
على إيقاع القنابل والصواريخ الايرانية/ سقطت هيبة الردع الإسرائيلية في بئر السبع/ وسقط معها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مأزق بفعل انتقال مفاعيل العدوان الذي بدأه الى عمق الكيان الإسرائيلي//
إيران التي بدأت تكشف رويداً رويداً عن قدراتها الصاروخية/ وجّهت اليوم رسائل سياسية وعسكرية/ وتوعّدت بمفاجأة إستراتيجية/ فطالت هجماتُها اليوم “حديقة الفضاء السيبراني” في بئر السبع/ والتي تضمّ أهم المواقع العسكرية والسيبرانية الإسرائيلية النشطة/ ومنها: وحدة الاتصالات الحاسوبيّة/ ومدينة الاتصالات والاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال//
الصاروخ الإيراني الذي كان يحمل رأساً متفجرا وزنه أكثر من 300 كيلوغرام/ بحسب الاعلام العبري/ فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه/ مما خلف عشرات الإصابات/ ووقوع أضرار في منازل المستوطنين واحتراق سيارات عدة/ وإغلاق شركة القطارات الإسرائيلية محطة بئر السبع//
ضربة نجحت في تظهير الصدمة والترويع في صفوف المستوطنين في الأراضي المحتلة/ والذين يراودهم الشكّ حول مصير الحرب الحالية الذي يرتبط الآن بنزوة رئيسٍ أميركي متقلب ومتراجع/ بحسب صحيفة هآرتس العبرية/ التي قالت: إذا قصف ترامب فربما سيكون انتصارا/ وإذا لم يقصف /فستشن إسرائيل حرباً عبثية أخرى/ زائدة وأخطر من سابقاتها//
وخلصت الصحيفة العبرية إلى القول: لنا حساب طويل مع الأكاذيب وأهداف حرب نتنياهو المفبركة/ ومعرفة أن حياتنا في يد كاتس وبن غفير وسموتريتش/ تُضر بالمناعة الوطنية وتُقوض معنويات الجنود/ فَكِّروا في ذلك: هذه نماذج في يدها قنبلة نووية يا الله//
على الخط الموازي/ تبدو الجهود الديبلوماسية في سباق محموم مع الحرب الدائرة/ وهو ما يُترجَم في الاجتماع الذي عقد وزراء الترويكا الاوروبية/ مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مدينة جنيف/ وقد طرح فيه عرض تفاوضي شامل أعلن عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون/ يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل ما أسماه الفصائل المسلحة في المنطقة//
وانتهى الإجتماع على تعليق المفاوضات إلى حين العودة إلى المرجعيات / فيما أكد عراقجي بعد الإجتماع أن لا نقاش حول القوة الصاروخية الإيرانية ولا حوار تحت النار//.
وفي الانتظار/ لبنان المتموضع منذ أسبوع على خطّ الرصد الحذر لمشهد الحرب في المنطقة/ جزم رئيس مجلس نوابه نبيه بري/ أن لبنان لن يشارك في الحرب 200 بالمئة/ لأن لا مصلحة للبنان بذلك/وهو التقى اليوم وفداً من السفارة الايرانية//
ميدانيا/ لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية/ حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية معادية/ سيارتين في العباسية والهبارية/ فيما نسفت قوات الإحتلال منزلين في كلٍّ من حولا وميس الجبل//
![]()
فرصة اخيرة قبل قرار دونالد ترامب.
هكذا يمكن وصف محادثات الساعات الاخيرة في جنيف بين ايران وعدد من الدول الاوروبية، التي انعقدت على وقع تصعيد اضافي، ومزيد من التهديدات المتبادلة بين طهران وتل ابيب.
وفي وقت تفاوتت التفسيرات في شأن اشارة الرئيس الاميركي امس على لسان المتحدثة باسم البيت الابيض الى أنه سيتخذ قراره في شأن المشاركة في الحرب من عدمها خلال اسبوعين، بدا واضحاً للمتابعين ان واشنطن تمنح الجانب الاسرائيلي بشكل غير مباشر مهلة طويلة نسبياً لإنجاز ما يمكن إنجازه على المستوى الميداني.
اما مجلس الامن الدولي، فشهد اليوم تأكيداً لمواقف الافرقاء، فيما حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استهداف المنشآت النووية الايرانية، نظراً الى الاخطار الكبرى التي يمكن ان تنجم عن ذلك.
