| رندلى جبور |
يتبارى المسيحيون على مَن يتفوّق في التصويب على المقاومة وسلاحها أكثر. منهم التحاقاً بالترند، ومنهم التحاقاً بما يريده الأميركيون، إما لأنهم أصلاً أذناب المشروع، وإما لأنهم ظنوا أنه انتصر فيريدون اللحاق به، ومنهم لأنهم ينجرّون خلف “الماشي” ولا يلتفتون إلى عناوين هامة بأنفسهم.
وكأن جعبة المسيحيين فرغت من القضايا الحقيقية والعناوين.
فيا أيها المسيحيون، الخطر عليكم ليست المقاومة ولا سلاحها. فتلك المقاومة حاربت إلى جانب الجيش اللبناني في “فجر الجرود” لئلا يدخل المتطرفون عليكم. وهذا هو الخطر الحقيقي اليوم أيضاً.
متطرفو الجولاني و”تحرير الشام” و”النصرة” و”داعش” هم الخطر.
الشيعة لا يكفّرونكم، بينما هؤلاء المتطرفون يفعلون.
“حزب الله” لم يستخدم السلاح لا ضدكم ولا ضد الجيش اللبناني فيما هؤلاء فعلوا.
أبناء الحزب هم أبناء هذا الوطن، أما الآخرون فهم مرتزقة من الشيشان وأفغانستان وباكستان والإيغور وجَلَب لا يجمعهم إلا التلذذ بالأكباد.
المقاومة هي وليدة شعب لبناني عشنا ونعيش معه بسلام ومشتركات لا تُحصى، بينما الجماعات التكفيرية آتية من حيث لا يشبهنا ولن نشبهها يوماً.
حزب الله هو من سلالة دينية تقدّس مريم، وتعيش مع الآخر، ولا تمارس جهاد النكاح ولا تحلم بحوريات الجنة إذا قتلتنا.
لا تضيّعوا العنوان لئلا تضيعوا.
انسوا سلاح الحزب، فهو لم ولن يوجّه إليكم. اتركوه وشأنه. هو يحمي الحدود وموجّه للعدو لئلا نصبح مثل سوريا: ألف قسم وبلا قوة عسكرية وبتسليم مطلق، ومع ذلك “إسرائيل” مستمرة في عملياتها وتوسّعها حتى دمشق. وركّزوا على الخطر الحقيقي: على حدودكم آلاف الحاملين السلاح والحاملين فكرأً يكفّركم ويرغب في قتلكم، وبين النازحين تسلّل إرهابيون وهم جاهزون.
لا تلتهوا بقضايا كاذبة، قضيتكم من أجل الحفاظ على وجودكم هي التكفيريون والتقسيم، ومن يدعمهما، وتعرفونهم جيداً.
كفى ركضاً وراء شعارات مضللة. اعرفوا قضيتكم واصنعوا لها شعارات ونضالاً. لا تنجروا خلف عناوين مصنّعة ومرسلة لكم بالبريد السريع، شعوب لبنان أدرى بقضاياها.














