مقدمات نشرات الأخبار المسائية

في النمسا سباق “الفورمولا وان” في منتصفه مفعم بالتحدي والفرح والحيوية وبالأخلاق والروح الرياضية والإستحقاق النهائي في تشرين الأول.

وفي لبنان سباق محتدم في التحدي والحقد والبغض والنكد على مساري التأليف الحكومي والإستحقاق الرئاسي بالتوازي مع السباق بين حاجة غالبية الناس للقوت والكهرباء والإستشفاء وأبسط مقومات العيشة الكريمة، وبين طيران الأسعار وتحليق الدولار ومذلة العيش في شكل عام.

عطلة عيد الاضحى المبارك، التي سجلت استرخاء نسبيا في السجالات السياسية العقيمة، ولو مع بعض التسريبات تنتهي مساء غد وينطلق الاسبوع السياسي من جديد صباح الاربعاء من النقاط التي انبرت فيها المواقف في خطب العيد وعظات الأحد المتسمة بنبرة عالية في اتجاه جميع المعنيين على مسارين: فهي تحملهم مسؤولية العمل بجد، من أجل تأمين معيشة لائقة للناس من جهة ومن جهة ثانية لضمان الإنتظام الدستوري، بدءا من تأليف حكومة جديدة، ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية… الخطب والعظات شددت على العمل وفق الروح الوطنية الحقيقية والخدمة المجتمعية الحقيقية والاقتناع الحقيقي برسالة لبنان: موطن الحرية والحوار وتلاقي الثقافات.

ولعل أعلى السقوف والمواصفات التي من المفترض ألا تنطلق الجهود والمساعي السياسية بأقل منها هي التي أطلقها أو بالأحرى حددها البطريرك الراعي بصراحة صارخة، في عظته في الديمان ظهر أمس، حيث حذر من التلاعب بالاستحقاق الرئاسي، داعيا الى انتخاب رئيس متمرس سياسيا وصاحب خبرة محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته وملتزم في وطنيته ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب.. كذلك اعتبر الراعي أن عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية وتتمتع بالصفة التمثيلية وطنيا وسياسيا وميثاقيا هو عمل تخريبي.

في أي حال، إذا كانت الأشهر الثلاثة المقبلة والظروف القائمة في المنطقة تحتم على اللبنانيين عدم إضاعة الوقت والإسراع في تحقيق تأليف الحكومة، ثم تحقيق الانتخاب الرئاسي، فإن أبسط مؤشر خارجي في هذا الاتجاه هو ما كتبه الرئيس الاميركي جو بايدن عشية زيارته المنطقة بقوله إن الشرق الاوسط لا يزال مليئا بالتحديات، وبينها الجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان… وهنا لا بد لنا من الإشارة الى معلومات أوساط مطلعة لصحف إلكترونية محلية تشي بمنحى إيجابي سيظهر في الأسابيع المقبلة على مسار مفاوضات الترسيم البحري الجنوبي بمساعدة من الوساطة الاميركية بحسب الأوساط…

لكن تفاصيل النشرة نبدأها من رومية…

ثلاثة حرائق اندلعت في جزء من أحراج غابة رومية وعملت فرق الدفاع المدني والاطفاء والجيش لإخمادها، وتمت مساء اليوم السيطرة بشكل شبه كامل على الحرائق، فيما استمرت أعمال التبريد في نقاط وعرة قليلة شمال شرق الغابة.

رئيس شعبة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني منصور سرور صرح أن الحريق في رومية بدا مفتعلا خصوصا أن لدينا صورا تدل على أن الحرائق انطلقت من ثلاث جهات مختلفة.

رئيس شرطة البلدية كريستيان نوفل من جهته صرح أن الحريق مفتعل، وأن البلدية كانت قد أوقفت مساء السبت، أشخاصا جمعوا كمية كبيرة من الحطب في المنطقة، وبعد مصادرة الحطب، تم إطلاق سراحهم.. ولقد سلمنا الأسماء إلى الأجهزة الأمنية التي تتولى التحقيق بالحادث”.

