الخميس, ديسمبر 11, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderسيناريوهات آب: حرب أو لا حرب؟!

سيناريوهات آب: حرب أو لا حرب؟!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| خلود شحادة |

ضجّ الشارع اللبناني بالحديث عن شهر آب، كشهر حاسم في الحرب الاسرائيلية على لبنان.

لا يرتكز هذا الحديث على معلومة موثوقة، إنه أشبه بتنبؤات وتوقعات وتكهنات وتحليلات واجتهادات، مبنية على قراءات لبعض التصريحات الأميركية، التي تعتمد مبدأ “ضربة على الحافة وضربة على المسمار”، فتعطي بعض الإيجابية حيناً.. والكثير من التهديد أحياناً أخرى.

لكن الملفت في الأمر، أن الشارع اللبناني، وتحديداً المؤيد للمقاومة، لم يصدّق “الإيجابية” الأميركية التي بثها توم برّاك خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين. فالخديعة الأميركية، وإن انطلت على الدولة اللبنانية، لم تعد تنطلي على اللبناني وهو غير قادر على تصديق هذه الأكاذيب، وعلى مقربة من ذكرى اغتيال فؤاد شكر الذي حصل بعد تطمينات أميركية عالية السقف.

لكن، على الرغم من كل ذلك، تبقى هناك قراءات واقعية لبعض المعطيات السياسية والأمنية، تُشير إلى سيناريوهات محتملة قد يحملها شهر آب، وهو الشهر الذي اعتاد اللبنانيون أن يترقّبوا فيه مفاجآت غير محسوبة في السنوات الماضية.

وبين التهويل والتطمين، تبرز ثلاثة سيناريوهات محتملة قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة:

السيناريو الأول: حرب شاملة؟

يعرف بنيامين نتنياهو أنه سيواجه مأزقاً وجودياً بعد انتهاء حرب غزة، في ظل حاجته للبقاء في موقعه أمام تهديدات محاكمته، مما قد يدفعه لشن حرب شاملة على لبنان، تشبه إلى حدٍّ بعيد عدوان أيلول، تقيه شر السجن والمحاكمة.

لذا، قد يلجأ نتيناهو إلى شن حرب على لبنان، للضغط من جهة على الدولة اللبنانية لدفع “حزب الله” باتجاه تسليم سلاحه تحت النار، ومن جهة أخر تمنح نتيناهو حماية من المحاكمة، خصوصاً أن حربه مع إيران مكلفة ومستبعدة، ومع اليمن لم تقدم أي خدمة داخلية، وسوريا اليوم مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، وتتمتع بالحماية الأميركية طالما أنها بدأت مسيرتها بوعد التطبيع.

ولكن، ما يجعل من الحرب الشاملة قرار مستبعد هو التالي:

– “إسرائيل” استنزفت جميع أوراقها، حيث دمرت “البنى التحتية” لـ”حزب الله”، بحسب زعمها، واغتالت قيادييه من جميع الفئات، وفجّرت مستودعات الأسلحة.. فما هو بنك الأهداف الصهيوني في الحرب المقبلة؟ خصوصاً أن كل أوراق الحزب الجديدة على صعيد الأمكنة والقيادات مجهولة بالنسبة للإسرائيلي!

– ثانياً، يتمتع العدو الاسرائيلي بحرية عمل على كافة الأراضي اللبنانية، بدءًا من استهداف الأفراد وصولاً إلى قصف المناطق اللبنانية جميعها، بذريعة رصد عمل لـ”حزب الله”، فلمَ يخدل في حرب مكلفة جداً؟

هذا الطرح، يرفع من احتمال الاجتياح البري للبنان، ووصوله إلى نقطة جديدة لم يحققها خلال حرب الشهرين.

الإجتياح إن حصل، سيدفع بالمقاومة الشعبية الى استنهاض نفسها من جديد لتدافع عن قراها، وقد بدأت شراراتها مع بيان أهالي بلدة عيتا الشعب الحدودية.

السيناريو الثاني: ضربات قوية على الضاحية

ثمة احتمال أن تشهد الضاحية الجنوبية قصفاً مفاجئاً وقوياً، قد يؤدي إلى مجازر فعلية بين المدنيين. الهدف من هذا التصعيد هو الضغط على الدولة اللبنانية والحكومة، عبر دفع الرأي العام للمطالبة بسحب السلاح على أساس أنه أدى إلى هذه الكارثة.

ما يدعم هذا الطرح، التهديدات الأميركية الصريحة التي قالت إن الغارات الصهيونية مستمرة طالما لم يتم تسليم السلاح. في المقابل زعم جيش الاحتلال في بيان له أنه رصد إعادة بناء مصانع مسيّرات في الضاحية الجنوبية، محاولاً تجميع الذرائع قبل ضربته الكبرى!

لكن هذا السيناريو يتناقض مع واقع التزام “حزب الله” بقرار وقف إطلاق النار، ما يجعل حصول عمل كبير من دون رد فعل مضاد أن يُدين “إسرائيل” ونتنياهو أمام المجتمع الدولي، ويعقد الأمور أكثر على المستوى السياسي والدبلوماسي.

السيناريو الثالث: فتح جبهة الشرق وفتنة داخلية

السيناريو الأكثر خطورة يتمثل في فتح جبهة شرق لبنان، من خلال دخول عناصر مرتبطة بالنظام السوري الجديد والجهات المتطرفة الداعمة له، ما قد يؤدي إلى حرب شوارع وفتنة سنية – شيعية داخلية تُضعف الشارع اللبناني وتُدخله في دوامة صراعات مستمرة.

هذه الفتنة قد تدفع الأحزاب اللبنانية إلى استخدام سلاحها داخل البلاد، ما يعيد “حزب الله” إلى “خانة اليك” باستخدام السلاح في الداخل، ويزيد الضغوط على تسليمه، ويُعمّق أزمة الدولة اللبنانية من حيث تفكك السلطة الأمنية والسياسية.

تبقى هذه السيناريوهات محتملة وسط أجواء ضبابية يخيّم عليها غياب الوضوح، وتعقيد الصراعات الإقليمية والمحلية. ومع أن بعض السيناريوهات تبدو مستبعدة أو متناقضة، إلا أن توقع الأسوأ واجب وطني، في ظل التعامل مع عدو مستشرس ورئيس حكومة يتعطش للدماء لحماية كرسيّه، وهو الذي يعمل على قاعدة “يا قاتل يا مقتول”!

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/Ehc1NGyVORWJ7prOx0lUgD

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img