وفي لبنان، جلسة لمجلس الوزراء واكبت التطورات، في وقت يبدو واضحاً تعليق كل الملفات والمسارات في انتظار بت النزاع الاقليمي بالغ التأثير في لبنان، هذا مع العلم ان موقف الامس للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اثار سلسلة تعليقات، اكثرها سلبي، فيما وصفه زوار الرئيس نبيه بري بالمبدئي، ناقلين عن رئيس مجلس النواب تأكيداً بأن حزب الله لن يشارك في الحرب.

بشعبٍ صامدٍ و وعدٍ صادقٍ طوَّقَت الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةْ خِياراتِ اعدائها، وأحكمَت على الميدانِ قراراتُ رجالِها..
تظاهراتٌ مليونيةْ عمَّت طهران والمدنَ الايرانية.. تردَّدَ صدى صيحاتِ شبانَها ونساءَها وشيوخَها في غرفِ الاجتماعاتِ السياسيةِ والعسكريةِ بالولاياتِ المتحدةِ الاميركية والعديدِ من الدولِ الغربيةْ، وترجمَتُها أنَّ الموقفَ الايراني واحدٌ بشعبٍ واعٍ وقيادةٍ حكيمةٍ وصواريخُ دقيقةْ.. أطبقَت جميعُها على المعتدي الصهيوني وخياراتِ سيدِهِ الاميركي، عسى انْ يفهمَ هؤلاء المجرمون المكابرون من يُقاتلون، قبلَ فواتِ الاوان .
ومع الموقفِ السياسي الايراني الذي عبَّرَ عنه رئيسُ الجمهوريةْ من طهران و وزيرُ الخارجيةْ من جنيف بأنَّه لا تراجعَ عن الحقوقِ ولا استسلامَ ولا مفاوضاتْ تحتَ النار، كان تعبيرُ الاعلامِ العبري عن صعوبةِ موقفِ حكومتِهِم وجيشِهِم رغمَ غزارةِ النيرانِ على ايران بفعلِ الدعمِ الاميركي اللامحدود على شتى المستويات، لانَّ ايران تعرفُ تماماً اينَ تطلقْ نيرانَها وماذا تضربْ، بحسبِ الاعلامِ العبري.. وقادةُ تل ابيب لا يعرفون ماذا يفعلون وهم بانتظارِ الموقفِ الاميركي للدخولِ المباشرِ في الحربِ وانقاذِهِم من ورطَتِهِم.
دخولٌ إنْ حصلَ قد يساعدُ حكومةَ نتنياهو بالهجومْ لكنَّه لن يحمِيها من الصواريخِ الايرانية لأنَّه قد أعطاها كلَ ترسانَتِهِ الممكنةْ ولم تتمكَّنْ من صدِ الصواريخِ المتنوعةْ وأجيالِها المتعددةْ التي تصيبُ الاهدافَ العسكريةَ في عمومِ الكيانْ ومراكزِ صناعاتِهِ العسكريةِ و مقراتِ القيادةِ والتحكّم، ومراكزِ التخطيطِ للاعمالِ الشريرةِ التابعةِ لهذا الكيانْ، كما أعلنَ الحرسُ الثوريُ الايراني.
ومع تجديدِ الاعلانِ الروسي الصيني عن خطورةِ أيِ تورطٍ اميركي، والحديثِ الاوروبي المباشرْ مع عباس عرقجي في جنيف، وتحذيرِ الوكالةِ الدوليةِ للطاقةِ الذرية ومجلسِ الامن الدولي من خطورةِ انزلاقِ الامورْ، كان العديدُ من شعوبِ المنطقة واحرارِها من اليمن الى العراق فلبنان ودولِ المغربِ العربي واميركا اللاتينية وبعضِ الدولِ الاوروبيةْ يتظاهرون لرفضِ العدوانِ الصهيوني.
اما حزبُ الله فقدْ اختصرَ الموقفَ عبرَ امينِهِ العامْ سماحةْ الشيخ نعيم قاسم بالامسْ أَّننا لسنا على الحياد،
ولذا نعبِّرُ عن موقِفِنا الى جانبِ ايران وقيادتِها وشعبِها، ونتصرفُ بما نراه مناسباً في مواجهةِ هذا العدوانِ الاسرائيلي الاميركي الغاشم.