انهى اللبنانيون عيدا ضحوا فيه بانفسهم على ابواب الافران وهو العيد الذي اندلع بين نارين : زفتا بسجادها ورومية بغياب مأموري الاحراج .وفي حالتي الحريق غياب لمعدات الاطفاء واهمال رسمي لتجهيزات الدفاع المدني الواقف دوما عند خطوط النار .

ثلاثة ايام من العيد المر الذي لم يجد فيه المواطن كسرة خبز، والأمر من ذلك كانت اشكالات تتسبب بحالات عنف بين الطوابير، وعلى ربطة اصبحت عملة نادرة يدير المسؤولون وجههم صوب المطحنة الرئاسية استعدادا لبدء معركة تنطلق في ايلول وتصل الى الفراغ في تشرين. لكن السلطة لا تدرك ان اولويات مواطنيها راهنا تنحصر بفخامة الرغيف الذي يسمو على فخامة الرئيس .وان إطفاء الحرائق واخرها في رومية اليوم يستلزم اعترافا رسميا بالناجحين في مجلس الخدمة المدنية والتسليم باحقية مأموري الاحراج وان كان المسلمون فاقوا المسيحيين عددا .

واذا كانت الطائفية قد احرقت التعيين في مجلس الخدمة ومن قبل التيار الوطني فان التيار والقوات يتشاركان هذه المرة في تقسيم طائفي يشطر بيروت الى بلديتين ويعيد الشرقية والغربية السيئة الذكر .هو اقتراح يميز المناطق في مستوى الجبايات وينظر الى الشارع والحي والمنطقة من زاوية مالية وليس الى بيروت العريقة بوحدة ابنائها من الاشرفية الى المصيطبة وبقية العشرين كيلو متر عروبي مربع .

وبطلقة وحيدة عابرة لطائفية الاحزاب، سجل عرزال ضهور الشوير حالة زواج مدني أونلاين سيكون معترفا بها على الأراضي اللبنانية. الحبيبان عمر ونجوى ارادا ازالة الحواجز الطائفية في حفل قروي جاء في اعقاب عاصفة دينية اعادت الزواج المدني الى نقطة الصفر باراء وفتاوى من تجريم وتحريم .

وعلى المستوى السياسي فان ابغض الحلال بين الرئيسين عون وميقاتي هو الطلاق غير النافذ او ان يرتضي الطرفان بالمساكنة المؤقتة .ويستعاض عن التأليف بتحضير اوراق الاعتماد للانتخابات الرئاسية. فالرئيس نبيه بري اخطر البطريرك الراعي ان النصف الاول من شهر ايلول سيشهد على جلسات رئاسية ، والقوات اللبنانية كانت اول من يبادر الى دعوة المعارضين للتوافق على اسم موحد .لكن طرح سمير جعجع سواء للمعارضين او النواب المستقلين جاء كمسيرة استطلاع حزب الله فوق كاريش تحلق وتهدد الا انها لا تضرب .
فماذا اراد جعجع ان يحقق من هذه الدعوة ؟ وهل ان اسمه كمرشح هو ضمنا من بين الاسماء التوافقية؟ فبمجرد الابقاء على ترشيحه واردا سيعني ذلك ان مسيراته القادمة ستكون مزودة برؤوس تفخيخة للاستحقاق الرئاسي .

lbc

مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، مستهلُا جولته بإسرائيل، حبسُ أنفاس انتظارًا لنتائجها ولاسيما في محطتها في السعودية وكيف سيكون المشهد مع ولي العهد محمد بن سلمان.

