إذا كانت العوائق لا تزال كثيرة أمام الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية إلا أن أوساطا” سياسية واسعة الاطلاع على مجريات السياسية الداخلية والخارجية تؤكد أن المشاورات لم تتوقف و هي مستمرة خصوصا” عبر اتصالات أبرزها تجريها بكركي في خلال الأيام الأربعة عشر التي تسبق خلوة “أربعاء أيوب” في الخامس من الشهر المقبل في بيت عنيا-حاريصا حيث سيلتقى النواب المسيحيون برعاية البطريرك الراعي على صلاة روحية وتأملات فخلوة وغداء انطلاقا” من روحانية الفصح والقيامة.
وفي الداخل أيضا” وعلى رغم بعض الصد لمبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلا أنه مستمر في اتصالاته بشكل أو بآخر تهيبا” لمخاطر استمرار الفراغ الرئاسي على كل المستويات وفي كل المجالات المعيشية والاقتصادية ولا سمح الله الأمنية وتشديدا” على وجوب اغتنام إيجابيات الأجواء الإقليمية الناتجة من اتفاق بكين وسواه.
على المقلب الخارجي أكدت الأوساط استمرار الاتصالات الفرنسية-السعودية والفرنسية-الأميركية والقطرية-اللبنانية وكذلك الاتصالات بين عدد من النواب وضمنهم من المكون السني مع الرياض.
معيشيا” الجحيم مستمر ويتخبط فيه ثلاثة أرباع اللبنانيين والدولار فوق المئة والعشرة آلاف ليرة لبنانية والأسعار نار والمستغلون كثر ولبنان هو البلد المتنافس مع أفغانستان بأكثر البلدان تعاسة أي في المرتبة ال 136 ما قبل الأخيرة في العالم..
حكوميا جلسة مجلس الوزراء أرجئت الى مطلع الاسبوع المقبل، في انتظار الدراسة التي تعدها وزارة المال بشأن تحسين رواتب القطاع العام لضمان العمل الاداري.
إقليميا” cap أول مرة منذ اربعة عقود تم الإعلان في الرياض وفي طهران بتزامن الوقت نفسه عن بدء شهر رمضان المبارك في اليوم نفسه أي غدا الخميس.
دوليا-إقليميا برز في الساعات الأربع والعشرين الماضية لقاء الرئيسين الروسي والصيني في موسكو حيث أكدا أن أي حرب نووية لن تكون في مصلحة أي أحد في العالم كما توصلا الى اتفاقات اقتصادية بين البلدين تصل قيمتها الى مئة وثلاثين مليار دولار.
تفاصيل النشرة نبدأها ميدانيا” محليا”.
تظاهرتان احتجاجيتان كبيرتان : الأولى للعسكريين المتقاعدين في ساحة رياض الصلح بين مجلس النواب والسراي حيث تواجهوا مع زملائهم الموجودين في الخدمة. والثانية للقطاع العام في بشارة الخوري أمام مبنى المالية.
المتقاعدون اوقفوا التظاهرة في الثالثة والنصف وأعلنوا انهم عائدون الاثنين المقبل.العميد المتقاعد جميل داغر اصيب بجروح بليغة في التظاهرة.
لا مستجدات طرأت على ملف الإنتخابات الرئاسية وبقيت الأمور تراوح مكانها في وقت تم التداول فيه بمعلومات تقول إن الأميركيين أبلغوا جهات لبنانية عدة بأن واشنطن تنتظر حصول انتخابات رئاسية في أسرع وقت وأنها رغم تفضيلها مرشحين على آخرين إلا أنها ملتزمة التعامل مع أي رئيس منتخب.
وفي هذا الشأن كانت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أجابت ثلاثة مسؤولين لبنانيين قبل أسابيع لدى سؤالها عن سليمان فرنجية بالعبارة نفسها: “إذا تم انتخابه سنتعامل معه كرئيس شرعي للجمهورية اللبنانية.
