بعد 5 سنوات على انفجار مرفأ بيروت، والذي ما تزال الشبهات قائمة حول دور للعدو الإسرائيلي في هذا التفجير، في ظل شهادات مئات المواطنين، وبغض الظر عن سير التحقيقات القضائية في لبنان حول المسؤوليات الإدارية التي أدت إلى بقاء نيترات الأمونيوم في المرفأ 7 سنوات، وبعد أن جاءت انتهت المحاكاة التي أجرتها الأجهزة الأمنية اللبنانية للتفجير 6 مرات بأن الحريق لم يكن سبباً للإنفجار، بينما نجحت محاولة واحدة من أصل 7، وبعد ساعات على مغادرة البابا لاوون الرابع عشر لبنان، عاد العدو الإسرائيلي لمحاولة العبث بالداخل اللبناني عبر توجيه الاتهام إلى “حزب الله” بأنه مسؤول عن ذلك الانفجار!
غالبية اللبنانيين يعتقدون أن انفجار مرفأ بيروت جاء نتيجة صاروخ أطلقه العدو الإسرائيلي، خصوصاً بعد أن اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب فور وقوع الانفجار بحصول “هجوم” على المرفأ قبل أن يتراجع لاحقاً.
فقط “إسرائيل” هي التي لم تعلن أي نفي أو تأكيد لمسؤوليتها عن انفجار مرفأ بيروت، وعلى مدى 5 سنوات، على الرغم من الاتهام الموجّه إليها.
فجأة، خرج ناطقها أدرعي ليحاول العبث بالسلم الأهلي في لبنان، ورمي الفتنة، استباقاً لخطة صهيونية شريرة تحاك ضد لبنان، وبهدف كشف ظهر “حزب الله” بالكامل في الداخل اللبناني، على وقع طبول الحرب التي يقرعها العدو الإسرائيلي، والتهديدات العلنية التي تصل إلى المسؤولين اللبنانيين بعدوان إسرائيلي غير مسبوق على لبنان.
الواضح أن ما أعلنه العدو الإسرائيلي هو خطة تمهيدية للعدوان على لبنان، في الأيام المقبلة، أو على أبعد تقدير مع نهاية العام الجاري، وفق التهديدات التي وصلت إلى لبنان.
وفجأة أصبح العدو الإسرائيلي يملك معلومات عن اغتيالات حصلت، وربطها بانفجار المرفأ، علماً أن التحقيقات في بعض تلك الاغتيالات كانت وصلت لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى نتائج لا ترتبط بذلك الانفجار. كما أن وفاة أحدهم كان قبل انفجار المرفأ بأكثر من 3 سنوات.
إلا أن “إسرائيل”، وفي محاولة لإشعال فتنة في لبنان، اتهمت ما أسمتها “الوحدة 121” في “حزب الله” باغتيال أربع شخصيات لبنانية “خشية من قيامها بكشف النقاب عن خلفية انفجار مرفأ بيروت في شهر آب/أغسطس 2020 بسبب تخزين نترات الأمونيوم من قبل حزب الله”.
ولم تقدّم “إسرائيل” أي دليل، ولو ضعيف، على هذا الاتهام، واعتمدت فقط على مجرّ توجيه الاتهام، تماماً كما تفعل في كل جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة أو في عدوانها على لبنان وعلى سوريا…
وزعم العدو الإسرائيلي أن “الوحدة 121” في “حزب الله” نفّذت 4 عمليات اغتيال كالتالي:
ـ جوزيف سكاف، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الجمارك في مرفأ بيروت. وزعم العدو الإسرائيلي أنه تم إلقاؤه من مكان مرتفع حتى لقي حتفه من قبل عناصر “الوحدة 121” في 2017، بعد أن طلب إخراج كميات “نترات الأمونيوم” من المرفأ، زاعماً أنها لـ”حزب الله”.
ـ منير أبو رجيلي، الذي كان يشغل منصب رئيس وحدة منع التهريب في دائرة الجمارك. وزعم العدو الإسرائيلي أنه تم اغتياله طعنًا من قبل عناصر “الوحدة” في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، وادعى العدو أن أبو رجيلي الاغتيال جاء على اثر معلومات أدلى بها حول ارتباط “حزب الله” بالانفجار في المرفأ، علماً أنه لم تعلن أي جهة تحقيق في لبنان أن أبو رجيلي أدلى بمثل هذه الإفادة، وغذا كانت حصلت فعلاً فأين هي؟ ولماذا لم تتحرّك الأجهزة الأمنية في هذا الاتجاه؟
ـ جو بجاني، مصور كان من أول الذين تمكنوا من توثيق مشهد الانفجار، وأنه تم توظيفه من قبل الجيش اللبناني للمساعدة في عملية التحقيق. وزعم العدو أنه تم اغتياله بالرصاص وهو بسيارته في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2020 من قبل عناصر “الوحدة “121، والتي “سرقت هاتفه الخلوي قبل فرارها من مشهد الاغتيال”، علماً أن تصوير مشهد الانفجار لم يحتاج إلى مصوّر، فهناك عشرات مقاطع الفيديو التي توثّق لحظة الانفجار المريع، ومن مختلف الزوايا، ومن مناطق عديدة!
ـ لقمان سليم، ناشط سياسي وصحفي. زعم العدو أنه تم اغتياله بالرصاص وهو في سيارته في شهر شباط/فبراير 2021 من قبل عناصر “الوحدة”، لأنه كان يوجه انتقادات كثيرة إلى “حزب الله” وأنه اتهم “حزب الله” ونظام الأسد بالمسؤولية عن الانفجار!
وأعاد العدو الإسرائيلي التذكير باغتيال الرئيس رفيق الحريري وإلياس الحصروني، ملوّحاً بـ”قائمة طويلة” لم يكشفها بعد، على الرغم من الحرب الأخيرة كشفت أن العدو الإسرائيلي يملك من الأسلحة والتكنولوجيا ما يكفي لتوجيه الاتهام الصريح إليه بكثير من الاغتيالات التي حصلت في لبنان، وفي مراحل عدة من التاريخ، وليس فقط في السنوات الماضية.














