السبت, ديسمبر 6, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداث"البقعة الزرقاء".. مفتاح إعادة ترتيب الذكريات

“البقعة الزرقاء”.. مفتاح إعادة ترتيب الذكريات

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

كشفت دراسة حديثة عن وظيفة جديدة مذهلة لمنطقة صغيرة في الدماغ تُعرف باسم “البقعة الزرقاء”، تعمل كـ”زر فصل” بين الذكريات المتتالية، مما يساعد الدماغ على تنظيم الأحداث كذكريات منفصلة.

وأشارت الدراسة التي أُجريت في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس وجامعة كولومبيا إلى أنّ “البقعة الزرقاء” هي مجموعة من الخلايا العصبية في جذع الدماغ، معروفة بدورها في اليقظة والانتباه، لكن هناك فرضية جديدة تشير إلى أنها قد تعمل كـ”زر فاصل” يفصل بين أجزاء التجارب المختلفة أثناء تخزين الذكريات، تماماً كما تفصل الفصول بين أجزاء الكتاب.

لاختبار الفرضية، أجرى العلماء تجربة على 36 متطوعاً، حيث شاهد المشاركون سلسلة من الصور المحايدة أثناء تنفيذ مهمة محددة، وقبل عرض كل صورة كانوا يسمعون نغمة صوتية في الأذن اليمنى أو اليسرى لتحديد اليد التي يجب استخدامها عند الإجابة عن سؤال يتعلق بحجم الشيء في الصورة.

ولم تُستخدم هذه الأصوات للإشارة فقط، بل أيضاً لخلق إحساس بـ”السياق”، إذ شكلت سلسلة النغمات المتشابهة شعوراً بالاستمرارية، بينما مثلت التغييرات في النغمة أو في الجهة (يمين/يسار) “حدوداً للأحداث”.

في هذه اللحظات، كان الدماغ يقرر أن ذكرى معينة انتهت لتبدأ أخرى جديدة.

وأظهرت النتائج أنّ نشاط “البقعة الزرقاء” يزداد بشكل ملحوظ عند حدود أحداث محددة مثل تغيّر النغمة أو الجهة، وتزامنت هذه الذروات مع ضعف في تذكّر ترتيب مؤشرات التنبيه، ما يشير إلى أنّ الدماغ يقوم بتقسيم الانطباعات إلى أجزاء منفصلة بدلاً من ربطها في تدفق واحد مستمر.

كما بين التحليل أنّ ذروات نشاط “البقعة الزرقاء” تؤثر مباشرة على منطقة الحُصين، البنية الدماغية المسؤولة عن تكوين الذاكرة العرضية، حيث يُعيد نشاط البقعة الزرقاء ضبط جزء من الحُصين يُسمّى التلفيف المسنّن، ما يساعد الدماغ على تمييز الأحداث المتشابهة وتشفيرها كذكريات مستقلة.

وأوضحت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يعانون من فرط النشاط المزمن في هذه المنطقة لديهم حساسية أقل لحدود الأحداث، أي أنّ نظام الإنذار في الدماغ يصبح أقل قدرة على الاستجابة للتغييرات المهمة في البيئة.

وقال ديفيد كليفت، الباحث الرئيسي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “الحياة تتدفق باستمرار، ولكن لكي نفهمها، نقسمها إلى فصول. نحن نتذكر الماضي ليس كتيار متواصل، بل كحلقات منفصلة”.

ويتطلع العلماء بعد هذه النتائج إلى استكشاف إمكانية تنظيم مستوى تنبيه “البقعة الزرقاء” عبر تمارين التنفس، التأمل، أو الأدوية، ما قد يفتح الباب أمام تطبيقات علاجية مهمة للتعامل مع اضطرابات الذاكرة والخرف وألزهايمر في المستقبل.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img