هذا في حين تحط في بيروت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في اطار جولتها على عدد من دول المنطقة تشمل مصر والاردن وتونس، ولبنان حيث تستمر يومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رأى ان للتقارب السعودي – الايراني عامل مساعد في ملف الاستحقاق الرئاسي لكن القرار يبقى داخلي بالدرجة الأولى السيد نصر الله تطرق الى ما يكتب من مقالات وتحليلات عن ملحق سيصدر عن الاتفاق الثنائي الايراني السعودي حول لبنان مؤكدا انه غير صحيح ولا اساس له من الصحة وان كلمة لبنان لم تذكر في اللقاء لا من قريب ولا من بعيد.
السيد نصر الله اكد ان لا مبرر على الاطلاق اليوم لعدم الدعوة الى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي.
وفي الشارع تحركات مطلبية على وقع الأزمة المستفحلة التي تعتصر حياة المواطن اللبناني فيما لم تخرج اللجان المشتركة بآليات عملية لضبط سعر الدولار الذي بقي في ارتفاع متذبذب حيث لا معدل ثابتا له منذ أيام حتى بعد اصدار حاكم مصرف لبنان بيانه بإمكانية شراء العملة ما انعكس على اسعار المحروقات التي بات يصدر أكثر من جدول لها في اليوم الواحد مع مطالب بدولرة الأسعار.
وفي الجوار لم تمر ليلة سوريا من دون عدوان حيث أغارت طائرات اسرائيلية على مطار حلب ما ادى إلى حدوث أضرار مادية بالغة فيه.
وفي الاردن صوت مجلس النواب على طرد السفير الاسرائيلي احتجاجا على تصريحات وزير المال التابع لحكومة العدو.
فلسيطينا المقاومة تنفذ سلسلة هجمات ضد قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية تزامنا مع حملة اعتقالات ومداهمات واسعة فيما بدأ اليوم الاسرى عصيانهم تحت شعار بركان الحرية او الشهادة.
جلسة فولكلورية بامتياز، وبلا نتيجة للّجان المشتركة في مجلس النواب ! فالبرلمان العاجزُ عن الإنعقاد لإنتخاب رئيس، قرّر فجأة أن يتحرك وفق مبدأ : أنا هنا. عددٌ كبيرٌ من النواب حضروا، لكنَّ حضورَهم لم يُحقّق أيَّ فرق. فتقاذف المسؤوليّةِ بين الحكومةِ ومجلسِ النواب كان سيّدَ الموقف، والنوابُ الذين طرحوا أسئلةً لم يتلقّوا أيَّ جوابٍ شافٍ لا من الحكومة ولا من مصرف لبنان.
هكذا انتهت الجلسةُ كما بدأت: كلامٌ بكلام، و”تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي”. في الخارج لم يكن المشهدُ أفضل. ففي ساحة رياض الصلح إعتصم عسكريون متقاعدون ومحتجون على تردّي الأوضاع المعيشيّة، وقد حصلت مواجهةٌ بينهم وبين القوى الامنية، حتى قبل أن يحاول بعضُهم اقتحامَ السراي الكبير. فما هذه السلطةُ التي لا تنتصر لكرامتها وهيبتِها إلا أمام رجال أفنوا عُمرَهم من أجلها؟ وما هذه السلطةُ التي لا تتمرجل إلا على من سرَقت عمرَهم ثم جنى عمرِهم، وجعلت آخِرَتَهم محكومةً بالعوز والحاجةِ والذُل؟
رئاسيا، انتظار وترقب، والحراك الداخلي لم يواكب حتى الان التغيرات الاقليمية الناتجة من الاتفاق السعودي- الايراني. في السياق، كشفت مصادر مطلعة ان الاجتماع السعودي – الفرنسي الاخير في باريس أكد ان لفرنسا اجندة خاصة في لبنان، تختلف عن رؤية الاعضاء الاخرين في مجموعة الدول الخمس. فباريس تسعى الى تسوية ب “التي هي احسن” ويهمها ارضاء حزب الله، فيما السعودية والدول الاخرى تريد تسوية حقيقية وبالعمق تؤدي الى اعادة بناء الدولة والى مصالحة لبنان مع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي. والتناقض في الرؤية بين باريس والرياض هو ما ادى الى ارتطام اجتماع باريس بالحائط المسدود. على صعيد آخر، ترددات فضيحة المطار التي كشفتها ال “ام تي في” امس لا تزال تتفاعل. واللافت ان ميقاتي حاول، كالعادة، التنصل من مسؤوليته ، واضعا الامر في خانة وزير الاشغال. وقد تناسى ميقاتي انه مسؤول عن كل اعمال الوزارات، ولا سيما انه تبنى توسعة المطار من خلال احتفال تهليلي في السراي الحكومي. فهل ميقاتي رئيس حكومة للاحتفالات والتهليل فقط؟ لا. انه المسؤول الاول عن فضيحة تخطي القوانين وتهريب توسعة المطار من دون استدراج عروض، وغير مستغرب ان يكون هو وراءها! فجسمه “لبّيس” وتاريخه حافل!
