/ مرسال الترس /
متعددة هي المراجع والقوى المسيحية في لبنان التي رسمت أكثر من علامة استفهام حول الكلام الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي من حاريصا، عشية بدء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الاستشارات النيابية، ومع المرجعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير الملزمة، لتظهير حكومة ما بعد الانتخابات، حيث أطلق النار مباشرة على القوى السياسية الممثلة بالبرلمان التي لم تسم ميقاتي رئيساً مكلفاً.
كان ظاهراً من بين سطور “رسالة” البطريرك، أنها تستهدف المجموعات المسيحية تحديداً، وهما “التيار الوطني الحر” و”حزب القوات اللبنانية”، إضافة إلى بعض التغييريين الذين خرجوا من لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت خانة “بدون تسمية”، حيث قال: “كم كنّا نتمنى أن المسؤولين عندنا، يتمتعون بذرة من الإيمان لما نعيش حالة الإنهيار الكامل، وكنّا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلّف شرائح نيابية أوسع”.
العديد من الأوساط السياسية، أدرجت كلام سيد بكركي في دعم ميقاتي، تحت مظلة “جرعة دعم” لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي كان يتعرض منزله، في الرابية، عشية ذلك الكلام، لولوج قضائي ـ أمني للتفتيش عن المستندات التي تدينه.
ولم تنسَ تلك الأوساط أن تذكّر، أن المرجعيتين أمّنتا لسلامة، في ظروف محددة، ما يكفي من الأسوار لحمايته:
بكركي اعتبرته “خطاً أحمر”، وقيل إنه قصد بعبدا خصيصاً صباح أحد الأيام من أجل هذا الموضوع.
ميقاتي رأى أنه لا يجوز عزل “ضابط” من “ساحة الوغى” إذا أخطأ.
في الواقعتين، كان سلامة هدفاً لسهام سياسية وقضائية.
لذلك، فإن الحرص على دعم بقاء ميقاتي ـ السني، على رأس السلطة الإجرائية، من أرفع مرجعية دينية ـ مارونية، يكمل أفكار الدفاع عن حاكم السلطة المالية في إطار “الصالح العام”!
شخصية دينية، مقربة جداً من بكركي، شاءت عدم تداول اسمها، ذكّرت بأن البطريرك الراعي قد طالب أيضاً، ومن منطلق وطني صرف، بـ”الإسراع في تشكيل حكومة وطنية، لحاجة البلاد اليها، ولكي يتركز الاهتمام فوراً على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية”.
تضيف الشخصية الدينية بكلام حازم: “عليهم ان يتضبضبوا.. أولئك الذين هربوا من التسمية إلى عدمها، فليتفضلوا ويفصحوا لنا ماذا يريدون بالضبط، فهم لا يشاركون بالتسمية، ولا يرغبون المشاركة بالحكومات، وهمهم توجيه اللوم إلى الآخرين! هل من خلال هذه التصرفات نستطيع أن نحافظ على وطننا ووجودنا؟! يا ليتهم يفصحون لنا عن أهدافهم… يبدو أن لا همّ لديهم إلاّ المتاجرة بالمسيحية وبإسم المسيح. والواضح انهم باتوا مفلسون مسيحياً، وهذه هي المشكلة المحورية”.
وختمت الشخصية المشار اليها بالقول: “إزاء الوضع القائم الذي إنحدر اليه لبنان، يجب النظر من زاوية وطنية صرف، لأن البديل مفقود، ومن لديه رؤية مختلفة فليتفضل بعرضها بدل التلطي وراء هذه الطائفة أو ذاك المذهب لتحقيق مصالحه الشخصية، فيما الوطن على منصات المزاد، وقد يضيع بابخس الأثمان”!