التيار الوطني الحر

أكثر من “بو صعب” في “التيار”؟

/ مرسال الترس /

لم يتوقف المتابعون كثيراً عند ما ورد على لسان نائب رئيس مجلس النواب وعضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب، من أنه أبلغ رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض أنه إذا وجد أي مرشح لديه أربعاً وستين صوتاً، فلن يتردد في منحه صوته، إن كان معوض أو رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لأن بو صعب غرّد مراراً خارج سرب “التيار الوطني الحر”.

في الجلسات الإحدى عشرة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، في الأشهر الخمسة التي مضت، كان بو صعب يسرّب أنه أعطى صوته أكثر من مرة للوزير السابق زياد بارود، على الرغم من أن “التكتل” ورئيسه النائب جبران باسيل كانا يعتمدان الورقة البيضاء في الاقتراع مسايرة لـ “خط الممانعة”، عندما كان تحالفه وثيقاً مع “حزب الله” منذ 6 من شباط عام 2006، عندما تم إعلان “اتفاق مار مخايل” بين رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون وأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله تحت قبة الكنيسة التي تقع على خط التماس بين ما كان يُعرّف بالمنطقتين الشرقية والغربية من بيروت، إلى حين تشنجت العلاقة بين الطرفين في الفترة الأخيرة من دون أن تتوضح الصورة الكاملة بعد.

كان بو صعب قد فتح “خطاً” خاصاً به منذ كانت العلاقة بين التيار البرتقالي والمقاومة على ود، فكيف إذاً سيكون عليه الحال إذا ساءت العلاقات أكثر، لاسيما أن ما يتردد يشير إلى مستقبل غير واعد في العلاقة… فهل هناك أكثر من “بو صعب” داخل “التيار الوطني الحر”؟

تشير المعطيات التي تتسرب من عين التينة وحارة حريك وبنشعي، إلى ارتياح كبير يسود المقرات الثلاثة على خلفية الاتصالات المكثفة التي تجري، ومعظمها بعيد عن الأضواء، بأن الرقم 65 سهل الحصاد إذا ما اكتملت الوعود من شريحة وازنة من النواب السنّة ونواب الطائفة الأرمنية وأكثر من عشرة نواب موارنة، وبخاصة عندما تكتمل صورة المشهد الإقليمي الذي بدأت تظهر ملامحه مؤخراً.

ولذلك، يؤكد مطلّعون على خفايا الاتصالات أن فرنجية قد لا يكون بحاجة إلى صوت بو صعب في طريقه إلى قصر بعبدا، ولكنه بالتأكيد سيحصل على أصوات بعض النواب المسيحيين المنضوين في “التيار الوطني” عندما يدركون أن قطار فرنجية سيحط في القصر الجمهوري، بدفع منهم او من دونهم، مهما سعى باسيل إلى عرقلة ذلك، لأن بعضهم لم يصل إلى الندوة النيابية بقدرة “التيار الوطني الحر” فقط وإنما بـ”قيمة مضافة” من “شارع المقاومة”.

وتأكيداً لهذا التوجه، نُقل مؤخراً عن أوساط فاعلة في “التيار الوطني الحر” أن هناك مجموعة لم تتبنَ أي مرشح حتى اليوم، وأيضاً هي ليست متمسكة بأي إسم، وبالتالي “عندما يعلن فرنجية ترشيحه، ونقتنع بمواقفه، فلكل حادث حديث”!