية” نفسه كعمل فريد من نوعه، بقصة محبوكة، فيها العبرة والفكرة والقضية، بعيداً عن الإبتذال والتكرار.

في الوقت الذي لا تزال قضية التحرش بالأطفال “تابو” يمنع كسره في المسلسلات العربية، على الرغم من انتشاره كظاهرة اجتماعية.

وفي دراسة صادرة عن الاتحاد الدولي للخدمات العامة عام ، 2024 ظهر أن “تحرش الشارع هو الأعلى، ووصل التحرش ضد النساء في مصر إلى نسبة 88.9%، مع تضرر النساء العاملات من زيادة معدلات العنف والتمييز على أساس النوع الإجتماعي”.

أما التحرش ضد الأطفال فوصل بحسب الإحصاءات لـ80% في مصر.

“لام شمسية”

تدور أحداث “لام شمسية” حول “نيللي”، التي تؤدي دورها الفنانة أمينة خليل، وهي مدرسة في إحدى المدارس الدولية، تواجه تحديات تتعلق بالتأثير النفسي للأذى الذي قد يتعرض له الإنسان في طفولته.

ويسلط العمل الضوء على أهمية الاعتراف بالمشكلات النفسية ومعالجتها بدعم من المحيطين، مع تأكيد ضرورة توطيد العلاقة بين الآباء وأبنائهم لحمايتهم من هذه الأزمات.

يضم المسلسل مجموعة من النجوم، منهم أمينة خليل، أحمد السعدني، محمد شاهين، يسرا اللوزي، ثراء جبيل، أسيل عمران، صفاء الطوخي، ياسمينا العبد، علي البيلي، ويارا رجب، وهو من تأليف مريم نعوم وإخراج كريم الشناوي.

آراء الجمهور

“البيدوفيليا”

البيدوفيليا هو أحد الاضطرابات النفسية، الذي يتسبب أن يصبح لدى الفرد البالغ اهتمامًا جنسيًا تجاه الأطفال الذين لم يصلوا سن البلوغ.

ومن الممكن أن يتضمن هذا الاهتمام الاعتداء الجنسي على الأطفال، بالإضافة إلى القيام بعدد من الممارسات أو السلوكيات الجنسية غير الطبيعية مع الأطفال.

يعتبر مرض البيدوفيليا أو العشق الجنسي للأطفال أحد أنواع الاضطرابات النفسية التي يطلق عليها شذوذ الولع الجنسي (بالإنجليزية: Paraphilias)، وهو الشعور بإثارة جنسية اتجاه أشياء وحالات لا تكون جزءًا من المنبهات الجنسية الطبيعية.

يعد البيدوفيليا من الإضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا لدى الرجال، ويتسبب عادة بانجذاب المريض لأطفال من أحد الجنسين أو كلاهمها.

عوارض تعرض الطفل للتحرش:

  • إحساس الطفل بالقلق، والخوف دائمًا.
  • التوتر عند تغيير الثياب، وبخاصة الملابس الداخلية.
  • الشعور بالخوف من إنسان محدد، وبخاصة إذا كان هو من يعتدي على الطفل.
  • التبول اللاإرادي.
  • عدوانية أو إباحية التصرفات نتيجة ما تعرض إليه.
  • تغير المزاج عند الأطفال، وقد يتحدث الطفل بطريقة غير لائقة، وأحيانًا تتغير سلوكياته بشكل عام، وقد يخفي بعض الأسرار.
  • ظهور بعض التقرحات في الأماكن التناسلية التي تعرضت للتحرش.
  • رغبة الطفل في ترك البيت، والهروب.
  • قد يكون مص الأصابع من دلالات التوتر عند الأطفال.
  • الوقوع في بعض السلوكيات الخاطئة مثل الكذب، والسرقة.
  • إذا كان الطفل في عمر أكبر من ذلك، فقد يتعرض إلى عدم التركيز في دراسته.

حماية الطفل من التحرش

  • يجب توجيه الأطفال منذ الصغر بأهمية خصوصية الجسد، واحترام ذلك.
  • نصح الطفل بأن يحترم نفسه، وإنه ذات قيمة كبيرة، فيجب أن لا يعتدي أحد عليه سواء بالكلام أو اللمس.
  • يتم تدريب الطفل على الجرأة، والدفاع عن نفسه إذا استطاع شخص الاقتراب منه.
  • تشجيع الصغير على التعبير، والتدريب على هذا الأمر جيدًا، وعدم الضغط عليه.
  • يجب أن يكون الطفل غير خائفًا من الوالدين، ويستطيع التعبير بصراحة عن مشاعره كي يتمكن من التكلم إذا اعتدى شخص عليه.
  • تعليم الطفل بعض الرياضات التي تمكنه من الدفاع عن نفسه.
  • عدم توبيخ الطفل قدر المستطاع مع الاهتمام بنصحه.
  • تعليم الطفل أن يصرخ أو أن يضرب الشخص الذي يحاول الاعتداء عليه، وأن يخبر الأهل سريعًا.

أكد مسلسل “لام شمسية” أن فعل التحرش لا يقتصر على لباس المرأة، أو زينتها، مضيفاً أن الإضطراب النفسي الذي يعاني منه المتحرش يمنعه من التفريق بين الجنسين، ولا شك أن المتحرش يختار ضحيته بإمعان، ويلعب على بناء شخصية تبعد عنه الشبهات.

في المسلسل يقوم المتحرش “وسام” الذي يجسده الممثل المصري محمد شاهين بفعل التحرش مستغلاً ثقة الأهل، والتأثير على الطفل حتى لا يتمكن من أخبار أحد من أفراد أهله.

بعيداً عن “البيدوفيليا” بمعناها الحرفي طرح مسلسل “لام شمسية”، أزمات نفسية مرتبطة بالزواج كفكرة، من خلال العلاقة السلبية بين نيللي “أميمة خليل” وزوجها طارق “أحمد السعدني” أي عائلة الطفل الذي تعرض للتحرش.

نلاحظ في مشاهد نيللي وطارق الفروقات في ما يطلبه كل منهما في العلاقة، وما يحظى به، وهذا المثال الحي للتواصل السلبي الذي يحاوط الطفل ويمنعه من التعبير عن نفسه بالشكل الصحيح.

طارق، وهو الرجل الأربعيني حول زوجته من رتبة زوجة، لرتبة أم في نظره ما أدى إلى إنعدام الرغبة الجنسية بينهما مما دفعه إلى البحث عن الزوجة بإمرأة أخرى.

قضايا نفسية عدة طرحت في المسلسل، جميع الشخصيات عانوا من نقص نفسي أثر على الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر، ليطرح المسلسل تأثير الصدمات النفسية على الشخصية بطريقة من خارج الصندوق.

ويشدد المسلسل على ضرورة الإنتباه لكل تصرف يصدر عن الطفل، بالإضافة إلى عدم إعطاء الثقة لأي طرف في العائلة بشكل مطلق، بل يجب أن تبقى أي علاقة تحت سقف المراقبة المخفية، خصوصاً أن أسامة المتحرش، لم يقتصر فعله على أبناء الغرباء فقط بل تعدّاه إلى مراقبة ابنته والتحرش بها.
كما يتحدث المسلسل عن أهمية المتابعة النفسية مع مختص، لتخطي الصدمات التي يتلقاها الطفل.