ذكرت معلومات أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصل مساء الأربعاء 2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى المغرب، في زيارة خاصة وغير معلن عنها رسميًا.
وحطّت طائرة خاصة من طراز بوينغ 747 ـ 400 بمطار مدينة مراكش المنارة الدولي، كانت تقل ولي العهد السعودي وعددًا من مرافقيه، من بينهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، الذي شوهد برفقته لحظة النزول من الطائرة.
وبحسب معطيات موقع “الجريدة”، فإن هذا هو الظهور الأول للحريري إلى جانب بن سلمان منذ اللقاء الذي جمعهما في 10 نيسان من العام 2018 مع ملك المغرب محمد السادس في العاصمة الفرنسية حيث كان الحريري يحضر مؤتمر “باريس 4″، بينما كان ملك المغرب في فترة نقاهة في باريس بعد عملية جراحية في القلب، وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد توقّف في باريس في طريق عودته إلى السعودية من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الحريري قد أعلن انسحابه من الحياة السياسية في لبنان في 24 كانون الثاني 2022، وترسّخت قناعة أن انسحابه كان بمثابة إقصاء سياسي بقرار من السعودية هي التي فرضت عليه الابتعاد، ثم فرضت لاحقاً منعه من الترشح للإنتخابات النيابية، وكذلك منع تيار “المستقبل” من خوض الانتخابات النيابية ترشيحاً أو دعماً لأحد.
وأقام الحريري في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات، وفق تفاهم سعودي ـ إماراتي غير معلن، وزار بيروت 4 مرات منذ مغادرتها، وكانت زياراته تقتصر عدة أيام في محطة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط.
وفي حال صدقت الأخبار عن هذه الزيارة، فإن ظهور الحريري إلى جانب بن سلمان سيكون له ترددات سياسية في لبنان، خصوصاً في الانتخابات النيابية المقبلة، ما قد يفتح الطريق أمام عودة الحريري وتيار “المستقبل” إلى العمل السياسي.
أما بالنسبة إلى المغرب، فإنه هذه الزيارة الخاصة هي الأولى من نوعها منذ اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان بالملك محمد السادس في العاصمة الفرنسية باريس سنة 2018، ما يفتح الباب أمام تأويلات عديدة حول خلفياتها وتوقيتها، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة والعلاقات الأخوية التي تجمع المملكتين المغربية والسعودية.
ورغم غياب أي إعلان رسمي من الجانبين المغربي أو السعودي، فإن مصادر محلية أكدت أن الوفد المرافق لولي العهد يقيم بأحد المنتجعات الفاخرة بالمدينة الحمراء، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور لافت لعناصر الحراسة الخاصة.
ورأى مصدر مغربي أن زيارة بن سلمان إلى المغرب تأتي في وقت تستضيف فيه مدينة العلا السعودية جلسة بعنوان “مسار السلام بين فلسطين وإسرائيل”، ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن، بمشاركة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان – نويل بارو.
وأضاف المصدر أن هذه الزيارة “تندرج ضمن تحركات تهدف إلى تقريب السعودية من الانضمام المحتمل إلى اتفاقيات أبراهام”، في ظل السياق الإقليمي المتغير ومساعي الرياض لتعزيز موقعها الدبلوماسي في المنطقة.
لكن مصادر مغربية أخرى ربطت بين زيارة بن سلمان وبين التظاهرات في المغرب ضد الملك محمد السادس، ورأت في الزيارة دعماً سعودياً مباشراً لملك المغرب في مواجهة التحديات التي يتعرّض لها على المستوى الداخلي.














