رونالد ريغن ـ مناحيم بيغن

محضر لقاء ريغن ـ بيغن 1982: الاجتياح لـ”طرد” الفلسطينيين من لبنان!

كشف تقرير صحافي إسرائيلي، أن رئيس حكومة الكيان الصهيوني السابق مناحيم بيغن، والرئيس الأميركي السابق رونالد ريغن، بحثا طرد اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، بالتزامن مع اجتياح إسرائيل عام 1982. كما اقترح الأول ترحيل الفلسطينيين إلى دول عربية أخرى كليبيا والعراق وسوريا.
وذكر تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بأن “محضر لقاء بين بيغن وريغن في حزيران (يونيو) 1982، كشف أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة، بأنها لا تنوي وقف اجتياح لبنان عند خط 40 كيلومترا من الحدود، كما أُعلِن رسمياً حينها”.
وذكر التقرير أن بيغن وريغان التقيا بعد أسبوعين من بدء الاجتياح في واشنطن، مشيرا إلى أن “الأميركيين اعترفوا بحق إسرائيل في التحرك ضد منظمة التحرير، في لبنان”.
وفي ما يخص اللاجئين، قال إن “بعضهم على الأقل يجب أن يغادر لبنان”، مضيفا أنها “دولة صغيرة”، لذا فقد عرَض إرسالهم إلى دول عربية أخرى. وقال في هذا الصدد إن “ليبيا تقول إنها صديقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي دولة كبيرة. لماذا لا تستقبل الناس؟”. وأضاف أن “العراق بلد ضخم، فيه موارد هائلة، ومياه ونفط، لماذا لا يذهبون إلى هناك؟”، زاعما أن “العراق فارغ وسوريا فارغة”.

وأشار التقرير إلى تدخل السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة في حينها، موشيه أرنس، الذي قال: “من المؤسف أن بعض الدول العربية ليست مستعدة لقبول عدد كبير (من اللاجئين). السعودية وسوريا، ودول أخرى يمكنها أيضا”.
وتساءل ريغان: “هل يمكن إيجاد إجابة، حتى يتم إيجاد حل نهائي للمشكلة؟”، ليجيب بيغن: “سيتم إيجاد حل إذا كانت هناك رغبة في إيجاده”، مقترِحا “ترحيل الفلسطينيين في لبنان إلى دول عربية أخرى”، وقال “إن لديها أراضي شاسعة، بالإضافة إلى المياه والنفط ومليارات الدولارات”.
ومن أجل تعزيز حجته بأنه يجب “إعادة توطين” الفلسطينيين، أشار بيغن إلى أزمات اللاجئين المختلفة في التاريخ، معتبرا أن “إعادة التوطين هي الطريقة الإنسانية والطبيعية لحل مشاكل اللاجئين”، مضيفا أن هذا حدث أيضا في أجزاء أخرى من العالم، مثل باكستان والهند وتركيا واليونان، “وفي كل مكان”، وفق زعمه.
وذكر التقرير أنه في 5 حزيران/ يونيو 1982 قررت الحكومة الإسرائيلية خوض الحرب. وجاءت صياغة القرار على النحو التالي: “تكليف الجيش الإسرائيلي بمهمة إخراج جميع المستوطنات الشمالية، من مرمى نيران الإرهابيين المتمركزين هم ومقارهم وقواعدهم في لبنان”، مشيرا إلى أن الهدف في إسرائيل “كان… الاستيلاء على المنطقة (التي تمتد حتى) 40 كيلومترا شمال الحدود مع لبنان”. كما أوضح التقرير أن “الهدف الرسمي، كان الشروع في عملية واسعة النطاق ومحدودة زمنيا، هدفها القضاء على المنظمات الإرهابية التي أطلقت صواريخ (الكاتيوشا) على المستوطنات الشمالية”.
وحسب التقرير، فإن “الرقم 40 كان ذا أهمية كبيرة، ففي 6 يونيو (حزيران)، كرره بيغن في رسالة أرسلها إلى الرئيس ريغان. وفي 8 يونيو، أعلن بيغن أيضا في نقاش في الكنيست، أن إسرائيل ستتوقف عن القتال، بعد صد إرهابيي منظمة التحرير على بعد 40 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. لكن رغم ذلك، لم تتوقف الحرب عمليا عند 40 كيلومترا، بل استمرت حتى بيروت، واستولت إسرائيل على نحو نصف الأراضي اللبنانية”.
وشددت الصحيفة على أن “الانحراف عن الخطة، كان السبب الرئيسي للجدل العام حول الحرب، والانتقاد الذي وجهته الولايات المتحدة لإسرائيل، وكذلك النقد الداخلي في إسرائيل”.
وقال التقرير إن ريغان “أدرك أن إسرائيل تجاوزت الأربعين كيلومترا، وانتقد إسرائيل في 9 يونيو (حزيران) لتجاوزها هذا الخط، في رسالة إلى بيغن”.