الأربعاء, ديسمبر 10, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثالمستوطنات.. سكين مزيّف خلف الأسوار!

المستوطنات.. سكين مزيّف خلف الأسوار!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

أعاد تقرير معمّق تسليط الضوء على الجذور العسكرية للمستوطنات الإسرائيلية وكيف تحوّلت منذ تأسيسها إلى أدوات أمنية متقدمة في خدمة الاحتلال، لا مجرد تجمعات مدنية كما تُسوّقها “إسرائيل”.

وتبدأ القصة من حادثة مقتل روي روتبيرغ عام 1956 قرب مستوطنة ناحال عوز، حين ألقى موشيه ديان خطاباً اعتُبر لاحقاً جزءاً من “روح إسرائيل”، مؤكداً أن المستوطنين يقيمون فوق أنقاض القرى الفلسطينية، وأن “بوابات غزة تشبه بوابات الجحيم”. ذلك الخطاب لخّص المعضلة الدائمة: لا فصل بين المدني والعسكري في المستوطنات.

وتشير دراسات عدة إلى أن العمارة الإسرائيلية نفسها هي امتداد لسياسة السيطرة. فمنذ ما قبل 1967، كان التخطيط العمراني بيد معماريين، لكنه انتقل بعدها إلى السياسيين والضباط، لتصبح المستوطنات جزءاً من منظومة أمنية هدفها إحكام السيطرة الجغرافية والضغط الديموغرافي على الفلسطينيين.

ويكشف كتاب “أرض جوفاء” للمهندس المعماري إيال وايزمان، أن اختيار مواقع المستوطنات في الضفة والجولان وسيناء بعد 1967 ارتبط بمعايير عسكرية بحتة، فيما صُمّمت مستوطنات الكيبوتسات لتكون نقاط مراقبة ودفاع متقدمة، “لا تقل أهمية عن الوحدات العسكرية”.

كما أسهمت وثائق عسكرية إسرائيلية منذ عام 1948 في تحديد شكل المستوطنة، بحيث تتقارب البيوت لمواجهة الهجمات، وتُخطط الطرق على شكل نجمة لتسهيل محاصرة أي مهاجم.

ويؤكد باحثون أن العمارة الإسرائيلية تحمل طابعاً دفاعياً مستمراً؛ فمستوطنات غلاف غزة تحوي ملاجئ كثيفة بسبب عدم فعالية القبة الحديدية فيها، وتُخفى التحصينات بالرسوم والحدائق لإبعاد الإحساس النفسي بالحرب، خاصة لدى الأطفال.

وفي الضفة الغربية، اتخذت المستوطنات طابعاً “أوروبياً” بقصد ترسيخ وجودها وإظهارها كمجتمعات طبيعية، رغم أنها عملياً ركيزة أمنية تفرض على الفلسطينيين تكاليف باهظة، وفق تقارير حقوقية، أبرزها تقرير “هيومن رايتس ووتش” الذي أشار إلى أكثر من 600 حاجز أمني حول المستوطنات.

ويشير الخبراء إلى أن التحصين المعماري خلق وهماً بالأمان لدى المستوطنين، رغم أنهم في الخطوط الأمامية للصراع، خصوصاً في ناحال عوز التي تُستخدم كنقطة انطلاق لهجمات على غزة.

ويخلص الباحثون إلى أن المستوطنات الإسرائيلية تأسست فعلياً بوصفها معسكرات عسكرية بغطاء مدني، وأن عسكرة المدن لم تتراجع عبر العقود، بل تعمّقت، بحيث باتت “إسرائيل” تبني مدنها وأسوارها وشوارعها وفق عقيدة أمنية قائمة على الخوف والهيمنة والسيطرة المكانية.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img