كشف الرئيس السابق للوفد المفاوض في ملف ترسيم الحدود، العميد الركن المتقاعد بسام ياسين، في حديثٍ لـ”الجمهورية” أنّ الباخرة اليونانية تحتاج إلى نحو شهرين لإنجاز تجهيزاتها اللوجستية من أجل المباشرة في استخراج الغاز من حقل كاريش، مضيفاً: “وعلينا في لبنان أن نحاول خلال هذه الفترة منعها بكل الوسائل من بدء عملها، حتى يظلّ الحقل منطقة متنازعاً عليها، وإلا إذا بوشر الحفر من دون أن نُحرّك ساكناً، فإنّ العدو الاسرائيلي يكون حينها قد ربح المعركة، واستولى على الحقل بقوة الأمر الواقع”.
ولفت إلى أنّ “أفضل وأقوى رد على القرصنة الاسرائيلية لحقوقنا، يتمثّل في توقيع المرسوم 6433 المتعلق بالخط 29 فوراً وإيداعه لدى الامم المتحدة، الأمر الذي من شأنه ان ينقل المعركة الى ميدان العدو ويُعيد خلط الأوراق لمصلحتنا”.
وشدد ياسين على أن “الوقت حان لاستخدام سلاح المرسوم، القادِر على إيلام الكيان الاسرائيلي ووضعه تحت الضغط، بدل ان يكون الضغط موجّهاً إلينا كما يحصل حالياً، ولو جرى توقيع المرسوم سابقاً ما كانت السفينة اليونانية لتتجرّأ أصلاً على المجيء، وليس هذا فقط، بل كنّا سنحقق مكاسب نوعية انطلاقاً من التمَوضع في موقع تفاوضي متقدّم ومحصّن قانونياً يمثّله الخط 29 عوضَ أن يحشرنا الأميركي في خانة الـ 860 كلم2، أي خط هوف”.
واستغرب لجوء البعض في لبنان إلى “بدعة” استحداث خط تفاوضي وآخر حدودي، “كأنه يوجد فصل بينهما، في حين انه يجب خَوض المفاوضات غير المباشرة على اساس أنهما واحد، وإلّا فإنّ من شأن نظرية الخطّين ان تضعف تلقائياً الموقف الرسمي الذي سيصبح بلا أظافر”.
ونبّه ياسين إلى انّ الاحتلال في صدد فتح دورة تراخيص جديدة، تشمل البلوك 72 المجاور للخط 29 وحقل قانا. “وبالتالي، فإنّ التحدي الحقيقي يتجاوز حدود مشكلة كاريش المستجدة إلى ما هو أبعد وأخطر، ووحده توقيع المرسوم المعلّق كفيل بحماية حقوقنا وبأن يوقِف شَعر الاسرائيليين”.
وأشار إلى انّ المطلوب بعد التوقيع ومخاطبة الأمم المتحدة، توجيه إنذار إلى الشركة المالكة للسفينة اليونانية، بوجوب الامتناع عن أي عمل في حقل كاريش المتنازَع عليه، والتلويح بإجراءات رسمية متدرجة، سياسية وقانونية، “وصولاً الى استعمال القوة العسكرية اذا اقتضى الأمر”.
واستبعد ياسين أن يندفع العدو الاسرائيلي إلى شَن حرب، مهما ارتفع سقف الموقف اللبناني، “لأنه سيكون الخاسر الأكبر منها، كونه هو الذي يملك بنى تحتية ومصانع ومعامل ومنصّات استخراج النفط والغاز، بينما نحن ليس لدينا ما نخسره في لبنان حيث لا كهرباء ولا مياه ولا اقتصاد ولا ودائع”.