ياغيز أولش الرضيع البالغ من العمر فقط عشرة أيام نجم عمليات الإنقاذ في يومها الخامس بعدما صمد 4 أيام تحت الأنقاض برفقة والدته في محافظة هاتاي منتظرا عناصر الإغاثة التي انتشلته بأعجوبة بعد 90 ساعة من الزلزال.
يأتي إنقاذ ياغيز في وقت تتلاشى آمال العثور على أحياء تحت ركام الأبنية في كل من تركيا وسوريا وفي ظل تباطوء أعمال الاغاثة باعتراف الرئيس التركي وبصورة أكثر بطءا في المحافظات السورية الاربع التي أعلنتها الحكومة السورية مناطق منكوبة والتي سمحت في اليوم الخامس على الزلزال بإدخال المساعدات الإغاثية الى المناطق الخارجة عن سيطرتها.
وفي حصيلة اليوم الخامس من أعمال الاغاثة ارتفع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى أكثر من 19 ألفا وفي سوريا إلى4037 قتيلا وأكثر من 80 الف جريح في البلدين فيما أظهرت تقديرات اقتصادية أولية أن الخسائر التي خلفها الزلزال لا تقل عن 30 إلى 40 مليار دولار.
لبنان الذي أطلق أوسع حملة تضامن رسمية وشعبية مع المنكوبين في البلدين عبر إرسال فرق للانقاذ
وجمع المساعدات الاغاثية ما زال ينتظر نتائج البحث عن عدد من أبنائه المفقودين وقد نقل عن السفير في أنقرة أنهم بين الستين والسبعين مفقودا
سياسيا وفيما ستاتيكو الشغور في غالب مؤسسات الدولة يحكم الفضاء المحلي تتجه الأنظار الى الجلسة التشريعية التي يزمع رئيس المجلس الدعوة اليها مطلع الاسبوع والتي أثارت قبل انعقادها استغراب رئيس القوات مشاركة نية التيار الحر المشاركة في الجلسة المذكورة.
في المواقف الدولية من لبنان وبعد الخيبة من نتائج اجتماع باريس أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا في لبنان عن “عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان مطالبة بوقف التدخل بتحقيقات القضاء في قضية المرفأ وباحترام الاستحقاقين الرئاسي والبلدي في موعدهما وإنجاز الاصلاحات التي حددها صندوق النقد الدولي.
البداية من تطورات الزلزال المدمر في سوريا وتركيا الذي وصفه المعهد الجيوفيزيائي الايطالي بأنه الأضخم على اليابسة.
لليوم الخامس ظلت سوريا وتركيا تحت ترددات الزلزال – النكبة الذي ضربهما ذات إثنين….
آخر عمليات البحث رفعت حصيلة القتلى في البلدين الجريحين إلى أكثر من اثنين وعشرين ألفا أما فرص العثور على ناجين فتضاءلت كثيرا.
وإلى الخسائر البشرية ثمة نكبات اقتصادية بمليارات الدولارات. هو واقع مؤلم دفع السلطات السورية إلى اعلان حلب واللاذقية وحماه وأدلب مناطق منكوبة ما يستوجب نهوض المجتمع الدولي من سباته لمد العون بالفعل لا بالكلام.
متل هذا العون جسدته طائرات وقوافل المساعدات من بعض الجهات والدول التي تجرأت على قانون قيصر الجائر فاضطرت واشنطن للتراجع خطوة إلى الوراء معلقة بعض العقوبات المفروضة على دمشق.
وفي خطوة ذات دلالات مهمة قرر الرئيس التونسي رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في العاصمة السورية فهل تحذو دول آخرى حذو بلد الياسمين؟!.
في الشق اللبناني من المشهد الزلزالي أفيد اليوم بأن عددا من اللبنانيين المفقودين في تركيا يتراوح بين ستين وسبعين.
ومن تركيا عاد اليوم الفريق الإغاثي اللبناني مكرما على مساهماته الإنقاذية الفعالة.
هذه المبادرة الاغاثية تجاه تركيا وسوريا ثمنتها السفيرة الأميركية التي أشادت بفتح لبنان مطار عاصمته ومرافئه لاستقبال المساعدات المقدمة لسوريا فيما أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الاميركية قرارا يسمح لمدة 180 يوما بكل المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال التي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات السورية.
