مع بدء العد التنازلي لإنتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتلويح نواب الحاكم بالإستقالة بما يعني احتمال التخلي عن مسؤولياتهم حسمت لاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما يثار عن النية للتمديد أو التعيين فجاءت لاءته على الشكل التالي لينخفض منسوب الإحتدام السياسي:
لن أطلب التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أو تعيين من يخلفه.
لن أغطي التمديد لسلامة.
لن أستدرج للدخول في مزايدات شعبوية مع أي فريق.
في الخضم يدخل في دائرة الترقب لهذا الشأن ما يمكن أن يرد في إطلالة الأمين العام لحزب الله بعد غد الأربعاء والمتزامنة مع اجتماع لحاكم مصرف لبنان ونوابه الأربعة يتعلق بقرب استحقاق نهاية الولاية 31 تموز.
في استحقاق الإنتخاب الرئاسي: تطوران بارزان قد يخرقان مربع الجمود والتعقيد الذي يتموضع فيه الإستحقاق منذ تسعة اشهر:
الأول: توجيه قطر دعوة الى ممثلي دول اللجنة الخماسية للاجتماع في الدوحة في 13 من الجاري.
وعلى رغم أن موعد الإجتماع المقترح للخماسية لا يزال خاضعا للتشاور إلا أن مجرد توجيه هذه الدعوة يشير الى أن هناك قرارا خارجيا بإبقاء لبنان تحت الأنظار والإهتمام.
ولقد برزت اليوم مواقف للرئيس بري أمام وفد نقابة المحررين في عين التينة حيث نقل النقيب القصيفي أن رئيس البرلمان يكرر التشديد على التوافق والحوار وينتظر عودة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان كي يبني على الأمر مقتضاه في الملف الرئاسي لجهة الحوار ومكانه وشكله وزمانه أو لجهة تحديد موعد لجلسة جديدة لإنتخاب رئيس للجمهورية. اما التطور الثاني: فقد يكون له تأثير يصعب الجزم بطبيعته على التحرك الفرنسي
في شأن الازمة الرئاسية اللبنانية وذلك مع تعيين الموفد الرئاسي الشخصي الفرنسي رئيسا للوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات في المملكة العربية السعودية على أن يتسلم لودريان منصبه الرسمي الجديد في أيلول المقبل وسط تعويل على أن هذا المنصب سيسمح له بالتواصل أكثر مع السلطات السعودية.
حدوديا يقترب استحقاق التجديد لليونيفل: قائد القوات الدولية إلتقى الرئيس بري والرئيس ميقاتي.
من جهة ثانية تتقدم المعلومات عن اهتمام أممي بوضوع الغجر وتلال كفرشوبا وجزء من المزارع.
إنما تفاصيل النشرة نبدأها من بشارة تقريب موعد الحفر البحري-الغازي الى منتصف الشهر المقبل.
لقد عشنا ومتنا حتى أنجزنا إتفاق الطائف….
بما (قل ودل…) إختصر الرئيس نبيه بري الموقف من الإتفاق الذي وضع حدا للحرب في لبنان وقال بشكل واضح لمن يريد تغيير الطائف : (يقعد عاقل أحسن لو)
وفيما شهدت المقرات حركة نشطة لقيادة اليونيفيل كانت التطورات الأخيرة في الجنوب ولاسيما موضوع الخيمتين وضم اسرائيل للشطر الشمالي لقرية الغجر حاضرة ومعها الموقف اللبناني الذي يؤكد ان الخيم موجودة على أرض لبنانية والمطلوب من المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بتطبيق القرار 1701 والإنسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا نقطة الB1.
وفي المواقف الداخلية تاكيد من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بانه لن يطلب التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أو تعيين من يخلفه لأنه لا يريد أن يعمق الشرخ بين اللبنانيين.
وفي يوميات اللبنانيين وبعد الاخذ والرد بعدم اجرائها انطلقت اليوم الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الاربعة وسط تأكيد باهميتها من قبل وزير التربية عباس الحلبي لانتقال الطالب من مرحلة الدراسة الثانوية الى مرحلة الدراسات العليا.
لا تعيين ولا تمديد. انها المعادلة السحرية التي تحكم الوضع الانتقالي في حاكمية مصرف لبنان . فالتعيين سقط لاعتبارات سياسية طائفية، فيما التمديد شبه مستحيل في ظل الملاحقات القانونية المتراكمة على حاكم مصرف لبنان.
