/ مرسال الترس /
منذ أبصر اتفاق الطائف النور في العام 1989، ومعظم اللبنانيين على خلاف بشأنه، إن لجهة المضمون الذي يعتبر بعضهم أنه ظلمهم، وخصوصاً فريق من المسيحيين، أو لجهة التطبيق الذي يتّفق معظمهم على أنه لم ينسجم مع ما علّق عليه اللبنانيون الآمال.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، سعى المعترضون على الطائف أو على تطبيقه، لإجراء تعديلات عليه أو تصويب مساره، إلا أنهم لم ينجحوا في تحقيق هدفهم نظراً للتركيبة اللبنانية المعقّدة.
وفي السياق نفسه، تعمل مجموعة من النخب الأكاديمية في إطار “لبنانيون من أجل الكيان”، منذ نحو سنتين ونصف السنة، على صوغ اقتراحات بديلة عما تضمنه “الطائف”، من أجل “تصويب الأهداف، ورسم خريطة طريق جديدة لمستقبل الوطن تحظى بتوقيع مختلف الأفرقاء على الخريطة اللبنانية، وتستهدف النقاط التالية:
* إدخال تعديلات ملموسة على المواد التي تُركت بدون سقف مثل: “المهلة المفتوحة لرئيس الحكومة المكلف، وكذلك المهلة غير المحددة لرئيس الجمهورية في الدعوة الى الاستشارات”.
* إطلاق عمل جدي لبلورة “مجلس للشيوخ” يعكس التمثيل الطائفي والمذهبي، ويكون مؤلفاً من 88 عضواً، ويعتمد على رئاسة مداورة بين طائفتي الموحدين الدروز والروم الأرثوذكس”.
* بلورة “اللامركزية الموسعة” التي تنطلق صلاحياتها مما رسمه اتفاق الطائف وليس أكثر.
* السعي لتحقيق الدولة المدنية بكل حيثياتها.
* إعلان “الحياد” انطلاقاً مما تم اعتماده في دستور 1920 القائم على مقولة: “لبنان ليس ممراً أو مقراً لأية دولة”. على أن يصبح ذلك القاعدة المحورية في البيانات الوزارية والقسم الدستوري.
* اعتماد قانون انتخاب ينصف جميع الأفرقاء، وعلى سبيل المثال تعديل القانون النسبي الحالي ليكون التصويت لصوتين تفضيلين بدل صوت واحد، وإعادة توزيع الدوائر كي تصبح منصفة ومتوازية (أنماط غير متوازية: المنية، محافظة عكار، شرق صيدا).
* قانون منطقي وغير طائفي او مذهبي للأحزاب السياسية.
وعلم موقع “الجريدة” ان اللجنة المكلفة صياغة الأفكار، والتي تضم نخبة اجتماعية مؤثرة، قد جالت على العديد من الفعاليات والقوى، وأبرزها: دار الفتوى، البطريركية المارونية، المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، بطريركية الروم الأرثوذكس، مشيخة عقل الموحدين الدروز، والمراجع الدينية الأخرى إضافة الى الأحزاب والقوى السياسية: القوات اللبنانية، الكتائب، الأحرار، التقدمي الاشتراكي، الوطني الحر، المردة، المستقبل، حركة الاستقلال وآخرين فاعلين.
كما شملت الجولة السفارات العربية والأجنبية التي تبدي اهتماماً بالشأن اللبناني، حيث لمست تشجيعاً على المضي في خطواتها، لما فيه مصلحة الكيان اللبناني ومستقبله المرتكز على أسس راسخة.
وكان رئيس اتحاد “أورا” الأب طوني خضره قد أطلق “لبنانيون من أجل الكيان” في كانون الأول من العام الماضي، حيث تم الإعلان عن “الوثيقة الوطنية” للمجموعة.