عادت ازمة البنزين الى الواجهة بعد ان توقفت بعض المحطات عن بيع البنزين بانتظار التسعيرة الجديدة وبرزت من جديد ازمة الرغيف مع توقف معظم الأفران عن بيع الخبز بسبب توقف المطاحن التي تتعامل معها عن تزويدها بالطحين.
اذن تستمر معاناة اللبنانيين المعيشية اليومية في البحث عن رغيف الخبز مع احتدام الموقف بين وزير الاقتصاد امين سلام واتحاد نقابات الافران في لبنان واستمرار المواطن في البحث من محطة الى اخرى لملء خزان وقود سيارته وكل ذلك مع مواصلة اسعار المحروقات ارتفاعها الحارق ناهيك عن مسألة الادوية المستعصية وادوية منتهية الصلاحية.
غير ان ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا اكد لتلفزيون لبنان ان لا ازمة في مادة المحروقات وان المحطات ستتسلم مادة البنزين يوم الاثنين على سعر صيرفة
في وقت يشهد منتصف الاسبوع المقبل استحقاقا بارزا مع الاستشارات النيابية الملزمة التي وجه الدعوة اليها رئيس الجمهورية الخميس المقبل في قصر بعبدا لتسمية رئيس للحكومة.
ووسط المتغييرات الحاصلة على الساحة السنية السياسية ستتكثف المشاورات بين الكتل النيابية والاحزاب بغية الوصول الى تسمية مرشح لرئاسة الحكومة علما ان اسم الرئيس نحيب ميقاتي لا يزال هو الاوفر حظا حتى الساعة.
وفي انتظار حسم التسمية عصر الخميس ليكون بعدها التكليف ومن ثم انطلاق قطار المشاورات النيابية غير الملزمة في ساحة النجمة، تؤكد مصادر الرئيس ميقاتي ردا على سؤال حول اعادة تسميته ان الجواب عند النواب ومرفوض اختزال ارادتهم ولننتظر يوم الخميس. وفي هذا الاطار تشديد اليوم في العظات والخطب الدينية على ضرورة تاليف حكومة سريعا البطريرك الراعي دعا لتشكيل حكومة جامعة والمطران عودة اكد ضرورة تشكيل حكومة تضع خطة إنقاذية ولو صعبة وكذلك وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان للقوى السياسية دعوة لتأمين تسوية سياسية لحكومة “قرار وطني”.
كاد رواد السباحة في بحر صور أن يغنوا لوزير الطاقة وليد فياض “أهلا بهالطلة”، الكلمتان اللتان استعارتهما الحملة الإعلانية للسياحة، والمأخوذتان من مطلع اغنية صباح “أهلا بهالطلة أهلا”.
لكن يبدو أن السياحة “تلبق” للوزير الظريف أكثر مما “تلبق” له “الطاقة ” حيث “لا طاقة له” على توفير التيار على قدْر ما يقتضيه موسم الأصطياف. وحتى التوقيع على استجرار الغاز من مصر، بعد غد الثلاثاء لن يزيد التغذية بالتيار سوى ساعات معدودة، وسيكلّف الخزينة ملايين الدولارات من الخسائر، خصوصا أن كثيرين ممن سينتفعون من زيادة ساعات التغذية لن يدفعوا فواتير على هذه الإضافات لأنهم في الأساس لا يدفعون الفواتير، وهؤلاء يشكلون نسبة مرتفعة من مستهلكي التيار. هكذا تتكبد الخزينة ملايين الدولارات التي تذهب هدرا من دون استرجاعها، ومن يجرؤ على مطالبة الذين يتغذون بالكهرباء مجانا، على القول لهم: “إدفعوا مقابل ما تستهلكون”، فهل تجرؤ السلطة على هذه الخطوة المتأخرة أكثر من ربع قرن؟
حكوميا، لمن ستقال “اهلا بهالطلة” الخميس المقبل، لرئيس حكومة تصريف الأعمال؟ أم لمرشح جديد لم يتبلور “رسمه التشبيهي” بعد.
دوليا، العيون شاخصة غلى الانتخابات التشريعية في فرنسا في دورتها الثانية. نسبة الاقتراع بلغت 38 في المئة، والنتائج بدءا من الثامن بتوقيت فرنسا، فهل يفوز تحالف الرئيس ماكرون بالأكثرية كما حصل في انتخابات 2017؟
اسبوع الاستشارات النيابية الملزمة من دون منازع. هكذا هو الاسبوع الطالع، حيث سنصحو صباح الغد على كمية اضافية ضخمة من التحليلات والتسرييات، التي سيتبين ان اكثرها غير صحيح على جري العادة، قبل ان تتضح مواقف الكتل والنواب المنفردين شيئا فشيئا وصولا الى الخميس.