على المستوى السياسي والدبلوماسي برزت دعوة دبلوماسية أوروبية للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية (يوحد الشعب في إطار المصلحة الوطنية).
اما على المستوى المالي والمصرفي والقضائي فقد خرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن صمته معلنا انه تحت تصرف القضاء اللبناني والأجنبي وأنه سيمثل أمامه فور استدعائه معتبرا ان الاتهامات الموجهة اليه مبنية على تحليلات.
عندما تتكلم الارقام تسقط التوصيفات. فمن سوريا الى تركيا كارثة بكل معنى الكلمة. عدد القتلى تجاوز ثلاثة وعشرين الفا والجرحى ثلاثة وثمانين الفا، اما عدد المتضررين فيفوق الاربعة وعشرين مليون متضرر.
انها من اكبر الكوارث في القرن الحادي والعشرين والاعداد مرشحة للارتفاع، وخصوصا ان الامل في العثور على ناجين يتضاءل يوما بعد يوم، بعدما اصبحنا في اليوم الخامس على الزلزالين الكبيرين.
والنظرية المذكورة تنطبق على اللبنانيين المفقودين في تركيا الذين لم يتم العثور عليهم حتى الان. علما ان الاهالي في لبنان لم يفقدوا الامل، كذلك جميع اللبنانيين الذين يتابعون اخبار العثور على الناجين وانتشالهم من بين الانقاض. وقد سجلت اليوم عودة بعثة البحث والانقاذ اللبنانية الى تركيا، فيما البعثة اللبنانية في مدينة جبلة السورية تواصل اعمالها لليوم الرابع على التوالي.
واللافت ان السفيرة الاميركية التي التقت وزير الخارجية اللبنانية ثمنت موقف لبنان واهمية ايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة والاشخاص المتضررين!
سياسيا، الملف الرئاسي في اجازة موقتة في انتظار بدء سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس جولة على المسؤولين اللبنانيين، وذلك لاطلاعهم على محصلة المشاورات والمباحثات التي اجريت.
وقد تأكد ان الدول الخمس المجتمعة قررت تكليف قطر التواصل مع الجانب الايراني في محاولة لتمرير الاستحقاق الرئاسي. وفي ضوء نتائج التواصل، سيتبلور اتجاه الوضع رئاسيا. لكن الطارىء اليوم يتمثل في تصاعد الحديث عن جلسة تشريعية لمجلس النواب، رغم انه تحول هيئة ناخبة.
وقد تردد ان رئيس التيار الوطني الحر سيوافق على المشاركة في الجلسة في حال تأمين مطالبه، وابرزها تلك المتعلقة بالتمديد لمديرين عامين تابعين له. الا يعني هذا ان كل نظريات باسيل عن حقوق المسيحيين تسقط لمجرد تأمين مصالحه؟ وبالتالي لماذا يقيم باسيل القيامة على اجتماع الحكومة ويرضى بعقد جلسة لمجلس النواب في ظل الشغور؟ مرة جديدة انها المحاصصة تتحكم في أداء جبران باسيل، رغم ادعاءاته الدائمة انه خارج المنظومة وان لا علاقة له بالفساد والفاسدين!.
هزات ارتدادية – انسانية وسياسية، تظهر تباعا وتبدو أكثر ايلاما من الزلزال المدمر نفسه..
الآلاف تحت الانقاض يخطف انفاسهم عداد الساعات الذي يسرع وسط عجز المحاولات عن انقاذهم..
فيما لم تغب الالطاف الالهية عن المشهد مع الاعلان عن اخراج اطفال وناجين من تحت الركام التركي والسوري بعد أكثر من مئة ساعة من المعاناة..
ولمعاينة الواقع والوقوف الى جانب شعبه، حضر الرئيس السوري بشار الاسد الى حلب مواسيا اهلها ومطلعا على عمليات الانقاذ، ومؤكدا عبر قناة المنار ان رسالة سوريا الصمود تتلى على الملأ منذ اثني عشر عاما ولا تزال، والوعد بالعمل الدؤوب لمواجهة الكارثة التي حولت اربع محافظات سورية الى منكوبة..
