الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderماذا يحصل في الفاشر؟

ماذا يحصل في الفاشر؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| زينب سلهب |

سيطرت قوات “الدعم السريع” في أواخر تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر بإقليم دارفور، غرب السودان، وذلك في إطار استمرار الحرب في البلاد منذ أكثر من عامين. وقد شكلت هذه الخطوة تصعيداً خطيراً في ملف الحرب بالبلاد، حيث أدت لنزوح الآلاف وقتل المئات من المدنيين العزل.

في 26 تشرين الأول، أعلنت قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية في السودان، أنها سيطرت على مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهو المقر الرئيسي للجيش في هذه المدينة، وذلك بعد معارك عنيفة وحصارٍ امتد لأكثر 18 شهراً.

لماذا الفاشر؟

تقع مدينة الفاشر في المناطق الشمالية من إقليم دارفور، وتبعد أكثر من 800 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة الخرطوم، ونحو 195 كيلومتراً عن مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

تعد المدينة موقعاً استراتيجياً في شمال دارفور، إذ تُمثل الآن المدينة الكبيرة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها من مدن شمال السودان، مثل مدينة الدبة، باتجاه إقليم دارفور، نظراً لقربها الجغرافي من تلك المناطق. ولهذا تمثل الفاشر المدخل الرئيس لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهو الميناء الذي يستقبل حالياً المساعدات الخارجية، قبل نقلها إلى مختلف أنحاء إقليم دارفور.

إلى جانب ذلك، تحد تشاد مدينة الفاشر من الغرب، بينما تحدها ليبيا من الشمال، ما يكسبها موقعاً استراتيجياً ذا أهمية عسكرية للطرف المسيطر عليها، خصوصاً في ظل وجود فصائل مسلحة وقوات سودانية داخل حدود الدولتين الجارتين، وفقاً لتقارير إعلامية ومنظمات تُعنى بأمن المنطقة، مثل “مجموعة الأزمات الدولية”.

تسكن مدينة الفاشر، مجموعات قبلية وإثنية متنوعة، من مختلف أنحاء السودان، غير أن غالبية السكان تنحدر من المكونات، التي خرجت منها الفصائل المسلحة، مثل الزغاوة والفور والمساليت.

ويقيم كثير من أبناء هذه المجموعات، في معسكرات النزوح المنتشرة داخل مدينة الفاشر. أما القبائل ذات الأصول العربية، فوجودها أقل نسبياً، ويتركز غالبية أبنائها في ولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” في الوقت الراهن. كما يمتهن السكان فيها الزراعة والرعي، إذ يزرعون المحاصيل المختلفة ويربّون الإبل، ما يجعل المدينة من بين أكبر الأسواق السودانية، لتصدير الإبل إلى خارج البلاد، خصوصاً إلى مصر.

كيف تمكنت “الدعم السريع” من السيطرة على المدينة؟

أُبرمَت اتفاقية في السابق تقضي بأن تتولى قوة مشتركة – مؤلفة من عدة فصائل مسلحة – حماية المدنيين في المدينة، على أن تتمركز قوات “الدعم السريع” والجيش السوداني، في مناطق منفصلة لتفادي حدوث احتكاك مباشر بينهما.

لكن الوضع تغيّر، بعد إعلان حركة “تحرير السودان” بقيادة مِني أركو مناوي، وحركة “العدل والمساواة” بقيادة جبريل إبراهيم – وهما من بين أكبر الفصائل المسلحة – دعمهما للجيش، وتخليهما عن موقف الحياد، الذي كانت الحركتان تلتزمان به منذ اندلاع الحرب في البلاد، في منتصف أبريل/نيسان 2023.

وأدى ذلك إلى انسحاب فصائل أخرى من القوة المشتركة، التي كانت تشارك فيها الحركتان، ما أفقد هذه القوة فعاليتها ودورها، في حماية المدنيين، بعد تفاقم الخلافات بداخلها. وبالتالي سيطرة “الدعم السريع” على المدينة.

المجازر والنزوح القسري من الفاشر

خلافاً لما حصل طوال الحرب في السودان، والتعتيم الإعلامي الذي منع وصول حقيقة المجازر التي تحصل في البلاد إلى العالم، تمكن الإعلام من تغطية أحداث مدينة الفاشر، وانتشرت مقاطع فيديو كثيرة تظهر كيف قامت قوات “الدعم السريع” بإعدام المدنيين العزل على الهواء مباشرة، إلى جانب النزوح القسري الذي يتعرض له المواطنون في المدينة، في اتجاه مدينة الأبيض كبرى مدن كردفان، وغيرها من المدن المجاور للفاشر.

كما نزح أكثر من 36 ألف شخص فروا من 5 بلدات وقرى في شمال كردفان. إلى جانب عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل في مدينة بارا بولاية شمال كردفان بوسط البلاد، بحسب أطباء بلا حدود في السودان، التي أكدت أن “الدعم السريع” تمنع ذوي الضحايا من الاقتراب منها.

أفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة من الفاشر، بعمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك.

وأظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية، مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.

كما أكد خبراء الأمم المتحدة أن “الدعم السريع” تنفذ انتهاكات واعتداءات وعمليات اغتصاب جماعية في الفاشر، حيث تحدثوا عن مقتل 460 مريضاً ومرافقاً داخل مستشفى السعودي للولادة، ومراكز طبية أخرى في المدينة.

وأثبتت التقارير وجود أكثر من 6 آلاف امرأة حامل محرومات من الخدمات الطبية والصحة الإنجابية بالفاشر، وهناك شهود عيان أكدوا استخدام العنف الجنسي كسلاح للإذلال واغتصاب جماعي، لما لا يقل عن 25 امرأة وفتاة في الفاشر.

فيما أكدت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، عدم تمكن طواقمها من مساعدة المواطنين والوصول إليهم في الفاشر، كما باقي المنظمات الإنسانية، وأن المنطقة تعاني من نقص حاد في الغذاء، وحالات الاعتداء مرتفعة بشكل كبير.

https://twitter.com/Quran__Video/status/1986741513645330530

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” على “واتساب”، إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/D1AbBGEjtWlGzpr4weF4y2?mode=ac_t

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img