غير ان الاهم من شكليات التكليف، ان يشكل هذا الاستحقاق الدستوري الملزم بإجرائه، ممرا الزاميا نحو حكومة لا تشبه كل سابقاتها، التي ان لم يكن بعضها قد ساهم في الوصول الى الانهيار الاقتصادي والمالي، لكنه بالتأكيد فشل في صياغة الحلول المقنعة وتطبيقها.
هذا على خط السلطة التنفيذية. اما تشريعيا، فلا يزال اللبنانيون ينتظرون تحقيق المعجزات التي وعد بها البعض في حملاته الانتخابية، تماما كما يسألون عن سبب عدم مبادرة المجلس النيابي حتى الآن، وبوتيرة سريعة، الى وضع اللمسات الاخيرة على القوانين الضرورية، من خلال الآليات المتبعة، ليصبح اقرارها في الهيئة العامة امرا سهلا بلا مزيد من اضاعة الوقت.
اما بالنسبة الى السلطة القضائية، فحدث ولا حرج، في وقت يحاسب القضاة الذين يقدمون على تحدي عصابة الفساد، المسماة تلطيفا بالمنظومة، فيما المرتكبون المعروفون في لبنان وكل العالم يسرحون ويمرحون ويدلون بالتصريحات الاعلامية.
غير ان بداية النشرة اليوم لن تكون من السياسة، بل مع السياحة ثم الوضع المعيشي، على ان تتخللها وقفة مع آخر المعطيات حول استشارات الخميس.
حربٌ ضروسٌ يشهدُها آخرُ محاورِ رفعِ الدعمِ بينَ مصرفِ لبنانَ ووزارتي الطاقةِ والاقتصادِ وكارتيلاتِ البنزينِ والطحين..
لا حاجةَ للسؤالِ هنا عن احوالِ المواطنِ لانه الوحيدُ الذي يُتركُ لدفع ِالثمنِ في معاركَ استَسلمت فيها مؤسساتٌ عدةٌ في الدولةِ امامَ رغَباتِ المحتكرينَ او اَنها تغاضَت عنهم بارادتِها او جراءَ عجزِها وضعفِها وافراغِها من دورِها.
المفارقةُ اليومَ انَ وزيرينِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ يتصديانِ بما امكنَهما تويترياً وينفيانِ وجودَ ازمتي بنزينٍ وطحينٍ من دونِ ان يُلاقِيَهُمما احدٌ من الوزاراتِ الاخرى المعنيةِ على طريقِ منعِ اقفالِ المحطاتِ ووقفِ عملِ المطاحنِ وحبسِ الرغيفِ في الافران، ولا للحيلولةِ دونَ تحويلِ بلداتٍ وقرىً متراميةٍ الى مناطقَ بلا نقلٍ وبلا خبزٍ طيلةَ ايامٍ وايام. فبرسمِ من هذا التجرؤُ الظالمُ على حياةِ المواطنِ وأمنِه الغذائي؟ ومن يوقفُ هذا الاجرامَ الذي تَستخدِمُ فيهِ قلةٌ محتكِرةٌ وقاسيةُ القلبِ اشرسَ الاسلحةِ المحرَّمةِ كمنعِ الرغيفِ والبنزينِ عن العائلاتِ والعاملينَ والسائقينَ والفقراءِ والجَوعى والكادحين؟.
بهذهِ الاجواءِ يذهبُ لبنانُ الاسبوعَ المقبلَ الى الاستشاراتِ النيابيةِ لتكليفِ مَن يشكلُ الحكومةَ وفقَ القواعدِ الدستورية ، وبحسَبِ المعاييرِ الوطنيةِ والاقتصاديةِ والمعيشيةِ فالاولويةُ لحكومةٍ توقفُ الانهيارَ وتُنفِّذُ خطةَ انقاذٍ ولا تكونُ حكومةَ مغالَبةٍ وتصفيةِ حساباتٍ كما اكدَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم متحدثاً من البقاعِ عن اهميةِ استغلالِ الثروةِ النفطيةِ بالكاملِ في معالجةِ ازماتِ لبنانَ الماليةِ والاقتصادية.
