“جدري القرود” في لبنان.. لا داعي للهلع؟

/ أمل سيف الدين /

يبدو أن العالم سيشهد من جديد حروباً بيولوجية بڤيروسات مختلفة. فما إن استعاد العالم أنفاسه التي كانت محبوسة بسبب وباء كورونا، وبدأ بفتح معابره وحدوده الجوية والبرية والبحرية، بعد إقفال تام وآخر جزئي دام ما يقارب الثلاث سنوات مع ما رافق ذلك من عزل وحجر، حتى صدمه خبر فيروس جديد يحمل اسم “جدري القرود”.

سارعت منظمة الصحة العالمية إلى عقد اجتماعات طارئة، لمحاولة تلافي تأثيراته في أسرع وقت ممكن، فهل من داع للهلع؟
أجمع الكثير من الأطباء المختصين أن هذا الفيروس لا ينتقل بكثرة من الحيوان إلى الإنسان، وبين الأشخاص، وفي حال انتقاله إلى الإنسان فإن الحالات المرضية عادة تكون غير خطرة.

وأظهرت الدراسات التي أجريت في كندا، أن نسبة الوفيات التي تسببها أقل من 1% من إجمالي الإصابات، ويمكننا القول في الوقت الحاضر إن الخطر ضئيل جدا.

“جدري القرود” ڤيروس ليس جديدًا ويعود تاريخ ظهوره إلى العام 1958 في مستعمرات القرود.

في العام 1970 حددت أول إصابة بشرية بهذا الڤيروس لطفل في التاسعة من عمره في افريقيا.

عوارض فيروس “جدري القرود” هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وألم شديد في العضلات، إضافة إلى الصداع والشعور بالإرهاق والتعب، وتضخم الغدد اللمفاوية، بالتزامن مع طفح جلدي حاد في أنحاء الجسم، يظهر بعد 3 أيام من الإصابة. ويستغرق المصاب بهذا الڤيروس أربعة أسابيع للتخلص منه ولا يحتاج خلال الإصابة إلى رعاية طبية.

نفى الدكتور غسان الأعور، أخصائي في الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، وجود أي حالة مثبتة من جدري القرود في لبنان.

وفي حديث لموقع “الجريدة”، قال الدكتور الأعور: “حالة أو حالتان تم الشك بإصابتهما دون إثبات ذلك”، مشدداً على أن وزارة الصحة لديها علم بهاتين الحالاتين وتلاحقهما وتتابعهما”.

وفي ما يتعلق بانتشار المرض في لبنان، أضاف الأخصائي في الأمراض الجرثومية: “نعم، إنني أتوقع أن المرض سينتشر وبسرعة، فالى يومنا الحاضر، أصبح عدد البلدان التي انتشر بها المرض 16 بلدًا، وفي نهاية الأسبوع سيتضاعف عدد المصابين لديهم لأن المرضى الحاملين للفايروس قد اختلطوا باجتماعات أو لقاءات كثيفة مع أشخاص آخرين إن كان في بريطانيا أو بلجيكا أيضا”.

تابع الدكتور الأعور: “للأسف أنه حصل انتشار أكبر للفيروس ضمن الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال الآخرين خاصة في بلجيكا”.
عن الاستعدادات في لبنان، كشف الدكتور أعور أنه “أصبح لدى الطواقم الطبية حساسية من فيروس كورونا”، لافتاَ الى أن “هناك إجراءات علينا اتخاذها، ولكن بذات الوقت الطواقم الطبية متعبة ومرهقة من كورونا، ولم نلجأ لتطبيق إجراءات قاسية، فيمكننا أن نأخذ احتياطاتنا من أي حالة مشتبه بها تفاديا للعدوى.”

وأوضح أنه “حتى هذه اللحظة الاستعدادات ما زالت ضئيلة، ولكن وزارة الصحة طلبت الفحص التأكيدي الذي يثبت إصابة المريض بجدري القرود، لأن الطفرة التي تظهر في جدري القروض أحيانًا يمكن أن تكون مغايرة قليلًا للطفرة العادية المعروفة بمرض الجدري.. فلذلك يجب على الأطباء عدم التسرع في الإعلان عن الحالات المصابة قبل التأكد”.

وبالنسبة للحالات المشكوك بأمرها، قال الدكتور الأعور إنه “من الواجب عزلها بنسبة معينة واستعمال الكمامات لدى الأشخاص الذين تظهر عليهم الحرارة وبعض العوارض، مشيرًا الى ضرورة إعادة فرض التباعد، والأهم من كل هذا هو غسل اليدين بشكل دائم”.
في وقت سابق، نفى وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض “وجود حالات مؤكدة لجدري القرود في لبنان حتى الآن”، مشيراً الى “أنه فور اكتشاف أي حالة سيعلن عنها فوراً”.

كما أصدر وزير الصحة توجيهاته لمراقبة المنافذ الحدودية كافة، لا سيما مطار رفيق الحريري الدولي.