/ مرسال الترس /
هل هي الصدفة، أم توارد الأفكار بين أن يتسرب في اليوم نفسه خبران لهما علاقة بالسياسة والانتخابات الرئاسية؟
الأول من عين التينة، وفيه أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ زواره أنه بصدد دعوة المجلس إلى جلسة أولى في انتخابات رئاسة الجمهورية في الأول من أيلول المقبل. والتوقيت بحد ذاته له مدلولاته السياسية الحادة، إذ إنه يأتي في اليوم التالي مباشرة لبداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية، وهي شهر في حدها الأدنى وشهران في حدها الأقصى من تاريخ مغادرة الرئيس السلف العماد ميشال عون قصر بعبدا منتصف ليل الحادي واثلاثين من شهر تشرين الأول المقبل.
وعلم موقع “الجريدة” أنه عندما وصلت الرسالة إلى بعبدا، قبل نحو أسبوع، عبر أحد الوزراء الناشطين، عن نيّة بري اعتماد التاريخ المشار إليه، ضحك الرئيس عون وقال: “أبلغ دولته أنني سأترك قصر بعبدا في الموعد المحدد لإنتهاء ولايتي، ولن أتوقف مطلقاً عند الموعد الذي سيعتمده لإنتخاب الرئيس الخلف”!
أما الخبر الثاني الموازي، فهو إعلان رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن فتح أبواب “بيت الوسط”، مساء الأثنين في الرابع من تموز الحالي، من أجل تكريم السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي، الذي أمضى خمس عشرة سنة في الربوع اللبنانية. الأمر الذي فُسّر وكأنها الخطوة الأولى الخجولة في استئناف مسيرته السياسية، لأنه لن يشارك هو شخصياً في التكريم، وربما ينتظر مناسبة ذات دلالات أوسع ليستعيد رفع علم تيار “المستقبل” على سارية بيت الوسط.
ويرى بعض المراقبين المتابعين أن الخطوة التالية الجدية لإستعادة نشاطه، قد تكون بتاييده ترشيح “صديقه الدائم” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى انتخابات رئاسة الجمهورية.
قد يقول البعض إن الحريري ليس لديه نواب في انتخابات العام 2022. ولكن الكل يعلم أن للحريري تاثير واسع ومؤثر في الطائفة، وهو إذا ما اعتمد هذه الخطوة، قد يوصل الرسالة لمن يلزم، بأهمية عودته المظفرة الى الساحتين الحكومية والسياسية مع “الفوضى غير المسبوقة” التي ضربت الساحة السنية في هذه المرحلة الحساسة جداً من تاريخ لبنان.
في المقابل، بات من شبه المسلم به ان “حزب الله” قد لا يعتمد التكتيك نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، كما حصل في انتخابات العام 2016 حين اعتمد ترشيح العماد ميشال عون علناً وجهاراً.
فهل تتقاطع أهداف “حقل” الحزب مع “محصول بيدر” الحريري الذي أثبت زعامته في الطائفة رغم انكفائه عن الانتخابات، وبخاصة أنه كان أول من أعلن دعمه لترشيح فرنجية العام 2016، قبل أن يستدرك خطوته لأسباب خفية في الإتجاه نحو ترشيح عون، بعدما نجحت المباحثات الباريسية السرية بين صهر الجنرال جبران باسيل وابن عمة الحريري نادر الحريري، في ترتيب صفقة بدعم وصول العماد عون مقابل ان يكون هو رئيس حكومة لست سنوات، فتحققت الخطوة الأولى وإنهارت الخطوة الثانية.
الثابت أن بين سعد الحريري وسليمان فرنجية صداقة ووفاء لم تؤثر فيهما الهزات أو العواصف.