في لبنان غابت السياسة في عطلة عيد الأضحى المبارك ، فالرئيس المكلف في إجازة خارج لبنان ، وهذه الأجازة أعطت إجازة للسجال الذي اندلع على خلفية ما تردد عن موعد طلبه الرئيس المكلف من الرئيس عون ولم يُحدَّد له، ثم الرد بأن الرئيس المكلف ينتظر جوابًا عن التشكيلة التي قدمها في لقائه الثاني مع رئيس الجمهورية ، هذه التشكيلة التي يعتبرها ميقاتي جدية فيما يعتبرها الرئيس عون قٌدِّمَت لتُحرَق .

وسط هذا السجال ، يتعزز أكثر فأكثر أن ملف انتخابات الرئاسة بات متقدِّما على ملف تشكيل الحكومة، من دون أن يعني ذلك أن مرحلة غربلة الأسماء قد بدأت، بل إن هناك محاولات حرق أسماء، وصولًا إلى الكلام الجدي اعتبارًا من الأول من أيلول موعد بدء المهلة الدستورية.

من خارج هذا السياق ، سجِّلَت أول حالة زواج مدني في لبنان، ما سيفتح الباب مجددًا بين مؤيد ومعارِض.

هل ستعاود محركات تشكيل الحكومة الدوران بعد انتهاء عطلة العيد وعودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج؟ وأي دفع ينتظر ملف التشكيل في ظل الملفات المعيشية الضاغطة؟ اسبوع جديد يضاف على اجندة الزيارة المرتقبة للرئيس نجيب ميقاتي الى بعبدا ولا موعد محددا حتى الساعة.

لكن اذا صحت المعلومات التي سربت عن عدم تحديد دوائر القصر الجمهوري موعدا لميقاتي، فهل هذا يعني ان ملف التشكيل والمسار الذي سيسلكه سيخرج من دائرة المراوحة الى الجمود؟ لا سيما وان العد العكسي لاستحقاق رئاسة الجمهورية قد بدأ والارتباط بين استحقاقي الرئاسة والحكومة عضوي…

على اي حال الانظار العالمية تتجه الى الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة، ولبنان معني بما ستحمله هذه الزيارة من نتائج، لاسيما زيارته بعد غد الاربعاء الى الاراضي المحتلة التي سيحضر فيها بطبيعة الحال الملف المرتبط بترسيم الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة.

وفي أبعاد هذه الزيارة أيضا، هل سينجح بايدن في إقناع السعودية التي سيزورها يوم الجمعة المقبل، بزيادة ضخها للنفط، في ظل أزمة بدأت تدك جدران العالم وتحديدا في أوروبا، لا سيما أن روسيا اليوم أغلقت خط غاز السيل الشمالي نحو أوروبا لإجراءات تتصل بالصيانة.

إذا يأتي بايدن إلى السعودية هذه المرة بموازاة ما تشهده المنطقة من تسويات وتقاطعات وملفات خلطت الأوراق مجددا في إعادة لرسم مشهد إقليمي ستظهر ملامحه خلال الفترة المقبلة.

في لبنان الاسبوع بدأ بحرائق، اما في المنطقة فإنه أسبوع أميركي بامتياز. جو بايدن يصل الاربعاء الى اسرائيل، ومنها ينتقل الى جدة للمشاركة في القمة الخليجية التي تنعقد بحضور مصر والاردن والعراق. رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد اعتبر المنطقة في بداية أسبوع تاريخي، وهو أمر صحيح الى حد بعيد. اذ في ضوء المحادثات الاميركية- الاسرائيلية، ثم الاميركية – السعودية ستتحدد معالم المنطقة في المستقبل القريب، وخصوصا على صعيد الصراع العربي – الايراني. ايران التي تدرك أهمية الزيارة وخطورتها استبقتها بموقف تحذيري اعتبرت فيه أن بحث بايدن تعزيز التعاون بين حلفاء اميركا الاقليميين في مجال الدفاع الجوي، يشكل خطوة استفزازية تهدد الامن القومي لايران والامن القومي الاقليمي. فهل فعلا المنطقة ذاهبة نحو التصعيد، أم أن الامر شد حبالٍ وتعزيز للاوراق التفاوضية، سينتهيان بعودة ايران الى طاولة المفاوضات في قطر؟