اما النكبة التركية فلم تنجل كامل فصولها بعد. ومع عداد الضحايا الذي يتولى الرئيس رجب طيب اردوغان الاعلان اليومي عنه، اعلان عن حال الطوارئ في عموم البلاد، تحسبا لاي استغلال للحال الانسانية الصعبة، والخشية من افتعال هزات ارتدادية سياسية وامنية..
تداعيات ارتدادية اصابت قانون قيصر الجائر. فبعد انكار الاميركيين لايام ان قيصرهم يمنع المساعدات عن الشعب السوري ويعيق عمليات الانقاذ، أقرت الخزانة الاميركية بجريمتها، واضطرت لتعليق جزئي لمفاعيله، محاولة التضليل والهروب من المسؤولية..
اما اللبنانيون فقد استنفروا كل مسؤوليتهم الانسانية والاخوية ، واعلن حزب الله اطلاق اوسع حملة تكافل لمساندة سوريا وشعبها المحاصرين حتى في نكبتهم، وجمع التبرعات للوقوف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة، فيما تداعت الجمعيات والمؤسسات من مختلف الجهات والاطياف بمبادرات جماعية وفردية لتقديم كل عون ممكن للشعبين السوري والتركي، كما علت اصوات المنابر الاعلامية والسياسية ضد قيصر الاميركي الذي دمر سوريا ويعين الزلزال على شعبها..
ومن تحت انقاض الامة، شعب فلسطيني حي يحدث كل يوم زلزالا في المجتمع الصهيوني، جديده عملية دهس بطولية في القدس المحتلة نفذها الاستشهادي حسين قراقع، قتلت مستوطنين واصابت آخرين ، فيما آخر مهمات وزير الامن القومي الصهيوني “اتيمار بن غفير” تعداد قتلاه..
قوات المزايدة الشعبوية اللبنانية في فصل جديد.
وعنوان الفصل هذه المرة: الجلسة التشريعية المحتملة.
أما المستهدف بالمزايدة، فطبعا ومجددا: التيار الوطني الحر… نفس التيار الذي ادعت القوات يوما أنها ألغته سياسيا من الوجود، بعدما أكلت الأخضر واليابس في الانتخابات، كما زعمت.
فبعد فصل الممارسات القبيحة خلال الحرب، وفصل التنازل عن صلاحيات الرئاسة في الطائف، وفصل التملق للوصاية السورية، وفصل التحالف الرباعي عام 2005، وفصل إسقاط قانون اللقاء الارثوذكسي عام 2013، وفصل داعش والنصرة بعد سنة 2011، وفصل الانقلاب على الرئيس سعد الحريري عام 2017، ثم على الشريك في تفاهم معراب عام 2019، وبعد فصل “انتخبونا بينزل الدولار” عام 2022، وفصول اخرى كثيرة على مدى السنوات، لا مجال لذكرها كلها الآن.
أدلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم، بتصريح جاء فيه: إذا صحت المعلومات بان التيار الوطني الحر ينوي حضور جلسة مجلس النواب التشريعية التي يزمع الرئيس نبيه بري الدعوة إليها مطلع الأسبوع المقبل، فهذا يعني ان التيار لم يكتف بمساهمته بالأضرار التي أوقعها على اللبنانيين، وفي طليعتهم المسيحيين في السنوات الست الماضية، حيث حول نهارهم ليلا، وحياتهم جحيما، بل هو مصر على ملاحقتهم وتنغيص عيشهم حتى اللحظة، وكل ذلك من أجل حفنة من المناصب.
وعلى الفور، صدر عن التيار الوطني الحر البيان الآتي: مشكور السيد سمير جعجع لحرصه المباغت على موقع الرئاسة… لكن حبذا لو من على اللبنانيين بحرصه هذا في السنوات الرئاسية الست التي لم يترك معولا إلا واستخدمه هدما وتنكيلا وتدميرا بموقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، لا لسبب الا لاحقاده الشخصية. وفي اي حال، تابع بيان التيار، ليس السيد جعجع في موقع الناصح للتيار لتحديد الموقف من المشاركة في الجلسة التشريعية، ولا هو اهل لذلك، هو من شارك في عدة جلسات تحت عنوان تشريع الضرورة في مرحلة الفراغ الرئاسي بين عامي 2014 و2016.
