فضل الله: أميركا تخوض الإنتخابات في لبنان لكنها لن تحقق أهدافها

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “معالجة الأزمة المالية تحتاج إلى خطة متكاملة، وهناك معالجات جزئية لجهة منع التلاعب بسعر الليرة”، مشيراً إلى أنه “لدى الأجهزة الأمنية والقضاء معلومات وافية عن المتورطين بما فيهم مصارف ومضاربون، لكن القضاء لم يقم بدوره لا بمحاسبة فاسدين، ولا بملاحقة متورطين بتلاعب بسعر العملة، ولا بالقيام بواجباته التي يفرضها عليه القانون، كرمى لعيون سياسيين في البلد موزعين في كل الاتجاهات”.


وأكد فضل الله خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة برج قلاويه، أن “بعض النافذين الذين لهم علاقات مع المصارف والمصرف المركزي، حوّلوا مئات ملايين الدولارات إلى الخارج وتركوا بقية المودعين بلا أموال”، لافتاً إلى انه “في السابق قدمنا معطيات إلى القضاء حول المتلاعبين بسعر العملة من أسماء ومصارف وموظفين، وطالبناه بالتحرك الفوري، وكذلك لاسترجاع الأموال المنهوبة، أو محاسبتهم على تحويل الأموال إلى الخارج، وكانوا يتذرعون بأنه لا يوجد هناك قانون يمنع من التحويل إلى الخارج، وكأنه كان هناك قانون يمنع المودع من سحب أمواله”، وتساءل “لماذا سمحت المصارف لبعض السياسيين بسحب أموالهم وتحويلها للخارج، بينما لم تسمح للمودعين بسحب أموالهم؟”.


وأوضح أن “المصرف المركزي هو الذي يملك القرار بالموضوعات المالية التي لها علاقة بسعر العملة وبالتحويلات إلى الخارج، بتعاون بعض المسؤولين في القضاء والمصارف، وهم المسؤولين عن الأمور التي وصلنا إليها اليوم”. وتأسف أن “القضاء يخضع للضغوط الداخلية والخارجية ويستجيب لها على حساب العدالة ولقمة عيش الناس”، واعتبر أنه “يدمر نفسه بنفسه من خلال تغليب الاعتبارات السياسية والطائفية لدى قلة قليلة تمسك بقراره”.


وفي سياق الانتخابات النيابية المقبلة، أكد فضل الله “أننا في “حزب الله” مع إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية، سواء كانت في شهر آذار أو في أيار أو في أي موعد دستوري ضمن المهلة الدستورية التي يحددها القانون، ونقوم بكل التحضيرات اللازمة لإجرائها، وهناك من يثير شكوك بإجراء هذه الإنتخابات، لكن نحن لا نلتفت ونتعاون مع حلفائنا من أجل التفاهم في الدوائر الانتخابية، وننتظر قرار المجلس الدستوري.”

وأضاف: “لدينا برنامج انتخابي ورؤية لهذه الانتخابات، وسيعلن عن هذا البرنامج في الوقت المناسب، وسنقوم بما علينا القيام به على الصعد كافة، و”حزب الله” لم يقرر من هم المرشحون الذين يمثلونه، وعندما تقرر القيادة تعلن عن الأسماء، ليقوموا بالجولات الانتخابية المطلوبة، وليقدموا الخطاب المطلوب في اللحظة التي تكون فيها الأمور قد نضجت على الصعد كافة”.

وأكد فضل الله أن “ما يقوم به “حزب الله” على المستويين الاجتماعي والانمائي، غير مرتبط على الاطلاق بالانتخابات، وإنما يأتي في إطار التخفيف من معاناة أهلنا، سواء على مستوى التدفئة أو الجوانب الصحية والتربوية والاجتماعية، وهذا جزء من واجب يرتبط بثقافتنا، وكنا نقوم به قبل أن ندخل إلى المجلس النيابي، ونستمر به بمعزل عن أي اعتبار سياسي”.

وفي السياق ذاته، رأى أن “الإنتخابات تخوضها الإدارة الأميركية ومعها بعض الدول في المنطقة، وهناك أفرقاء في لبنان غيروا خطابهم وتموضعهم من أجل الانخراط في الإنتخابات لتحقيق الهدف السياسي الذي وضعته الإدارة الأميركية، التي تتدخل في لبنان وترعى حلفاً بين مجموعات متنوعة من أجل خوض الانتخابات في وجه المقاومة وحلفائها”.

وتابع: “هناك جمعيات فرختها الإدارة الأميركية في لبنان، وهناك كبار الفاسدين الذين تدعمهم هذه الإدارة وترعاهم وتؤيدهم، وتدخلت مع القضاء لمنع محاسبتهم، وهي تعرفهم، وكل حركة الأموال بالدولار تعرفها الإدارة الأميركية، لأنها تمر عبر قنواتها، ولم تقبل أن تقدم أي معونة للدولة اللبنانية لمعرفة كيف خرجت الأموال من لبنان، وكيف يتم التلاعب بها”.

وختم فضل الله الحديث: “إن أميركا في المنطقة في مرحلة التراجع والانهزام، والذين يراهنون عليها في لبنان، فهم يراهنون على سراب، لأنهم يراهنون على دولة مهزومة في المنطقة، واعتادت على ترك جماعاتها، وأيضا من تراهن عليهم الإدارة الأميركية الآن من هذه المجموعات التي تقوم بتجميعها لن تجد نتيجة منها، فلا الحروب ولا العقوبات ولا الحصار ولا الانتخابات ستحقق للإدارة الأميركية أهدافها”.