الخميس, ديسمبر 11, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderشاطئ صيدا يهدد الأرواح.. والبلدية "مش عالسمع"!

شاطئ صيدا يهدد الأرواح.. والبلدية “مش عالسمع”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ناديا الحلّاق |

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يتحول شاطئ صيدا الشعبي إلى وجهة رئيسية للمواطنين الباحثين عن متنفس مجاني، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.

لكن ما يفترض أن يكون ملاذاً آمناً لأهالي المدينة وزوارها، بات في الآونة الأخيرة يشهد تكراراً لحوادث الغرق، وسط غياب شبه تام للإجراءات الوقائية، ما يثير موجة قلق وغضب واسعة.

أرواح تُزهق.. وإجراءات غائبة!

تعاني منطقة المسبح الشعبي في صيدا من غياب فرق إنقاذ دائمة ومؤهلة، وعدم وجود تجهيزات طوارئ كافية كعوامات النجاة أو إشارات تحذيرية توضّح المناطق الخطرة. هذا النقص الخطير في عناصر السلامة يحوّل الشاطئ إلى “مصيدة موت” خصوصًا للأطفال والشباب غير المتقنين للسباحة.

الأهالي يطلقون نداءات استغاثة

مع كل حادثة غرق، تتعالى أصوات الأهالي مطالبين بتحرّك سريع من بلدية صيدا والجهات المختصة. تقول إحدى السيدات من سكان المنطقة: “نلجأ إلى الشاطئ لأننا لا نملك مكاناً آخر، لكننا نعيش في قلق دائم على أولادنا. لا يوجد منقذون ولا مراقبة، وهذا أمر غير مقبول”.

وتتكرر المطالب بضرورة تعيين منقذين محترفين، وتجهيز الشاطئ بمعدات السلامة، إلى جانب تنظيم حملات توعية للمصطافين حول قواعد السباحة الآمنة.

بلدية صيدا ترد: المنقذون موجودون.. لكن!

عقب تسجيل عدة حوادث غرق خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدرت بلدية صيدا بياناً توضيحياً قالت فيه: “يتواجد على طول المسبح الشعبي عدد من المنقذين وفق اتفاق مع أصحاب الخيم، وتحت إشراف ومراقبة البلدية للتأكد من كفاءتهم”.

وأشارت البلدية إلى أن حالة البحر يومي السبت والأحد الماضيين كانت غير مناسبة للسباحة، وهي حالة موسمية معتادة، وقد قام المنقذون بتحذير الرواد من الدخول إلى الماء، إلا أن بعضهم لم يلتزم، ما أدى إلى غرق فتاة تم إنقاذها، بالإضافة إلى سبع حالات غرق أخرى تم التعامل معها بنجاح من قبل فرق الإنقاذ”.

وشددت البلدية على ضرورة الالتزام بإرشادات السلامة العامة، محذّرة من مغبة التهاون بها، حفاظًا على الأرواح وصورة المدينة.

تحقيق ميداني: الواقع لا يعكس البيانات

رغم تأكيد البلدية وجود منقذين، فإن من زار الشاطئ مؤخراً لم يلحظ وجوداً واضحاً لأي فرق إنقاذ منظّمة. وقد حاول موقع “الجريدة” التواصل مع البلدية مباشرة للحصول على تفاصيل إضافية، لكن لم يتلقَّ أي رد.

دعوات إلى تحرّك عاجل

المواطنون اليوم يطالبون البلدية بخطة متكاملة وعملية لتأمين الشاطئ تتضمن التالي:

تعيين منقذين مدرّبين بشكل دائم خلال موسم السباحة

نشر إشارات تحذيرية واضحة على طول الشاطئ

توفير تجهيزات طوارئ في أماكن بارزة وسهلة الوصول

إطلاق حملات توعية للسباحة الآمنة والتصرف في حالات الطوارئ

ما يحدث على شاطئ صيدا لا يمكن الاستمرار في التعامل معه كأحداث فردية، بل هو ظاهرة مقلقة تتطلّب تحرّكاً عاجلاً. الإهمال في تأمين الشاطئ لا يُبرّر، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية التي تجعل من البحر المتنفس الوحيد لكثيرين. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان؟ أم نبقى نحصي الضحايا في كل عطلة نهاية أسبوع؟.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img