قررت الحكومة الأميركية الإغلاق التدريجي لقناة “الحرة”، بعدما خلصت تقييمات أجريت أخيراً إلى فشل ذريع في استقطاب اهتمام الجمهور، إضافة إلى فوضى وفساد مالي كبير.
وتقرّر تعليق أي عقود عمل جديدة، مع بدء إقفال مكاتب للقناة في دول عربية وفقاً لبرنامج يقضي بإغلاق القناة نهائياً خلال سنة على أبعد تقدير.
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، سارعت قنوات لبنانية إلى تقديم أوراق اعتماد إلى وزارة الخارجية الأميركية لتولي المهمة التي فشلت فيها “الحرة”. فقد تبين أن إدارات قنوات “الجديد” وmtv وlbci سارعت إلى إجراء اتصالات مع جهات أميركية مسؤولة، وزار مسؤولون فيها الولايات المتحدة، طالبين دعمهم بجزء من الموازنة التي كانت مخصصة لـ”الحرة”. ويجري الحديث عن طلبات لهؤلاء تراوحت بين مليونَي دولار وأربعة ملايين.
في هذه الأثناء، يعمل رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المر على “تبييض” صفحته عند الأميركيين. وقد زار باريس للقاء المستشار اللبناني للرئيس الأميركي مسعد بولس، من أجل تنظيم العلاقة بين القناة والإدارة الأميركية تتجاوز السفارة الأميركية في بيروت.
ووفقاً لمصادر قريبة من السفارة في بيروت لصحيفة “الأخبار”، فإن توتراً شديداً ساد علاقة المر مع السفيرة الأميركية السابقة دوروثي شيا التي لم تبد اهتماماً بالتعامل معه، ليس فقط بسبب صدور أحكام قضائية ضد شركته التي أُدينت بسرقة المال العام في ملف الإنترنت غير الشرعي، ولكن أيضاً بناءً على تقارير تتهم المر بأنه “متحرش”، نقلاً عن أكثر من صحافية أو عاملة سابقة في القناة. ويبدو، بحسب المصادر، أن هذه التهمة تثير حساسية كبيرة لدى الجانب الأميركي، مشيرة إلى أن عضواً بارزاً في الكونغرس الأميركي تلقّى تقريراً مفصلاً في هذا الشأن.
من جهته، يؤكّد المر أن منافسيه يلفّقون مثل هذه التهم له، ويلقي باللائمة تحديداً على رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر الذي يتهمه المر بأنه عمل ضده في السعودية أيضاً. كذلك يتهم المر عائلة تحسين الخياط بأنها قادت حملة ضده في الإمارات العربية المتحدة، وتدسّ له الدسائس لدى الأميركيين حالياً.