من وجع الناس المتروكين لقوانين النقد والتسليف البالية، ولمضاربات الاسواق السوداء الظالمة، كانت صرخة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله للحكومة اللبنانية وكل المسؤولين للتحرك السريع من اجل انقاذ المواطنين المظلومين وما تبقى من اقتصاد لبناني من ايدي هؤلاء، والعمل على طاولة نقاش للانقاذ الاجتماعي والاقتصادي قبل فوات الاوان ..
ومن ذكرى احد مؤسسي حزب الله والضليعين في انشاء مؤسساته الاجتماعية والمالية – الفقيد الكبير الحاج حسين الشامي، أطل الامين العام لحزب الل على الحلول السريعة والممكنة، ومنها الاستفادة من التطورات الايجابية التي تحكم المنطقة، والسير بمنطق ما اقدمت عليه العديد من الدول العربية والخليجية لا سيما السعودية بالتوجه شرقا، مستعرضا من جديد العروض الصينية بمليارات الدولارات المقدمة للبنانيين، والتي يمكن ان تحدث فرقا سريعا في واقعنا المأزوم، فضلا عن بناء امكانياتنا الذاتية على الصعد الزراعية والاقتصادية، ورفع مستوى التكافل والتكاتف الاجتماعي والتراحم والتساند بين اللبنانيين مستفيدين من بركة الشهر الكريم .. اما الاستفادة سياسيا من التطورات الايجابية التي تحكم المنطقة فممكنة، الا ان الحلول داخلية بالدرجة الاولى ..
تهديدات العدو الواقفة عند الحدود ردها سماحة السيد نصر الله الى الكيان المربك المأزوم، الذي يعاني تحديات وجودية باعتراف قادته ومستوطنيه وكبار مفكريه.
فحزب الله عند صمته من حادثة مجدو وهو جزء من ادارة المعركة التي تزيد من ارباك العدو، اما ما يهدد به قادة هذا الكيان من فتح حرب على لبنان فيعرفون انها ستؤدي الى حرب في المنطقة لا يريدونها، وان المقاومة عند وعدها بالرد القاطع والسريع على اي اعتداء يطال اي منطقة او اي انسان موجود على الاراضي اللبنانية ..
ما يجري على الاراضي اليمنية من افشال للعدوان مصحوبا بالمناخات الايجابية في المنطقة يعزز الامل الكبير بالتوصل الى حل يوقف العدوان على الشعب اليمني بحسب الامين العام لحزب الله وهو ما يرغب به حزب الله من انهاء هذه الحرب وعودة اليمن الى اهله ودوره ..
في لبنان, لا شيء يبنى عليه لاحداث خرق في ملف رئاسة الجمهورية وهذا هو مختصر اليوميات السياسية,مع كل ما تحمله من تداعيات على الازمة الاقتصادية والمالية .
فعمليا لا مبادرات في الموضوع الرئاسي, سوى مبادرة بكركي.
وفي هذا الاطار, علمت الLBCI ان مبادرة البطريرك الراعي مستمرة للايام الخمسة عشرة المقبلة, وستشمل جميع الافرقاء ومن كل الطوائف .
وبحسب ما نقل عن الصرح البطريركي, فان بكركي تعرب عن تفاؤلها بامكان التوصل في نهاية هذه الفترة, الى التوافق على اسماء ثلاثة مرشحين , يمكن الذهاب بهم الى مجلس النواب .
