اندلع حريق ضخم في منطقة الوادي الأخضر، الواقعة بين سهل الميدنة – كفررمان وأطراف عربصاليم، قبل أن يمتد بسرعة إلى أحراج جبل الرفيع ومحيط بلدة سجد، ملتهماً مساحات واسعة من الغطاء النباتي، في كارثة بيئية جديدة تشهدها المنطقة.
وتزامن الحريق مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية من نوع “كواد كابتر”، ما أثار شكوكًا حول ضلوع محتمل في افتعال الحريق، خاصة أن حرائق مماثلة اندلعت في مناطق جنوبية أخرى مؤخرًا، تزامنًا مع وجود طائرات مسيّرة معادية في الأجواء، وسط مخاوف من استخدام مواد شديدة الاشتعال لإشعال الحرائق عمدًا.
تصدّت فرق الدفاع المدني، إلى جانب فرق من اتحاد بلديات إقليم التفاح، واتحاد بلديات جبل الريحان، والهيئة الصحية الإسلامية، وكشافة الرسالة الإسلامية، للسيطرة على النيران، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها الفرق بفعل وعورة التضاريس وغياب الطرق المباشرة، إضافة إلى خطر انفجار القذائف العنقودية غير المنفجرة من مخلفات الاعتداءات الإسرائيلية، والتي انفجرت بالفعل أثناء عمليات الإطفاء دون تسجيل إصابات.
وخلال الليل، وجّهت نداءات عاجلة لأهالي بلدتي كفررمان وعربصاليم للمساهمة بصهاريج المياه والجرارات الزراعية، في محاولة لدعم الجهود الميدانية.
وبعد نحو ست ساعات من العمل المتواصل، نجحت الفرق في محاصرة الحريق وإخماده مع ساعات الصباح، فيما أتت النيران على مساحات واسعة من الأحراج، وأشجار القندول والبلان، والأعشاب اليابسة، في منطقة تعاني أصلاً من تلوث بيئي مزمن بسبب كثافة القصف الإسرائيلي في العقود الماضية.














