كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مؤسسة “مايو كلينك” أن الضغوط المالية قد تكون أكثر خطورة على صحة القلب من بعض أمراض القلب التقليدية، بما في ذلك الجلطات السابقة، حيث يمكن للقلق المرتبط بالفقر وصعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية أن يسرع الشيخوخة البيولوجية للقلب ويزيد خطر الوفاة بشكل كبير.
منهجية الدراسة ونتائجها
حلل الباحثون نحو 300 ألف تخطيط كهربائي للقلب، مستخدمين خوارزميات ذكاء اصطناعي لتقدير العمر البيولوجي للقلب بدلًا من العمر الزمني للفرد. وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يواجهون صعوبات مالية لديهم قلوب أكبر سنًا من الناحية البيولوجية مقارنة بغيرهم، مع ارتفاع خطر الوفاة خلال عامين حتى أكثر من أشخاص سبق أن تعرضوا لجلطات قلبية.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن انعدام الأمن الغذائي يمثل ثاني أخطر عامل مرتبط بتسريع شيخوخة القلب، في حين يزيد عدم الاستقرار السكني من خطر الوفاة بنسبة 18%.
مسار خفي ينهك القلب
وأكد الباحثون أن الضغط النفسي المزمن، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، واعتماد أنماط غذائية غير صحية، تشكل مسارًا خفيًا يؤدي إلى إنهاك القلب مع مرور الوقت، حتى في غياب تشخيص مباشر لأمراض قلبية تقليدية.
كما أوصت الدراسة الأطباء بعدم الاكتفاء بقياس ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، بل ضرورة سؤال المرضى عن أوضاعهم المعيشية والغذائية واعتبارها جزءًا أساسيًا من تقييم المخاطر الصحية والوقاية القلبية.