ككلِ الحروب، يُعتقد للوهلةِ الأولى أن المسألةَ عمليةُ اغتيالٍ أو ضربةٍ نوعية، ليتبيَّن لاحقًا أنها بدايةُ حرب.
وغالبًا ما يحدثُ هذا الأمر في بلدانِ الشرق الأوسط، وما يَجري حاليًا بين إسرائيل وإيران ينطبق عليه هذا التوصيف: حربٌ بين بلدين المسافةُ بين حدودهما تزيدُ في بعضِ المناطق عن الألفي كيلومتر، وهي حربٌ جديدةٌ في المنطقة. فللمرةِ الأولى تخوض إسرائيل حربًا بعيدًا من حدودها.
كانت حروبها مع التي لها حدودٌ معها، من مصر إلى الأردن إلى سوريا إلى لبنان، ومع الداخل الفلسطينيّ.
اليوم حربٌ مع إيران. والجمهوريةُ الإسلامية خاضت بالمباشر، مع جارها العراق، أما مع الآخرين فكانت عبر الأذرع، واليوم بالمباشر مع إسرائيل.
اليوم يصعُب توقع نهاية هذه الحرب، فإذا كان المؤشر يُستشف من واشنطن ، وتحديدًا من الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب، فإن الأخير يُطلق ألغازَه ويترك للعالمَ أن يفسِّر، وقبل أن يُنهي العالمَ التفسير، يعاجلُه ترامب بلغزٍ جديد.
اقتنص ترامب scoop التطورات من نتنياهو، فأصبح الشرق الأوسط ينتظر طوالَ النهار لتستفيقَ أميركا ويبدأ نهارَها ، ليستمع إلى ما سيقوله ترامب ويُبني على الشيء مقتضاه.
واشنطن عالقةٌ في المنتصف، بين إدانةٍ من ايران وإشادةٍ من إسرائيل. وزيرُ الخارجية الإيرانيّ ندد بالهجمات الإسرائيلية على بلادِه معتبرًا أنها “خيانةٌ” للجهود الدبلوماسية التي كانت تُبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكدًا أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان الى “اتفاقٍ واعد” في شأن البرنامج النوويّ الإيرانيّ.
ومن المؤشرات على أن الميزان يميلُ إلى استمرارِ الحرب، أن الكثيرَ من الدول تُجلي رعاياها من إيران ومن ابرزِها اوستراليا والنمسا والصين وفرنسا والمانيا وإيطاليا واليونان، وفي السوابق أن دولاً كثيرةً كانت تُجلي رعاياها بعد مؤشراتِ الحرب.
![]()
وفي اليوم السابع/ انشَطرتِ الرؤوسُ الدبلوماسية بين نيويورك وفيينا/ وتَقدمت إيران بهدفٍ صاروخي مقابلَ صفر اعتراضٍ إسرائيلي وغيابٍ تام للقِبة الحديدية وأخَواتِها من أنظمة الدفاع// من بئر السبع والصاروخ “الشبح”، جرى تفعيلُ المعادلةِ رَدعاً وعِقاباً/ وبها قَطعَت إيران تذكِرَةَ الذهابِ إلى جنيف لتفاوِضَ برؤوسٍ متفجرة/ والتفاوضُ بالنار جرى على خَرَسانة قصفٍ مركّب من الصواريخ بعيدةِ المدى والثقيلةِ جداً التي استَهدفت قواعدَ عسكريةً وأمنيةً وتكنولوجيةً اسرائيلية ومكاتبَ حكوميةً ومُجمّعاتٍ لشركاتٍ في حيفا عاصمةِ إسرائيلَ الاقتصادية/ قابَلتها تل أبيب بقصفِ مِنصاتٍ لإطلاق الصواريخ في وسطِ وغربِ طهران طال الأمنَ الداخلي بالعاصمة معَ دويِّ انفجاراتٍ في أهواز واغتيالِ عالِمٍ ايراني في عمليةٍ نُفذت عبر طائرةٍ مسيرة// ومن المَيدان الملتهب والضربِ من تحت الحِزام/ اجتمعتِ الترويكا الأوروبيةُ زائدأ طهران في فيينا/ وفي كلمتِه الافتتاحية دافعَ وزيرُ الخارجية عباس عراقجي عن حق بلاده في الدفاع عن