في كلمة مؤثرة عقب انتخابه عمدةً لنيويورك الثلاثاء الماضي، أهدى زهران ممداني النصر التاريخي لسكان المدينة من جميع الفئات، مشيدًا بأكثر من 100 ألف متطوع شاركوا في حملته الانتخابية، ومعبّرًا عن امتنانه العميق لوالديه وزوجته.
وُصف ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا والمسلم ذو الأصول الأوغندية الهندية، بأنه لم يكن البطل الوحيد في هذه “الملحمة السياسية”، بل كان مدعومًا بفريق متكامل على جميع الجبهات، الاستراتيجية والإعلامية والعاطفية.
وأكد ممداني أن جهود المتطوعين وحشدهم للناخبين الشباب كانت الأساس في تحويل حملته إلى قوة انتخابية لا تُقهر، مع التركيز على القضايا الاجتماعية مثل القدرة على تحمل التكاليف وجودة الحياة، بما في ذلك تجميد الإيجارات وتوفير وسائل نقل عامة مجانية.
وقد أدار فريق الحملة الميدانية تاشا فان أوكين، التي لعبت دورًا بارزًا في زيادة إقبال الشباب على التصويت، فيما اعتمد ممداني على تبرعات صغيرة لمواجهة النخبة السياسية التقليدية، مستلهماً نموذج بيرني ساندرز.
واستقطب خلال حملاته الانتخابية أكثر من 8 ملايين دولار من آلاف المتبرعين، ما مكنه من الوصول إلى سقف الإنفاق القانوني بسرعة قياسية.
ضمّ فريقه مجموعة من الشباب المؤثرين، بما في ذلك كبار المستشارين مثل إيل بيسغارد-تشيرش ومايا هاندا وزارا رحيم، الذين ساهموا في وضع استراتيجيات التواصل وبناء صورة ممداني كقائد تقدمي ملتزم بقضايا العدالة الاجتماعية، وحرصوا على التنوع في الفريق بما يضم مستشارين مسلمين ويهود.
وعلى الرغم من كونه مرشحًا غير تقليدي من حيث العمر والخلفية الأيديولوجية والعرقية، نجح ممداني في كسر قواعد اللعبة السياسية في نيويورك، ليصبح أول عمدة مسلم للعاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة، مع الالتزام بإعطاء الأولوية للعمال والسكان على مصالح النخبة المالية والسياسية.
واستلهم ممداني مسيرته السياسية من دعم والديه، محمود ممداني، أكاديمي عالمي، وميرا ناير، مخرجة سينمائية، ومن التجارب التقدمية في الحزب الديمقراطي، خصوصًا من بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، اللذين لعبا دورًا مهمًا في حشد الدعم لقضيته الانتخابية.