ولانَ النفطَ بالنفطِ يُذكَر، تُسلَّطُ الاضواءُ ايضاً على السلوكِ الاميركي حيالَ حقوقِ لبنانَ النفطيةِ في ملفِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ وعما اذا كانَ موفدُ الادارةِ الامريكيةِ عاموس هوكشتاين سيعود ُ بجوابٍ حولَ هواجسِ لبنانَ وفقَ ما طُلِبَ منه رسمياً خلالَ زيارتِه الاخيرةِ لبيروت..
قبل أربعة أيام من الإستشارات النيابية الملزمة: الصورة ضبابية جدا. حتى الآن القوى السياسية الأساسية مختلفة على كل شيء تقريبا. ففيما تنادي قوى الممانعة بحكومة وحدة وطنية، فإن القوى السيادية والمستقلة تشدد على ضرورة تشكيل حكومة من لون واحد. وفيما الثنائي الشيعي يريد ميقاتي بشكل أو بآخر رئيسا مكلفا للحكومة، فإن التيار الوطني الحر لا يزال يرفض خيار ميقاتي، إلا إذا قبل ميقاتي بشروطه ومطالبه وهي شروط ومطالب يؤكد ميقاتي علنا وسرا أنه لن يقبل بها. لكنّ المشكلة ألا اسم جديا حتى الآن باستثناء رئيس حكومة تصريف الأعمال، فكل الأسماء التي ترد كخيارات أخرى لا تلقى الإجماع المطلوب من القوى السيادية والتغييرية والمستقلين، ما يعني أنّ ميقاتي يظل الأوفر حظا حتى الآن. هذا إذا حصلت الإستشارات الخميس. ففي ظل عدم وجود حد أدنى من التوافق على اسم رئيس الحكومة المكلف ، قد تعمد بعبدا إلى تأجيل الإستشارات إفساحا في المجال أمام مزيد من المشاورات. علما بأن الرئيس نبيه بري جزم أنه لم يسمع بتأجيل موعد الإستشارات الخميس، مضيفا: لا علم لي بالموضوع أبدا. لكن ماذا لو عمدت كتل نيابية عدة إلى طلب ذلك؟ وهل يمكن عندها أن تحل المشاورات المستمرة مكان الإستشارات المؤجلة؟
وسط الركود السياسي الظاهر، استرعت الانتباه اللقاءات اللافتة التي يقوم بها السفير السعودي في لبنان. وتشمل مروحة اللقاءات نوابا سنة وقيادات من مختلف الطوائف. وقد التقى السفير وليد البخاري اليوم النائب عبد الرحمن البزري، وهو لقاء يشكل استكمالا للقاء البخاري اكثر من عشرة نواب سنة والمفتي دريان وجمعيات اسلامية، اضافة الى شخصيات وقيادات من مختلف الطوائف. والظاهر ان لقاءات السفير السعودي تتناول بشكل اساسي مرحلة ما بعد الثلاثين من تشرين الاول، اي تاريخ انتهاء ولاية الرئيس عون، وهو تاريخ ينبغي ان يشكل بداية مرحلة جديدة في لبنان. في هذه الاثناء ازمة البنزين الى حل. ففي المبدأ كل المحطات ستفتح ابوابها غدا امام السيارات بعدما تبين ان النقص في السوق ناتج من مشكلة لوجستية على صعيد التوزيع، وان المادة متوافرة. وهو امر مشجع لان اللبنانيين يريدون للصيف المقبل ان يكون بلا مشاكل ولا ازمات ، بحيث يتمكنون من استقبال المغتربين والسياح كما يجب، ما يتيح للدورة الاقتصادية ان تتحرك بالاتجاه السليم. فتفاؤلوا بخير الصيف تجدوه.
كفراغ سد المسيلحة في غضون أيام قليلة يلتحق قصر بعبدا بتلك الأعجوبة الفراغية بعد أشهر أربعة، ولأن الموقع الأول سيصبح شاغرا فإن الرئاسة الثالثة ستملأ الفراغ وتحكم بصلاحيات تصريف الأمر الواقع. وحساسية هذا المنصب تدفع اليوم باستشارات سياسية تستبق النيابية الملزمة يوم الخميس والتي أبقت على اسم نجيب ميقاتي مرشح المرحلة، إلا إذا وقع التوافق المرحلي بين قوى التغيير والشخصيات المستقلة والقوات والكتائب لترشيح شخصية أخرى، عندها سيصبح جبران باسيل نفسه داعما لميقاتي ومروجا له كرجل تغيير.
