الجمعة, ديسمبر 12, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداث"أزرق المايا" يعود للحياة!

“أزرق المايا” يعود للحياة!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

في أعماق غابات يوكاتان الكثيفة، وعلى ارتفاع حرارة 40 درجة مئوية، يشق لويس ماي كو، البالغ من العمر 49 عامًا وخزاف من السكان الأصليين للمايا، طريقه بين الشجيرات بحثًا عن نبتة نادرة تُعرف باسم “تشوج” أو النيلة (Indigofera suffruticosa)، المكون الأساسي لابتكار صبغة “أزرق المايا”.

ويقول ماي: “لقد استغرق الأمر سنوات قبل أن أجدها، وكان معظم الناس يعتقدون أنها انقرضت في شبه الجزيرة”. ويضيف أن التحديات البيئية، بما في ذلك أسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ عقود، تجعل العثور على النبتة مهمة صعبة للغاية.

تعود أهمية صبغة “أزرق المايا” إلى حضارة المايا القديمة، حيث استخدمت في تلوين الفخار والمنحوتات والملابس والجداريات، وأحيانًا في الطقوس البشرية المروعة كجزء من تقديم القرابين للآلهة، وفقًا لتوثيق الراهب الإسباني دييغو دي لاندا. وقد حافظت هذه الصبغة على ألوانها الزرقاء الزاهية على الجداريات والتحف القديمة حتى بعد مرور أكثر من 800 عام.

ويُعد “أزرق المايا” صبغة هجينة فريدة، مزيج من مواد عضوية وغير عضوية، ما منحها مقاومة عالية للعوامل الجوية والكيميائية والبيولوجية. ويشرح العلماء أن الصبغة تتكون من مركبين رئيسيين هما “الإنديغوتين” و”الديهيدروإنديغو”، المستخلصان من أوراق النيلة والمترسبان على طين خاص يُعرف بالباليجورسكيت.

وحتى بعد اكتشاف الصبغة من قبل علماء الآثار في القرن العشرين، استغرق الأمر عقودًا لفهم تركيبتها الكاملة وطرق إنتاجها، وقد ساهمت معرفة السكان الأصليين وحفظهم للتقليد في إعادة إحياء هذه التقنية القديمة.

تقول ماريا لويزا فاسكيز دي أغريدوس-باسكوال، أستاذة تاريخ الفن في جامعة فالنسيا: “إن خصائص ‘أزرق المايا’ تجعلها أحد أعظم الإنجازات التقنية والفنية لحضارة المايا، وهي مثال على التواصل بين المعرفة التقليدية والبحث العلمي الحديث”.

ويؤكد الباحثون أن  أهمية حماية هذه المعرفة المتوارثة والحفاظ عليها، لأنها تمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، وتساهم في إثراء الفهم العلمي والفني للصبغات الطبيعية القديمة.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img