الأسد: لا أحد يحدد لسوريا مع من تبني علاقاتها

اعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد، أن “العلاقات السورية العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون، فمعظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا ومعظمها كانت تقف مع سوريا معنويا”.

وقال، تعليقاً على زيارته الأخيرة للإمارات، في مقابلةٍ مع “RT” الروسية: “البعض وصفها بعودة سوريا من الباب الواسع، لا أعرف كيف يُعرّف الباب الواسع وماذا تعني كلمة عودة؟ فنحن لم نخرج، سوريا بقيت في مكانها بنفس المواقف، بنفس الظروف، تتعامل معها بطريقتها وبحسب مبادئها ورؤاها”.

أضاف: “حتى الدول التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية، حافظت على العلاقة، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سوريا من دون أن تكون قادرة على القيام بأي شيء”.

ولفت الأسد إلى أن سوريا ليس لديها حقد تجاه “الدول التي تخلت عنها في أزمتها”، مضيفاً: “نحن نسعى لعلاقات عربية ـ عربية (..) نعرف أن الدول العربية لديها ظروف، نحن نستطيع أن نقول لا في كثير من الجوانب، ربما كثير من الدول العربية لا تستطيع أن تقول لا.. ونحن لا نبرر، هذا ليس تبريراً ولكن هذا أمر واقع، فلا بد أن نتعامل مع الأمر الواقع. الآن العتب واللوم لا يحقق نتيجة، دعونا ننظر للمستقبل، هذا ما نقوله في كل الحوارات، نحن ننظر للمستقبل”.

وبخصوص حضور سوريا للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر، قال الأسد: “ربما سيكون الوزن الوحيد لهذه القمة أنها تعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل، لأن علاقة سوريا مع الجزائر بكل الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي حتى اليوم هي علاقة ثابتة، وهناك شيء وثيق بين الشعبين لأن التاريخ ربما متشابه مع اختلاف الأزمنة. إذا تحدثنا عن الجامعة العربية بمعزل عن قمة الجزائر”.

وأشار الأسد إلى أن القضية “ليست عودة سوريا، أو عدم عودتها، وكلمة عودة خاطئة، لأن سوريا مازالت في الجامعة العربية، هي تعليق عضوية وليس خروجا. المشكلة، ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سوريا أو لم تكن؟ هل ستحقق شيء من آمال المواطن العربي؟ لا أعتقد بأنها خلال العقود الثلاثة الماضية حققت شيئاً، وبكل تأكيد بأنها خلال العشرة أعوام الماضية كانت هي الغطاء للعدوان على ليبيا، وللعدوان على سوريا، ولكل عدوان آخر. فالسؤال هل ستتمكن من تغيير هذه المنهجية أم ستستمر؟ إذا استمرت الجامعة العربية بهذا النهج فلا يغير شيء، لا قيمة لعودة سوريا”.

وأضاف: “نحن نخضع كدول عربية بشكل عام لضغوطات خارجية في كل الملفات.. طالما أننا خاضعون لهذه الملفات فالنتيجة واحدة، النتيجة هي نتيجة سلبية. فهنا تصبح عودة سوريا أو إلغاء التعليق، العودة عن التعليق هو شيء شكلي، ربما يكون له بعض الفوائد ولكن لا نعول عليه”.

وعن علاقة الدول العربية مع سوريا في ظل علاقتها مع إيران، أكد الأسد أن “علاقات سوريا مع أي دولة غير خاضعة للنقاش مع أية جهة في هذا العالم، لا أحد يحدد لسوريا مع من تبني علاقات ومع من لا تبني علاقات، لا يحددون لنا ولا نحدد لأحد، لا يتدخلون بقراراتنا ولا نتدخل بقراراتهم، هذا الموضوع غير قابل للنقاش وغير مطروح على الطاولة، حتى لو طُرح معنا كنا نرفضه من البداية”.

ولفت إلى أن “الكثير من الدول التي كانت تطرح هذا الموضوع في السابق، هي نفسها تحاور إيران، وهذا تناقض. إيران دولة هامة إذا أردنا أن نتحدث عن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فنحن بحاجة لعلاقات مع كلّ هذه الدول”.