| غاصب المختار |
في قراءة أوليّة، من المبكر الكلام عن عودة الرئيس سعد الحريري عن قرار اعتزاله العمل السياسي، على الأقل لحين انتهاء زيارته لبيروت التي تستمر إلى يوم السبت، بحسب ما أفادت أوساط تيار “المستقبل”.
لكن مناسبة 14 شباط هذه السنة اختلفت عن سابقاتها، لجهة التحضيرات الكثيفة لحشد المناصرين من بيروت والمناطق كافة، في مشهدية شعبية اعتبرتها أوساط التيار الأزرق جزءاً من التحضير السياسي لقرار العودة، على أن تكتمل لاحقاً، وفي فترة قريبة، الظروف السياسية لإنضاج قرار العودة. ويبدو، بحسب الأوساط، أن العودة ليست بعيدة.
لكن ما ميّز مناسبة الذكرى هذه السنة، ليس الحشد الشعبي اللافت فقط، والذي أظهر أن التعاطف الشعبي مع الحريري ما زال قوياً وراسخاً، والأهم صادقاً وبلا أثمان، بل اللافت هو عودة “المنافقين” إلى ركوب موجة العودة المرتقبة، وتصدّر الشاشات خلال زيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتسابق لزيارة بيت الوسط، وهم كانوا أول من طالب بتسمية رئيس جديد للحكومة عندما أعلن استقالته من رئاسة الحكومة من السعودية، وعند استقالته بعد ما سُمي “ثورة 17 تشرين الأول” بهدف محاولة وراثته سياسياً وشعبياً.
بين الناس “الأوادم” والأوفياء للرئيس الشهيد ولابنه سعد، وبين “جوقة المنافقين المتسلّقين”، فارق كبير. بين ما يريده جمهور الحريري من تمثيل الشارع السني واكتمال عقد المشاركة الوطنية الميثاقية، وما تريده هذه الجوقة من مكاسب سياسية لاحقة بعد عودته للعمل السياسي، بخاصة أنه كان ومازال المرشح الأول لرئاسة أي حكومة، وفي أي عهد رئاسي.
ولعل رسالة الحريري المباشرة إلى هؤلاء المنافقين، تمثّلت بتخصيص استقبال مميز لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية واستبقائه إلى مائدة العشاء، خلافاً لبقية الزوار. وهذا اللقاء بين الحريري وفرنجية يحمل ما يحمل من توجهات سياسية مرتقبة، عند حلول موعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي.