أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “تحقيق الأمن الغذائي للجميع، يشكّل أحد الأولويات الرئيسية للبنان وسائر البلدان العربية، لا سيما في ضوء الأحداث الاخيرة في العالم، والتي كشفت فعلياً فجوةً عميقةً ينبغي التنبّه لها وتتعلق بضرورة تعديل سلّم الاولويات والتركيز بشكل أساسي على القطاعات الزراعية والغذائية وتبادل الانتاج وتكامله، إضافة إلى تبسيط إجراءات التصدير والاستيراد وانسياب الأشخاص والخبرات”.
كلام ميقاتي جاء أثناء رعايته افتتاح اجتماعات وزراء الزراعة في لبنان، سوريا، الأردن والعراق، في السرايا الحكومي اليوم.
وأشار ميقاتي إلى أن “أزمة القمح العالمية أظهرت مدى الحاجة إلى الإفادة من كل مساحة تمتلكها الدول، لتأمين مخزونٍ غذائيٍ يؤمن قدراً عالياً من الأمان الاجتماعي”، منوّهاً “بما بدأته وزارة الزراعة في لبنان من خطوات مقدّرة، من معالي وزير الزراعة، والتي تشكل بداية مسارٍ طويل من العمل الزراعي الجدي”.
وأضاف: “أمام ما يعانيه العالم من أزمات اقتصاديةٍ وغذائية، أصبح لزاماً علينا، كدولٍ عربيةٍ متجاورة، حتميّة التعاون التكاملي، من حيث الإنتاج والتسويق، مع ضرورة التنسيق في ما بيننا في المجالات الزراعية والصناعية، في إطار خطة متكاملة ومدروسة، من حيث التوازي العادل بين الإنتاج والإستهلاك، وبين الحاجة والفائض. كما يجب التركيز على تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية القطاع الزراعي والصناعات الغذائية وتسويق المنتجات الزراعية من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب”.
ورأى أنه “إنطلاقاً من الإيمان بالأهداف المشتركة، فقد آن الأوان للخروج بموقفٍ عربيٍ واحدٍ وموحّد، يضع حداً للخلافات الجانبية”، مؤكداً أهمية “نصب الجهد على القضية العربية الأولى، من خلال الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، وأحقيته في قيام دولته الموحدة وعاصمتها القدس”.
ولفت ميقاتي إلى أن “لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية يتطلّع إلى أشقائه وأصدقائه، كي يقفوا إلى جانبه في محنته، لكي يستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربية، ويعود قبلة العالم أجمع، كونه نموذجاً يحتذى من حيث تعايش أبنائه، مسلمين ومسيحيين، في وحدة مميزة”.