كشف مقال لمجلة “+972” الإسرائيلية عن تحول مبادرة لتخليد الجنود القتلى في الحرب على غزة إلى أداة دعائية رسمية تعزز النزعة العسكرية وتبرر استمرار القتال.
وأشار الكاتب والناشط نيسي بيلي إلى أن السردية الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة تقوم على 3 محطات وطنية: ذكرى المحرقة النازية، يوم ذكرى سقوط الجنود، ويوم الاستقلال، لتنشئ لدى الإسرائيليين شعوراً بأن التضحية في سبيل الدولة تمنح وجودهم معنى.
وأوضح المقال أن هذه السردية أعيد تفعيلها بعد هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول 2023، حيث وصفت الحكومة والإعلام الإسرائيلي الحدث بأنه “أكبر اعتداء على اليهود منذ الهولوكوست”، بحسب تصريحات نتنياهو.
وتابع المقال أن الحزن على الجنود القتلى تحول بسرعة إلى رموز بصرية في الشوارع، عبر ملصقات صور الجنود المبتسمين مكتوباً تحت اسم كل منهم: “لينتقم الله لدمه”، تنتشر على الأعمدة والنوافذ وصناديق السيارات.
وأكد بيلي أن هذه الملصقات -رغم طابعها الحزين الخاص- أصبحت جزءاً من منظومة رمزية تعبّئ المجتمع وتربط الفقدان الشخصي بالحرب الشاملة على غزة، وتكرّس فكرة “الواجب الوطني” وروح الانتقام.
وأضاف أن الحكومة صادقت على هذه الرموز رسمياً عبر حملة “الذكرى الثانية لـ7 أكتوبر”، شاملة جداراً افتراضياً للملصقات وأغنية وطنية، لتصبح المبادرة العفوية أداة للدعاية المؤسسية التي توحّد المجتمع حول النصر الكامل، وتجعل الحداد الفردي في خدمة الحرب.
ويخلص المقال إلى أن هذه الظاهرة تكشف إلى أي مدى حولت إسرائيل الحزن على جنودها إلى وقود لآلة الحرب المستمرة على غزة.