وفي كل الاحوال، اضاف بيان التيار، واضح ان معلومات السيد جعجع وقراءاته عن موقف التيار من المشاركة او عدمها هي مغلوطة، وهي كقراءاته عن الدولار صعودا او نزولا، فننصحه ان يركض وراء مواقف التيار، كركضه وراء الدولار، عله يلحق بها… ختم بيان التيار ردا على القوات.
كل ذلك، والانهيار مستمر، فيما المصارف تهدد بالإقفال التام، وحاكم المركزي يتنصل من اي مسؤولية، على وقع معاناة الناس الذين جاعوا بفعل المأساة، ولن تشبعهم المزايدات.
وفي غضون ذلك، ظل الزلزال العنوان الاول، فيما برز اليوم قرار اميركي بإعفاء سوريا مرحليا من العقوبات تسهيلا لأعمال الاغاثة، وفي وقت لا يزال الترقب سيد الموقف على امل العثور على ناجين، ومنهم المزيد من اللبنانيين المفقودين حتى الآن.
من فجر الإثنين الفائت إلى مساء اليوم، يبقى الحدث عالميا وإقليميا زلزال تركيا وسوريا بضحاياه من قتلى وجرحى وبمفقوديه الذين تضاءل الأمل بالعثور عليهم أحياء ، وإن كان هذا الأمل لم ينتف بعد .
القتلى في البلدين فاق الإثنين والعشرين ألفا . في تركيا إقرار من الرئيس إردوغان بأن جهود الإغاثة لا تسير بسرعة . في سوريا الوضع أكثر تعقيدا ، فعلى رغم أن الحكومة السورية وافقت على ايصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها ، فإن العقدة الاساسية تتمثل في وقف النار لتسهيل إيصال هذه المساعدات ، وهذا ما طالب به المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة .
لبنانيا ، المعاناة تتمثل في العثور على مفقودين لبنانيين، والأمل مازال قائما ، على رغم مرور خمسة أيام إلى بضع ساعات على وقوع الزلزال.
في الملفات اللبنانية ، الكباش يشتد بين المصارف والحكومة ، فإذا نفذت المصارف تهديداتها بالإقفال التام، فهذا يعني شل الحركة النقدية في سابقة لم يشهدها لبنان، فكيف ستتصرف الحكومة ومصرف لبنان حيال هذا المعطى ؟ هل بالمفاوضة أو بالضغط ، فإذا كان بالمفاوضة ، فمن سيتنازل لمن ؟ وإذا كان بالضغط فكيف سيكون هذا الضغط ؟
إشكالية ثانية تطل برأسها مطلع الأسبوع المقبل ، فالرئيس نبيه بري دعا هيئة مكتب المجلس الى إجتماع الإثنين المقبل . الإجتماع لتحديد جدول اعمال جلسة تشريعية تحت عنوان ” تشريع الضرورة ” … الإشكالية هنا ان كتلا نيابية سترفض الدعوة إلى جلسة تشريعية باعتبار ان مجلس النواب هو هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ، ولا جلسات تشريع قبل انتخاب الرئيس . أصحاب هذا الموقف يقولون ، كيف يرد رئيس الجمهورية قانونا يقره مجلس النواب ، إذا كان هذا الرئيس غير موجود ؟ التجاوب أو عدم التجاوب مع دعوة الرئيس بري إلى جلسة تشريعية ، من شأنه أن يكشف المواقف الحقيقية للكتل النيابية وللنواب المستقلين .
في المقابل يشير نواب مؤيدون لدعوة الرئيس بري أنه يحق له توجيه الدعوة .
البداية مما يشغل العالم :الزلزال ومضاعفاته ، وماذا عن لبنانيين مازالو في عداد المفقودين؟.
تعاقد الزلزال المدمر مع عداد يومي للضحايا..حيث إن خط الموت بدأ رحلة الخمسة والعشرين ألفا، وقفز المصابون عن سلم المئة ألف فيما.. المشردون ناهزوا عشرين مليونا على ضفتي سوريا وتركيا وإذ ينذر العداد بأرقام مضاعفة.. فإن الكارثة فتحت خطوطا إنسانية على جبهتين:
– أميركية وسورية فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين وفي أسرع وقت ممكن موضحة أن هذا الإجراء “يسمح لمدة مئة وثمانين يوما بجميع الصفقات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال التي كانت محظورة بموجب العقوبات وفي خطوة غير مسبوقة من الجانب السوري..