وزيارة بايدن، وان لم تبحث الشأن اللبناني، ستكون لها نتائجها المباشرة على الوضع السياسي في لبنان. فتشكيل الحكومة معلق حتى اشعار آخر، فيما السباق نحو بعبدا يتقدم يوما بعد يوم. ولا شك في ان زيارة بايدن الى المنطقة ستساهم في بدء تظهير صورة الرئيس الجديد. فاذا كانت المنطقة مقبلة على تصعيد، فإن احتمالات خوض فريق الممانعة في لبنان المعركة الرئاسية بمرشح تحد ترتفع، اما اذا أدت الزيارة الى عودة ايران الى المفاوضات، فإن حظوظ رئيس التسوية ترتفع، لأن لبنان لن يكون بعيدا عن المشهد المتكامل الذي سيرتسم في المنطقة. وفي انتظار خروج الوضع اللبناني من الثلاجة، فان الحرائق تلتهم ما تبقى من لبنان الاخضر. اللافت ان معظم التصريحات والتحليلات تلتقي على التأكيد ان الحرائق في لبنان مفتعلة. فهل أصبح حالنا مع الحرائق كحالنا مع السرقات ؟ ففي لبنان هناك عمليات سرقة بالجملة لكن ليس هناك سارقون! فهل في لبنان ايضا هناك حرائق بالجملة من دون ان يكون هناك “حارقون” ومحرقون؟

لعلَ أكثرَ ما يُميزُ لبنانَ أنَّ الازماتِ وما أكثرَها تُسجَّلُ دائماً ضدَّ مجهول ، فمن الصعبِ اِن لم يكن من المستحيلِ تَتبُّعُ الخيطِ الذي يوصلِكَ الى الفاعلِ والمرتكب ، بدءاً من الحرائقِ المتنقلةِ التي ترافقُ فصلَ الصيفِ مروراً بطوابيرِ الخبز ، الى أزمةِ المياهِ المتوقعِ أن تصلَ الى ذروتِها خلالَ الشهرينِ القادمين ، وقِسْ على ذلك ، وصولاً الى الازمةِ المزمنةِ بحرمانِ لبنانَ وعبرَ عقودٍ من الاستفادةِ من ثروتِه النفطيةِ في اراضيهِ ومياهِه. فالى أينَ وصلت المفاوضاتُ غيرُ المباشرةِ معَ العدوِ الصهيوني لترسيمِ الحدودِ البحرية؟

المنارُ علمت من مصادرَ رفيعةٍ متابعةٍ للملفِ أنْ لا شيءَ رسمياً حصلَ يُبنى عليه في هذا الخصوص .. والجديدُ أنَ الجانبَ القطريَ قدَّمَ نفسَه مساعداً لدفعِ المفاوضاتِ قُدُماً ، بالتنسيقِ معَ الإدارةِ الأميركية. ويضيفُ المصدرُ انَ لبنانَ – يتخوفُ من الخبثِ الإسرائيلي القائمِ على محاولةِ شراءِ الوقتِ لفرضِ الأمرِ الواقع ، لذلكَ فإنَ لبنانَ حمَّلَ السفيرةَ الأميركيةَ رسالةً واضحةً بشأنِ التصرفِ الإسرائيلي العِدائي في حالِ حصلَ قبلَ الاتفاق. فهل يفهمُ العدوُ الرسالةَ اللبنانيةَ المدعمةَ بالمسيَّرات؟ على أنَ الرسالةَ الشديدةَ اللهجةِ كانت تلكَ التي وصلت الى الاوروبيينَ اليوم. موسكو أوقفت خطَ السيلِ الشمالي الذي يوصلُ الغازَ الى اوروبا لدواعي الصيانةِ كما قالَ الروس ، فارتعدت القارةُ برداً قبلَ فصلِ الشتاء ، والخوفُ من أن تطولَ أعمالُ الصيانةِ أو أن يتوقفَ شريانُ الحياةِ نهائيا.