المصادر التي كشفت وجود لائحة تضم خمسة عشر اسما, اضافة الى خمس خانات فارغة, يستطيع كل من يرغب من الافرقاء زيادة اسماء عليها , ابدت ارتياحها لتجاوب النواب المسيحيين مع دعوة البطريرك لهم للصلاة ,مؤكدة ان لا فخ سياسيا سينصب لهم , لان اللقاء لا ارتباط له بالسياسة .
مبادرة بكركي, لكي تنجح, لا بد ان تعتمد على مبدأ المصالحة الحقيقية, شرط ان لا تحصر هذه المصالحة بفئة او طائفة من دون اخرى.
فهل يريد اللبنانيون فعلا التصالح ؟ ام سينتظرون كعادتهم, تداعيات مصالحات المنطقة,وابرزها المصالحة السعودية الايرانية على الداخل اللبناني؟
هلال الصين جمع السعودية وايران في خيمة رمضانية واحدة وللمرة الأولى، يهل نور الشهر الفضيل على الدول الإسلامية التي أعلنت إنضمامها إلى زمن الصوم على توقيت موحد بخلاف التباعد التاريخي السابق فمن المرجعيات الروحية العليا في إيران والنجف إلى المملكة العربية السعودية تبدأ أولى أيام شهر رمضان: غدا الخميس أما التوقيت السياسي فيعود ريعه الى الصين.. الدولة الشيوعية التي آمنت بها دول إسلامية ومشت على تعاليمها كراعية متينة للاتفاق السعودي الإيراني.
ومع المسحراتي الصيني.. وليالي القدر السياسية، تصوم هذه الدول أيضا عن وضع لبنان على أولوية جدول الأعمال في الإتفاق الكريم وبمحضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فإنه لم يأت على ذكر لبنان في هذا الإتفاق لا من قريب ولا من بعيد معتبرا أن الخارج عامل مساعد، أما القرار فهو مسألة داخلية بالدرجة الأولى لكن الخارج أيضا يختلف على لبنان وقد بات واضحا التباعد السياسي بين فرنسا والسعودية، بعد إصرار باريس على طرح إسم سليمان فرنجية وحمل لوائه على سن ورمح وهو ما يعقد التوافق في لبنان وتمضي فرنسا في طرحها على الرغم من تدوين المملكة في أكثر من مناسبة أنها تبحث عن مواصفات وخيار ثالث ينأى عن الأسماء الصدامية المفتوحة على تصلب وتحدي فالخيار الثالث غير الاصطفافي سواء بفرنجية أو ميشال معوض قد يفتح الباب على النقاش بين القوى المسيحية القوية أولا ثم مع بقية المكونات.
ولا تبدو الساحة المسيحية حاضرة للتوافق في ما بينها وهي تختلف ضمنا على لائحة بكركي التي سيصلى على جثمانها الطاهر في بيت عنيا الشهر المقبل فإذا كان الصرح البطريركي هو الضامن ومنبع الثقة.. ولم يوحد المسحيين فهل سيكون من الاجدى رفع الأمر إلى البابا فرنسيس؟ وهل يتولى الفاتيكان رعاية القضايا السياسية المعقدة كالرئاسة اللبنانية أم أنه يكتفي بأن يتلو عليها الصلاة من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
لكن لا الرئاسة اللبنانية تجوز عليها الرحمات.. ولا التظاهرات.. التي اختبرت السلطات كيفية ضربها وتفريغها والمفارقة اليوم.. أن العسكر الذي لا يربو راتبه على خمسين دولارا.. يضرب عسكرا متقاعدا يقل راتبه ببضع دولارات.
ومن فوق السرايات ..هدايا مسيلة للدموع على المتظاهرين واسلاك حكومية شائكة بين العسكريين والقوى الامنية .
ساعات من الاضطرابات والاختناق والمطاردات على وقع اجتماع لجان نيابية اشتركت في الجرم وابدعت في المراوغة والتصريحات المتناقضة.
سبعون نائبا تعاقبوا على التمويه واطلاق منصات المواقف…
نواب بلا قرار… يسألون حكومة تحتضر!.