وعليه، فان القرعة استقرت على ان يتولى نواب الحاكم وفي مقدمهم وسيم منصوري المسؤولية، الى ان ينتخب رئيس للجمهورية وتتشكل حكومة اصيلة لا حكومة تصريف اعمال! لكن الاستحقاق الرئاسي لا يزال بعيد المنال. فالصورة ضبابية ولا وضوح في التحركات المقبلة.
فمنتصف تموز يقترب، فيما لا معلومات بعد عما اذا كان لودريان سيأتي الى لبنان ام لا، واين اصبحت الحركة التي يتولاها، والاهم ما اذا كانت وظيفته الجديدة في السعودية ستؤثر على مهمته الرئاسية في لبنان.
كذلك لا معلومات مؤكدة حتى الان ما اذا كانت مجموعة الدول الخمس ستعقد اجتماعا الخميس ام لا. علما ان كل المعطيات تفيد ان الاجتماع لو عقد سيكون مجرد لقاء تشاوري وليس تقريريا.
جنوبا، التوتر لم ينطفىء بين لبنان واسرائيل.
فالجانب الاسرائيلي يطالب بازالة الخيمة، فيما لبنان يصر على ان تتراجع اسرائيل من شمال الغجر التي تعتبر ارضا لبنانية. لكن التوتر لن يتطور وسيبقى مضبوطا، اي انه لن يتحول مواجهة بين حزب الله واسرائيل.
فالاجواء الاقليمية والدولية ايجابية، ولبنان يستعد في نهاية شهر آب للتجديد لليونفيل.
في الاثناء برز الكلام الواضح الذي قاله نبيه بري حول المس باتفاق الطائف. رئيس مجلس النواب اكد ان دعوات البعض لتغيير النظام تضع لبنان في مهب مخاطر لا تحمد عقباها. وتوجه بري الى من يريد تغيير الطائف طالبا منه ان يقعد عاقل احسن له.
فلمن يوجه بري هذا الكلام؟ هل الى الابعدين ام الى الاقربين ؟ علما ان الدعوات الى تغيير النظام ليست متداولة فعليا الا عند المكون الشيعي. كما تردد ان المكون المذكور لوح سابقا انه لن يفرج عن رئاسة الجمهورية ولن يتخلى عن مرشحه قبل ان يشرعن مكاسب اضافية في النظام . فهل يعني كلام بري ان الثنائي امل- حزب الله ادرك اخيرا استحالة ما يطالب به ، وعاد الى اللعب من داخل النظام ، وضمن قواعد اللعبة؟
في المنتصف الاول من آب تصل منصة الحفر العائمة الى سواحلنا لتبدأ التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية – بحسب وزير النفط والشركات المعنية، اما التنقيب عن رئيس في المياه السياسية المعكرة فغير متوافر حتى الآن بحسب العارفين، رغم مساعي الحفار الفرنسي المصطدم بطبقات من العناد السياسي والتشكيك غير المسبوق .. والازمة بانحراف الاولويات، فبدل السعي لانتخاب رئيس لانتظام المؤسسات بات الاهتمام بالبحث عن من يدير مصرف لبنان وسط تضارب بالآراء والاجتهادات بين مختلف القوى المعنية ..
ولمن يعنيهم الامر كان كلام الرئيس نبيه بري واضحا عبر نقابة المحررين في شتى الملفات :
لا مناص لانهاء الفراغ الا بالتوافق والحوار، اما التدويل – مع الاحترام للبطريرك الراعي – فيحتاج الى توافق داخلي، ودعوات البعض لتغيير النظام تضع لبنان في مهب مخاطر لا تحمد عقباها – بحسب الرئيس بري الذي قال لمن يريد تغيير الطائف: اقعد عاقل احسن لك ..
وان كان الرئيس بري يستحسن تطبيق قاعدة ان الضرورات تبيح المحظورات في موضوع حاكم مصرف لبنان، لكنه أكد احترام ما اعلنه رئيس الحكومة لجهة الا تعيين ولا تمديد في هذا الموقع ..
ومن موقعه الوطني اطل الرئيس بري على الخيم اللبنانية التي تم رفعها في شبعا، معتبرا ان المطلوب من المجتمع الدولي الزام الكيان العبري بتطبيق القرار 1701 والانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ..
اما في الاودية السياسية والامنية الصهيونية فتخبط وضياع، واقتحام متظاهرين للكنيست، واصوات تنذر من الخطر غير المسبوق في ظل انقسام حاد وتمرد داخل الجيش وسجال حاد مع البيت الابيض..
