كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، عن تصاعد الغضب داخل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب ما وُصف بـ”تجاوز الخطوط الحمراء” في الملف السوري، وسط تحذيرات من أن صبر ترامب يوشك على النفاد بعد سلسلة تصرفات وُصفت بـ”المتهورة والمربكة”.
وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض لموقع “أكسيوس” الأميركي، أن نتنياهو بات “خارج السيطرة”، ويتصرف كـ”مجنون” و”طفل يرفض الانصياع”، مُعتبرين أن سلوكياته الأخيرة تقوّض ما يسعى ترامب لتحقيقه في المنطقة.
وصرح مسؤول أميركي بارز، قائلًا: “نتنياهو يهدد جهود ترامب لإعادة ترتيب أوراق المنطقة”.
وعلى صعيد مُتصل، كشف 6 مسؤولين أميركيين أن الثقة داخل إدارة ترامب تجاه نتنياهو بدأت تتآكل، واصفين إياه بالمتهور والمربك.
وقال أحدهم، إن “نتنياهو يتصرف بعناد طفولي، وأحيانًا بلا منطق”، في حين باتت الدوائر القريبة من ترامب تنقل إليه شكاوى مُباشرة من كبار مساعديه، مع تصاعد القلق من تأثير سياسة نتنياهو على المصالح الأميركية.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأميركي، فقد شكّل القصف الإسرائيلي المفاجئ على سوريا ضربة غير متوقعة للبيت الأبيض، كما قال مسؤول أميركي: “إن ترامب لم يتقبل فكرة أن يرى على الشاشات قصفًا في بلد أعلن خطة لإعادة إعماره”.
وأكد الموقع ذاته، أن وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو تدخل لاحتواء التصعيد، مُطالبًا نتنياهو بوقف القصف في سوريا، وهو ما تم بعد تعهد بانسحاب الجيش السوري من منطقة السويداء، ورغم التهدئة، فإن الانزعاج الأميركي ظل قائمًا بسبب تعنت نتنياهو ورفضه التنسيق مع إدارة ترامب.
وكشف مسؤولون لـ”أكسيوس” أن المبعوثَين الأميركيَين إلى سوريا، توماس براك وستيف ويتكوف، تقدما بشكاوى مُباشرة لترامب ضد نتنياهو، معتبرين أن دوافعه الأخيرة “داخلية بالأساس”، في إشارة إلى ضغوط الأقلية الدرزية في “إسرائيل”، ومراهنته على مكاسب سياسية قبل أي اعتبارات استراتيجية.
وقال أحد كبار مساعدي ترامب: “إن أجندة نتنياهو السياسية باتت تُغلب على قراراته.. وهذا خطأ استراتيجي سيدفع ثمنه”، فيما أشار آخر إلى أن “الإسرائيليين لا يدركون حجم الضرر الذي لحق بصورتهم داخل البيت الأبيض خلال الأيام الماضية”.
في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي رفيع دهشته من ردّ الفعل الأميركي، مُوضحًا أن تدخل “إسرائيل” جاء لحماية الدروز في سوريا، بناءً على معلومات استخباراتية، واعتبر أن واشنطن لا تفهم حساسية القضية، مُتهمًا إدارة ترامب بالتناقض في موقفها من التدخل الإسرائيلي.
وردًا على المبررات الإسرائيلية، شدد مسؤول أميركي بارز، على أن من يُحدد مستقبل سوريا هم السوريون، وليس الحكومة الإسرائيلية، مُحذرًا من أن استمرار سياسة القصف سيقود إلى زعزعة استقرار سوريا، ويضر بمصالح كل من “إسرائيل” والدروز معًا.
وذكّر الموقع الأميركي، بأن هذه ليست المرة الأولى التي يُغامر فيها نتنياهو بثقة ترامب؛ فقد سبق أن ضغط على إدارة ترامب لتصعيد المواجهة مع إيران، ونال دعم ترامب حينها، كما مارس ضغوطًا لإنهاء الحرب في غزة بشروطه، رغم رغبة ترامب في التهدئة.
لكن في الملف السوري، يعتقد مسؤولون أميركيون أن رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على إمكانية التصعيد دون ثمن، بلغ نهايته، وأعرب أحدهم قائلا: “إن صبر ترامب وحظ نتنياهو يوشكان على النفاد”.
وتكشف الكواليس، أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تمر بمنعطف دقيق، حيث بات الأخير يُنظر إليه من داخل واشنطن كحليف مُقلق لا يمكن التنبؤ بسلوكياته، ما قد يؤثر على المعادلة الإقليمية بأكملها، ويهدد بانفجار أزمات جديدة في حال لم يُضبط إيقاع “إسرائيل” العسكري والدبلوماسي في سوريا.














