هذه الأسئلة، ومثلها الكثير يتداولها الناس. فالبلد وباعتراف الجميع هوى إلى أزمة كبرى معدومة المخارج، واللبنانيون زُجُّوا في قفص مفخخ بسيناريوهات مجهولة تُسقَط عليهم من المهوّلين، والعابثين، والمسترزقين، والنافخين في نار الأزمة، ومحترفي الرقص على الأطلال، وأقلّها يضع البلد على كفّ عفريت، ينذر بضربة قاضية لحاضر البلد ومستقبله.
في الخلاصة، تعدّدت الاحتمالات والسيناريوهات، والضحية واحدة هي البلد وأهله، وفي هذا المأزق المخيف، كلّ الأطراف، ومن دون استثناء أي منها، امام لحظة الحقيقة، وامتحان الوطنية والإحساس بالمسؤولية، والانتصار الجدّي والحقيقي للبلد ومصلحته، فالمسار كما هو واضح في انحدار متسارع وبلا كوابح، والخوف الخوف من أن تسود لغة الشارع التي بدأت تطلّ برأسها من عمق التنافر والتباعد والانقسام.
الواقع اللبناني يهتز، وباب ارتدادات القرارين وما سبقهما ورافقهما وتلاهما من تأييد واعتراض، مشرّع على مصراعيه، فالشارع كما تبدّى في الساعات الأخيرة يسوده غليان خطير يشرّع بدوره الباب على أسوأ الاحتمالات، وأهل الربط السياسي والرسمي بَعّد بينهم القراران، ويكاد لا يكون للثقة مطرحٌ في ما بينهم، وتوزّعوا بين اصطفافين متعاكسين، لكلٌ منهما خريطة طريق انتهجها في هذه المواجهة، وقد لا يتأخّر الوقت والحالة هذه، ليذوب ما تؤكّد عليه الرسائل المباشرة وغير المباشرة بـ«الحفاظ على الشعرة الرفيعة التي ما زالت تربط هذه الخطوط ببعضها البعض»، ويطفو ما يغلي في الصدور على السطح.