حتى الساعة ليس هناك من توافق على هذا الحجم لكنه لم يكن مستبعدا بالمطلق، فيما تجري قوى التغيير فحوصا عينية لشخصيات مؤهلة لمنصب رئيس الحكومة وتقع مواصفاتها على فالق تغييري. وقد أعطت النائبة بولا يعقوبيان بعضا من هذه المواصفات، وبينها أن يكون من خارج المنظومة وتركيبة الأحزاب، وغير مجرب أكثر من مرة، ولديه الاستعداد لطرح جزء من برنامج قوى المعارضة، ويتمتع بالقدرة على مواجهة المنظومة، وتاليا يمكنه أن يفاوض صندوق النقد ويحدث اختلافا وفرقا. وطرحت يعقوبيان معيار فصل النيابة عن الوزارة، ما يحيد أسماء عدة مطروحة لدخول السرايا من النادي النيابي.
وفي المواصفات الكنسية طرح البطريرك الراعي خيار حكومة جامعة تتساوى فيها المكونات اللبنانية في تحمل المسؤوليات الوزارية جميعها لكنه اشترطها خالية من الحقائب الوراثية او حقائب ملك الطوائف والمذاهب والأحزاب.
أما موقف حزب الله فسيعلنه الخميس، فيما حدد نائبه العام الشيخ نعيم قاسم بعضا من مكونات ومقادير هذه الحكومة، وبينها أن تكون وطنية لا تعمل على تصفية الحسابات وتجمع المختلفين في البلد وليس المتفقين وحسب.
وفيما تخوض قوى المنظومة حرب مواصفات على قوى التغيير، كان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري يجري استشارات نيابية ودينية تقع على خطوط سيد السرايا العتيد. وهو استقبل اليوم كلا من النائبين عبد الرحمن البزري وأشرف ريفي كل على حدة في اليرزة، لكنه وصف لقاءه مع ريفي “بالنوعي”. غير أن البيانات المقتضبة الصادرة عن الاجتماعات اكتفت بالإشارة الى أن الطرفين ناقشا “اخر المستجدات لبنانيا ودوليا والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
والاهتمام بدا مشتركا في كل ما يتعلق بتكليف رئيس للحكومة والذي يبدو انه لن يغير “مواقيته” وسيبقي على اسم نجيب وان بأقل الاضرار الممكنة تكليفا وتأليفا. ولكن هموم الناس في واد اخر وبعضهم امضى عطلة نهاية الاسبوع متسولا مادة البنزين امام المحطات، فيما افرغت الافران من خبزها. ولأن كل يغني على ليلاه كان وزير الطاقة يزهز مشمسا ومنورا على شاطئ صور، على نغمات: يا قائد الله معك.
ينطوي أسبوع الترسيم البحري الجنوبي ونجمه آموس هوكستين في زيارته اللبنانية ويطل أسبوع الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكيل الحكومة العتيدة.
وبعد أيام على زيارة هوكستين يوقع لبنان بعد غد الثلاثاء الإتفاق النهائي مع مصر التي ستزوده بالغاز فهل رفعت الولايات المتحدة سيف قانون قيصر عن رقبة لبنان بما يتيح عبور الغاز المصري عبر سوريا؟!.
وهل يتم عبور الإستشارات النيابية إستحقاق الخميس فتتوج بصدور مرسوم التكليف؟!.
موقع الإنتشار سأل رئيس مجلس النواب نبيه بري عن توقع تأجيل هذه الإستشارات فأجاب جازما: لم أسمع بهذا الأمر ولا علم لي به أبدا.
على أي حال من الآن ولغاية الخميس تتكثف الإتصالات والمشاورات لتنسيق المواقف وإستكشاف إتجاهات الرياح السياسية والنيابية.
بالنسبة لإتجاهات الرياح المعيشية فإن صعودية دائما وليس أدل على ذلك من أزمة المحروقات التي ما تكاد تختفي حتى تطل برأسها مجددا.
الفوضى تتحكم بهذه السوق والمشهد أمام المحطات اختلف اليوم : فبعضها رفع خراطيمه محتفظا بالمخزون على أمل بيعه بأسعار أكثر إرتفاعا في ظل حديث عن إحتمال دولرة المحروقات والبعض الثاني شهد حركة عادية والبعض الثالث إصطفت أمامه طوابير الذل التي لم تغب أصلا مشاهدها عن أذهان اللبنانيين.
حال الفوضى في سوق المحروقات لم تبددها تطمينات وزارة الطاقة إلى أن لا أزمة محروقات ولا تأكيدات الشركات والموزعين إستمرار دعم البنزين.