على أنَّ الرسالةَ البليغةَ كانت من ملعبِ خطابِ بيتِ العنكبوت في مدينةِ بنت جبيل الجنوبية ، فأصغرُ العشاقِ جاؤوا وحملوا الحنينَ الكبيرَ للامامِ المنتظرِ عليه السلام، وهَتفوا يا وعدَنا الصادق ، عشيةَ ذكرى عمليةِ الوعدِ الصادق في الثاني عشرَ من تموزَ ألفينِ وستةٍ في خلةِ وردة، والعهدُ أن نبقى مقاومينَ لا نُفرِّطُ بذرةِ ترابٍ ولا بقطرةِ ماءٍ أو نفط.

“الدني بألف خير”.
هكذا تبدو أجواء بعض السياسيين اللبنانيين، الذين عادوا إلى حياتهم الطبيعية بعد الثورة المزعومة التي كانت نتيجتها الوحيدة تسريع الانهيار، واثر الانتخابات النيابية التي لم تنجح حتى الآن إلا في إقناع بعض الناس بأنَّ بعضَ من ظنّوهم تغييريين وانتخبوهم، صاروا هم بحاجة منذ الآن إلى تغيير.

“الدني بألف خير”، ولا حاجة إلى الإسراع في تأليف حكومة، ورئيسُها المكلف أمامه متسع من الوقت للمناورة الميثاقية والتسلية السياسية عبر تقديم طروحات يدرك هو مسبقاً أنها لا يمكن ان تمر، فقط لأنه حاز على التكليف، ولا يريد التأليف.

الدني بألف خير، ولا بأس في انتظار الأول من أيلول المقبل لبدء البحث الجدي في الانتخابات الرئاسية. أما الآن، فوقت ضائع، تملأه تحليلات الفارغين، وقراءات سياسية معدَّة وموزَّعة، بهدف خلق أجواء إعلامية وسياسية مؤاتية لهذا المرشح أو ذاك، على غرار أجواء الإحصاءات المغلوطة التي روِّج لها قبيل الانتخابات النيابية، تعزيزاً لحظوظ “فلان او فليتان”، قبل أن يتبين أنها لا صحيحة ولا دقيقة ولا علمية في الأساس.

الدني بألف خير. الناس تعوّدا على الأزمة، والتطبيع جرى مع المآسي الاجتماعية، والزبائنية السياسية التي تنمو على حالات كهذه في أحسن حالاتها.

الدني بألف خير، فلا داعي للإسراع في تبني خطة التعافي المالي بصيغتها النهائية، ولا لزوم للانتهاء من اقرار القوانين الأربعة الأساسية المطلوبة راهناً، أي الموازنة والكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية، وأمام السياسيين اللبنانيين ترف الوقت لانتظار زيارة جديدة لبيار دوكان، كشفت معلومات ال أو.تي.في. أنها حاصلة على الأرجح بدءاً من السابع عشر من تموز الجاري، ليكرر على مسامعهم الكلام نفسه، وليأتي جوابهم بالوعود المكررة إياها، التي يعرف اللبنانيون قبل الفرنسيين أنها ستبقى حبراً على ورق وكلاماً في الهواء.

الدني بألف خير. لا لزوم لنشاط قضائي استثنائي في ملفات محاربة الفساد، والأساس تمرير اتهام القاضية غادة عون بخرق موجب التحفظ، فهنا أصل البلاء والانهيار. أما العدالة في جريمة انفجار المرفأ، فلا داعي للعجلة في اصدار القرار الظني المرتبط بها، لأن العدالة تنتظر، والموقوفين ظلماً يمكن ان يمكثوا سنوات بعد في السجون.

الدني بألف خير، ولائحة الأمثلة كثيرة. أما البداية فمن حريق رومية بعد زفتا.