أعلنت السلطات الكورية الشمالية جاهزية مدمّرتها الحديثة “تشوي هيون” لدخول الخدمة، في خطوة تمثّل تطورًا ملموسًا في قدرات بيونغ يانغ البحرية وتأكيدًا على رغبتها في استعراض قوتها البحرية ومواجهة حضور الولايات المتحدة وحلفائها في مياه المنطقة.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الزعيم “كيم جونغ أون” تفقد السفينة وأعلن جاهزيتها للنشر، في حين سلطت تقارير غربية متخصصة الضوء على أن المدمره تمثل قفزة نوعية مقارنة بالفرقاطات والكورفيتات القديمة التي اعتمدت عليها بيونغ يانغ لسنوات.
وأوضح تحليل صور فضائية وتصاميم مرصودة أن المدمّرة، التي تقدر إزاحتها بين 5,000 و5,500 طن، تتميّز ببنية علوية مزدوجة الطوابق وميزات لتقليل كشف الرادار، إضافة إلى منصات إطلاق عمودية متعددة الخلايا في مقدمة السفينة ومؤخرتها قد تسمح بتحمل نحو 64 إلى 76 صاروخًا إذ لم تعلن بيونغ يانغ رسميًا تفاصيل التسلح.
ويشير المراقبون إلى أن وجود خلايا الإطلاق العمودية يفتح احتمال توافقها مع منظومات صاروخية بعيدة المدى، وهو ما قد يتيح توجيه ضربات من المياه الدولية لمسافات بعيدة تشمل أجزاء من اليابان وكوريا الجنوبية وربما قواعد أمريكية في المحيط الهادئ، حال تطابق المنظومات مع صواريخ يُزعم أن مدى بعضها يتجاوز 1,500 كيلومتر.
كما رصد المحلّلون منظومة دفاع قريب من نوع “CIWS” شبيهة بنظام “AK-630” الروسي على الطوابق العلوية، في حين يُفترض أن المدفع الرئيسي يعادل مدفعًا بحريًا بعيار 127 ملم مناسبًا لمهام مهاجمة أهداف بحرية وقصف ساحلي.
أما منظومة الدفع فتبقى غامضة إلى حدّ كبير؛ وبالنظر إلى تاريخ بيونغ يانغ في تصنيع توربينات بحرية متطورة، يرى معظم المحللين أن المدمر قد يعتمد على محركات ديزل تقليدية، ما قد يقيد سرعته ونطاق عملياته مقارنةً بمدمرات مزودة بدفع غازي أو توربيني، لكنه لا يمنع التنفيذ العملي لمهام دورية في المياه الإقليمية وفي بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وربما أبعد من ذلك عند توفر سفن إمداد لوجستية.
ويُرجّح أن يضع نشر سفينة قادرة على الضربة الاستراتيجية ضغوطًا جديدة على سياسات الأمن البحري لدى كوريا الجنوبية واليابان، ويستدعي إعادة تقييم عقائد الرصد والدفاع، خاصة في ما يتعلق بكيفية التحديد والتقييم الآني للتهديدات الصاروخية قبل اتخاذ قرار الاعتراض أو إطلاق النيران.
وعلى الرغم من قدرة بعض فرقاطات ومدمرات الحلفاء المزودة بمنظومات متقدمة مثل “إيجيس” على اكتشاف الصواريخ البحرية، تبقى التحديات الفنية والعملياتية بما في ذلك التحديد في الزمن الحقيقي والتأكيد الآمن للتهديد عوائق رئيسية أمام إعطاء رد فعلي فعال في المواقف الحرجة.