وبالعودة الى التاريخ اللبناني الاسود، الى ايام الحرب والمجازر التي لا يتوانى مرتكبوها عن المحاضرة اليوم بالسلام والقيم الانسانية وادعاء القداسة والطوباوية، الى الذكرى الواحدة والاربعين لاختطاف الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة من قبل القوات اللبنانية، والتي احيتها السفارة الايرانية في بيروت باحتفال طالبت كلماته الجهات المحلية والدولية بالزام الخاطف بالكشف عن مصيرهم ..
اطلالتان مهمتان توقيتا ومضمونا، تترقبهما الاوساط السياسية والشعبية في اليومين المقبلين:
الاولى، الخامسة والنصف من عصر الغد، حيث يتحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد الاجتماع الدوري لتكتل لبنان القوي، عن التطورات السياسية الراهنة، بدءا بمصير حاكمية مصرف لبنان، وليس انتهاء بالفراغين الرئاسي والحكومي.
اما الثانية، ففي التاسعة الا ربعا من مساء بعد غد الاربعاء، حيث يخاطب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، في الذكرى السابعة عشرة لاندلاع حرب تموز 2006. وتأتي اطلالة نصرالله، على وقع التقدم الايجابي المستمر في العلاقة السعودية-الايرانية، وفي موازاة التطورات الخطيرة المرتبطة ببلدة الغجر المحتلة، وفي وقت يقترب الشغور الرئاسي من شهره العاشر، بلا اي افق للحل.
اما بعد الاطلالتين، فيبنى على الشيء مقتضاه، علما ان مواقف استباقية صدرت اليوم من عين التينة، واخرى ستصدر غدا من معراب، فيما الوساطات الخارجية تدور حول نفسها، وتفقد من وهجها مع كل يوم يمضي.
لندقق في ما قاله النائب وائل أبو فاعور في السرايا، موفدا من المختارة بالتأكيد: الشغور مديد ولا يبدو أن له نهاية في الأفق… قائد الجيش يتقاعد في وقت قريب، واذا تقاعد قائد الجيش، فالوحيد المخول أن ينوب عنه هو رئيس الأركان، ولا رئيس أركان حاليا في المجلس العسكري، هذا أمر يجب أن يبت ويجب تعيين رئيس جديد للأركان”.
الرسالة واضحة من المختارة: المطلوب تعيين رئيس الأركان لينوب محل قائد الجيش حين يتقاعد.
موقف المختارة تلقى جرعة دعم مسبقة من البطريرك الراعي في عظته امس، التي تحدث فيها عن تعيينات الضرورة لملء الشغور في المجلس العسكري، وخصوصا مركز رئيس الأركان”.
موقف المختارة وبكركي يصطدم برفض حزب الله التعيين، وهذا ما سبق وأكد عليه الأمين العام لحزب الله، ويرجح أن يعود ويؤكد عليه.
حتى الأن لم يحصل أي توافق على كيفية مواجهة الشغور المرتقب في حاكمية مصرف لبنان في نهاية شهر تموز.
في الموازاة، أكثر من رسالة وجهها الرئيس نبيه بري عبر نقابة المحررين. ففي موضوع الطائف قال: أقول لمن يريد تغييره “يقعد عاقل احسن له، إن دعوات البعض لتغيير النظام تضع لبنان في مهب مخاطر لا تحمد عقباها.
في موضوع حاكمية مصرف لبنان، كرر بري الطرح السائد من خلال قوله: “هناك مبدأ في كل دول العالم أن الضرورات تبيح المحظورات، وهناك نص دستوري يتحدث عن المعنى الضيق لتصريف الاعمال، فتصريف الاعمال لا يعني بأي شكل من الأشكال الإنحدار نحو الفراغ. وسوف أحترم ما اعلنه رئيس الحكومة في هذا المجال لجهة ان لا تعيين ولا تمديد.
في الخلاصة، الاشتباك على أشده في موضوعي المجلس العسكري وحاكمية مصرف لبنان، أما الحقيقة في ظل هذين الإشتباكين فهي ان الفراغ طويل، فحين يجري العمل على تفادي فراغ في المؤسسة العسكرية في كانون الثاني المقبل، فهذا يعني أن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية قد يمتد إلى ذلك التاريخ.
في معظم دول العالم التي تحترم نفسها وشعبها، هناك رؤى… في لبنان هناك رؤية، لكنها “رؤية الفراغ”.
ولكن في مهد الحرف، لا فراغ بل حياة مستمرة بالسياحة.
