ذكرت “الأخبار” أن كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، والتي يتوقع أن تحتل حيزاً واسعاً جداً على طاولة التقدير والقرار في تل أبيب، بقيت حتى ساعات متقدمة ليل أمس خاضعة لقرارات الرقابة العسكرية التي، كما يبدو، فضّلت اقتصار مقاربة وسائل الإعلام العبرية على التغطية الخبرية من دون أي تعليقات تذكر. ولم تكتف “إسرائيل” الرسمية بامتناع السياسيين والأمنيين عن التعليق وحسب، بل شملت الإجراءات الرقابية المراسلين والمعلقين، في إجراء تعتيمي قلّ نظيره، ويشير الى حجم الإرباك، إذ إن الكلمة جاءت مفاجئة في مضمونها ومباشرتها لتهديدات لم ترد بهذا الوضوح سابقاً على لسان نصر الله نفسه، كما أنها تقلب التموضعات بين الجانبين، إذ بدل أن يتلقّى لبنان واللبنانيون تهديدات “إسرائيل” بالحرب، كما هي العادة، تلقّت “إسرائيل” هذه المرة التهديدات بها بشكل شبه مباشر، وهي سابقة سيتوقف عندها طويلاً صاحب القرار في تل أبيب، بعدما بدّدت تقديرات سابقة لديه توهّم بنتيجتها أن الأمور لن تصل الى حد التصعيد العسكري الفعلي في المواجهة البحرية مع حزب الله.