كشفت التحقيقات التي أجراها مكتب مكافحة المخدِّرات النّقاب عن تورُّط أشخاصٍ، من جنسيات عراقية وأردنية وكويتية وسعودية ولبنانية، في عملية تهريب الكبتاغون عبر مطار رفيق الحريري الدولي في حقيبة المواطن السعودي عادل الشُمَّري.
وفي تقرير نشرته لارا الهاشم في موقع tayyar.org، بيّنت التحقيقات أن الشُمَّري مولود من أمٍّ كويتية ويعمل كشرطيٍّ في الكويت في مكتب الوزير نواف الاحمد. وَصَلَ إلى بيروت في الثامن والعشرين من أيار آتيا من الكويت على متن الخطوط الجوية الكويتية، وصباح اليوم التالي، أي في التاسع والعشرين من أيار، أوقفته تفتيشات المطار فيما كان مغادراً إلى الكويت على متن طيران الشرق الأوسط، لحيازته 18 كيلوغراماً من الكبتاغون .
المخدِّرات كانت موضّبة في حقيية المسافر بين الأمتعة داخل أكياسٍ من النايلون الشفّاف موزّعة على خمسة أكياس كرتونية، إثنان ذات لون أزرق غامِق وواحدٌ ذات لون أحمر وآخر بنّي وأبيض اللون والخامس أسود اللون.
في التحقيقات التي أشرف عليها المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري، تبيّن أن الرجل أتى إلى لبنان في مهمّة محدّدة وهي نقلُ الكبتاغون إلى الكويت، بالتنسيق مع شخصين آخرين في الخارج: الأول كويتي هو فيصل الشُمّري، والثاني سعودي هو نايف الظفيري.
في اعترافات الشمَّري، وفقاً للمعلومات، أنه فور وصولِه إلى بيروت استقلّ سيارة أجرة، حيث ورد اتّصالٌ إلى السّائق من شخصٍ أعلَمَه بأن شخصاً آخر سيتصل به لتزويده بالعنوان الذي سيوصلُه إليه، وبأن رجلاً سيكون بانتظارهما هناك.
وأضاف الشمّري أن شخصاً مجهولاً من قِبَلِه، اتّصل بالسّائق بعد دقائق وأرشدَه إلى العنوان الذي سيُقلَّه إليه.
على الأثر توجّها إلى منطقة زوق مصبح، وتحديدا إلى منزل سيدة تدعى “تمارا”، ليتبيّن له لاحقاً أن المتّصل يدعى مهدي.
تكفّل مهدي بدفع البَدَل المالي لسائق الأجرة، ونَقل حقيبتين زهريّتين تعودان للشُمَّري إلى الشقّة، حيث التقى الأخير بـ”تمارا” التي عرّفت عن نفسِها أنها عراقية.
في الاعترافات، تبيّن تورّط شخص يدعى هيثم جعفر يُشتبه في أنه المَصدَر. لكنّ مهدي أنكر معرفته به وقال للمحقّقين أنه لم يشاهد الأكياس الكرتونية التي وُضِّب الكبتاغون في داخِلها، ولا حتى الحقيبتين الزهريتين، إلاّ قبل توقيفه من قبل عناصر مكتب مكافحة المخدِّرات. كما أنكَرَ تناولَه الطعام مع والدته إلهام ومع السعودي، خلافاً لما أظهره التحليل الفنّي لهاتف والدته والذي يثبت حصول جلسة العشاء. وعليه فإن انكار حضوره معهما عزّز قناعة المحقّقين بتورُّطِه.
التحقيقات شملت الوالدة الأردنية وولديها “تمارا” و”مهدي”، إضافة إلى الشمّري، وجرى تحليل أجهزتهم الخليويّة. كما طُلب الاطلاع على الحوالات المالية المرسَلَة من وإلى الموقوفين ومع المشتبه بهم من غير الموقوفين بعد.
في الموازاة طلب مكتب مكافحة المخدِّرات من شعبة المعلومات، التي كانت قد بدأت التحقيقات الأوليّة، تزويده بالاتصالات الصادرة والواردة والرسائل والمواقع الجغرافية لجميع الأرقام التخابريّة المدوّنة في المحضَر.
بناءً على إشارة مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، تم توقيف عادل الشمّري وإلهام النعيمي (أردنية) وتمارا ومهدي السوداني (عراقيّان)، كما تم تسطير بلاغات بحثٍ وتحرٍّ بحق العراقيين بركات الكعود وهبة العلواني والكويتي فيصل الشمّري والسعودي نايف الظفيري واللبناني هيثم جعفر.