وافقت الحكومة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الزلزال في جميع المناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد وتقدم المنحى الإنساني في كارثة القرن، يوازيه الأمل الذي لم ينقطع بالعثور على أحياء، وبينهم سبعة أطفال كتب لهم عمر جديد في الساعات الماضية هو زمن الأعجوبة على أرض سويت تحت الأرض،
وتركت المآسي لتدون كالنكبة في كتب التاريخ وبخلاف السكان اللبنانيين الذين وقعوا تحت فيالق وارتدادات.. فإن الزلزال المرعب لا يبدو أنه ترك أي أثر على السكان من السياسيين “وما انهزوا”، إذ يعطي “ريختر الحكام” في لبنان أن السلطة وفروعها من الأحزاب، وضمنا المعارضون، وتاليا المصرفيون.. لم يتواجدوا فوق قشرة الأرض أو يتأثروا بصفائح ما تحتها أما اللف والدوران السياسي الاقتصادي فيستمر في حركة ناشطة مع كتل خلافات رئاسية تطيل عمر الشغور وارتفعت أمواج الخلافات بين أكبر كتلتين مسيحيتين.. ليس على الرئاسة وحسب بل على الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل، والتي سيحضرها التيار وتقاطعها القوات وقد ضبط سمير جعجع خصمه جبران باسيل بالشرك التشريعي المشهود، وأخذ عليه نقاطا قال إنها أوقعت أضرارا بالمسيحيين من خلال مشاركته في جلسة تشريعية لم يعط الدستور حقا بإلتئامها…
وهذا الصراع الماروني-الماروني الذي اهز معه قبر مار مارون في براد حلب على ذكراه.. إنما يتجدد مع كل نزاع على التمثيل والمواقع والتشريع والصلاحيات ويسجل تاريخ ما قبل الطائف أن الزعامات المارونية كانت تتنافس تحت سقف حماية الموقع والرئاسة، وأنها من كميل شمعون إلى بيار الجميل فريمون إدة وسليمان فرنجية، ومن الحلف الثلاثي وكتلة الوسط إلى النهج والشهابية، كلها خاضت انتخابات الرئاسة كرجالات دولة.. تختلف، لكنها تنسحب لبعضها حينما تدق ساعة الاستحقاق…
وهذا ما يؤرخه الصحافي نقولا ناصيف في حديث إلى الجديد.. إذ يكشف عن زمنين انتخابيين انسحب فيهما الماروني لخصمه عام اثنين وخمسين وعام سبعين، لأنهم كانوا يعتبرون أن تنافسهم أقل من قدسية الاستحقاق تغيب الرجالات والزعامات بقيمها وقدوتها..
وتحضر اليوم خيالات رجال، وأنانيات ونكايات، ومدعو ممثلي طائفة، وأشباح مرشحين، يتخفون وراء محاور ودول والخلافات تتوسع على الرئاسة كما جلسة مجلس النواب وأزمة المصارف الموعودة بجلسة الخميس المقبل قد يطفي فيها إقرار قانون الكابيتال كونترول الغضب المصرفي المستمر بالإقفال والإضراب، والآخذ في التصعيد، ووقف كل الخدمات المصرفية وتغذي المدعية العامة الاستئنافية القاضية غادة عون هذا التصعيد بإصرارها على تنفيذ قانون رفع السرية المصرفية بمفعول رجعي وهي طلبت رفعها عن رؤساء مجالس وأعضاء ومساهمين في سبعة من كبار المصارف، منذ مطلع عام ألفين وستة عشر حتى اليوم وهذا الإجراء قد يشمل مساهمين من جنسيات عربية وخليجية واليوم أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن الكابيتال كونترول بات في مراحله الأخيرة أمام مجلس النواب…
وقال سلامة لقناة الشرق: عند انتهاء ولايتي سأطوي صفحة من حياتي وأنطلق خارج المصرف المركزي.