لو يصرخ الاطفال, لو أن صراخهم ليس جوعا, ولو أن بكاءهم ليس على حليب وأوجاع لو يصرخون في وجه مجتمع من البيوت إلى الحضانات، فحضانة الدولة الكبيرة، لكان صوتهم أعاد لهم حقوقهم.
ولكن صراخهم كاتم للصوت, فيكبرون مع آلامهم وأسرارهم.. والتي إما تقتلهم كحالة لين، أو تكبر معهم كحال اطفال حضانة تفتك بالصغار، وتطعمهم الكف مع الطعام بالقوة، وتضربهم على الأيسر والأيمن بإسم يسوع وهي صور لا صياغة لها ولا تعابير تجسدها بحق اطفال يقضون ايامهم بحماية حضانة يفترض انها حامية للصغار..
وإذ بهم وبحسب الفيديوهات المنتشرة يعيشون في مركز للتعذيب وإذا كانت الحضانة قد اساءت للاطفال على ايدي مربيات.. فإن الطفولة تقول “من بيت أبي ضربت”،
فقد تكشفت معلومات جديدة عن الضحية الطفلة “لين طالب” التي توفيت متأثرة باعتداءات جنسية متكررة وفي حال صدقية شهادة الأم فإن الجريمة كانت ترتكب في منزل أبيها.. موجهة الاتهام الى العم ابن الستة عشر عاما ولن يضيع حق وراءه لين طالب التي ستحاكم روحها كل من تسبب وفعل وارتكب الجريمة المقززة..
وأيضا كل من صمت وأخفى جراحها عامين متتاليين وتقول السلطات المعنية في حالتي لين وحضانة منطقة الجديدة، إن الدولة: لن تتساهل.. لكنها في أحداث مشابهة تساهلت وخففت أحكاما وشرعت قوانين لاتزال ظالمة بحق الطفولة والنساء على حد سواء والدولة عينها لن تتساهل في تعنيف نواب حاكم المركزي الاربعة الذين يهددون باستقالاتهم..
فهؤلاء يخضعون لقوانين ترعى اعمالهم، واذا ما أقدموا على قرار الاستقالة هذا الاسبوع سيتم الطلب اليهم من قبل وزير المال بتسيير المرفق العام…
وتبعا للرئيس نجيب ميقاتي في حديث الى رويترز.. فإنه “لن يمدد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه عندما تنتهي فترة عمله نهاية الشهر الجاري وإن “للمنصب قانونا ينص على أن النائب الأول للحاكم سيتولى مهام الحاكم حتى تعيين حاكم جديد..
فالقانون لا ينص على الفراغ، والمؤسسات تستكمل أعمالها من خلال نائب الحاكم الأول والنواب الباقين وباستبعاد فرضية التمديد.. فإن البحث يعود الى المربع الرئاسي الاول وما يحيطه من دعوات الى الحوار…
وبحسب الرئيس نبيه بري فإن الجميع اصبح موافقا على الحوار، وضمنا جبران باسيل، باستثناء القوات اللبنانية.
وقال بري إن التدويل مع كل الاحترام لغبطة البطريرك الراعي يحتاج الى توافق داخلي..
وأضاف بري: “عشنا ومتنا حتى أنجزنا إتفاق الطائف”، وأقول لمن يريد تغييره “يقعد عاقل احسنلو”.. لافتا الى ان دعوات البعض الى تغيير النظام يضع لبنان في مهب مخاطر لا تحمد عقباها…
والى جانب الحوار وتثبيت الطائف وازمة الحاكمية.. فإن اسرائيل أدخلت الخيمتين في مزارع شبعا اللبنانية الى دائرة الصراع الدولي.. وهي لا تنفك عن ارسال الوفود للطلب الى حزب الله ازالة الخيمتين.
وآخر الاستطلاعيين كان القائد العام لقوات اليونيفيل اللواء آرولدو لاثارو.. حيث نقل الى الرئيسين بري وميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب طلب اسرائيل من الرئيس بري..
غير ان بري نقل له ايضا موقفه من ان الخيمتين موجودتان في الأراضي اللبنانية وباتت المعادلة اللبنانية واضحة، والتي يقف خلفها حزب الله: إذا أردتم ازالة الخيم إنسحبوا من شمال الغجر وما خلا ذلك فإن اسرائيل التي فشلت من بيت الى حديقة في جنين، سوف لن تهضم عملية القضم..
وهي ليست مؤهلة لفتح جبهة حرب في الشمال.. وتموز شاهد.