سيادتِها واضعاً كلَّ مَحفلٍ دولي وأممي أمام مسؤولياتِه في معاقبة الجُناة/ وقال: لا يمكنُ أن نسمحَ لإسرائيل وداعميها بقلب الأمور// وفي جولة رسم خريطة التفاوضِ الأوروبية الإيرانية قال مصدرٌ دبلوماسيٌّ أوروبي إنَّ الترويكا نَقلت رسالةً أميركية واضحة إلى إيران مفادُها أن إسرائيل لن توقِفَ هجَماتِها ما لم تلتزمْ إيران بوقف تخصيبِ اليورانيوم/ في حين ابدت ايران مرونةً في التعاطي مع قضية التخصيب/ وهي لن ترفعَ الرايةَ البيضاء وفي الوقت عينِه لن تطلِقَ النارَ على نفسها، وتَسيرُ في خطينِ متوازيين: الصمودُ في الحرب والذهابُ إلى التفاوض/ وعلى هذين الخِيارين أعادت إحياءَ مفاوضاتِ جنيف مع الجانبِ الأوروبي ورَفضتِ التفاوضَ مع الأميركي تحت النار// وعلى النار التأمَ مجلسُ الأمن الدولي بمواجهةٍ دبلوماسية ايرانية اسرائيلية/ وفي إحاطتِه قال مديرُ الوَكالة رفائيل غروسي او “فتيلُ الحربِ الاول” إنَّ التأكدَ من أنَّ إيران لن تحصُلَ على سلاح نووي قد يشكلُ أساسا لإبرام اتفاق/ وأضاف أنَّ الهجَماتِ على إيران تسبّبت بتدهورٍ كبير للأمنِ والسلامة في المُنشآتِ النووية في إيران// الأمينُ العامُّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي افتَتح الجلسة قال إن إيران أعلنت مِراراً عدمَ سعيِها لامتلاكِ سلاحٍ نووي/ وإذ دعا طرفَي النزاع الإسرائيلي الإيراني إلى إعطاء فرصةٍ للسلام حذر من أن اتساعَ نطاقِ هذا النزاع قد يُشعِلُ بَرميلَ بارود لا يمكنُ لأحدٍ السيطرةُ عليه// وفي الدُّفوع الشكلية اتَّهم مندوبُ إيران إسرائيلَ بانتهاك القانونِ الدولي وارتكابِ جرائمِ حرب / وقال إنَّ اكاذيبَ ممثلِ النظامِ الإسرائيلي وحلفائه الغربيين لم تعُدْ تُجدي لتبريرِ جرائمِه البشعة// وكالغارةِ والصاروخِ المتفجّر ظَهَرَ المندوبُ الاسرائيلي داني دانون بصورةٍ طَبْقَ الاصلِ عن اداءِ حكومتِه الذي يَلفظُ ناراً/ ادعى المندوبُ الاسرائيلي انَّ كِيانَه هو بلادُ الحضارةِ التي لم تَقصفِ المستشفيات لكنها مستعدةٌ للقيام بدورٍ قذِر نيابةً عن العالم/ وردَّ دانون على نظيرِه الإيراني بالقول: كفى مسرحياتٍ/ انت لستَ دبلوماسياً.. انت ذئبٌ يموّلُ الارهاب/ لقد نَفَدَ صبرُنا وعلى هذا المجلس وضعُ حدٍ لهذه المَهزلة الإيرانية/ واتهم المندوبُ الاسرائيلي حكومةَ ايران بانها حاولتِ اغتيالَ نتنياهو وترامب وأَطلقت صواريخَ على مستشفىً يقدِّم خِدمات للملايين/ وليس هناك ما يهددُ الأمنَ والسِّلم الدوليَّيْنِ أكثرَ من طموحاتِ إيرانَ النووية/ وما بين العدوَّيْنِ اللدودين زَجَّتِ المندوبةُ الأميركية دوروثي شيا بحزبِ الله في المعركةِ الكلامية/ وقالت إنَّ الحكومةَ الإيرانية شَجعتِ الحزبَ على فتح جبهة لبنان/ وهي دَعَت مِراراً إلى تدمير إسرائيل// ومعَ توالي الكلماتِ تمهيداً للتصويتِ على قرارِ وقفِ الحرب/ نَقلت فوكس نيوز عن مسؤولٍ أميركي أنَّ مجموعةَ حاملة الطائرات يو أس أس نيميتز ستصلُ نهايةَ الأسبوع إلى الشرق الأوسط/ كعاملِ ضغطٍ على مُهلةِ الأسبوعين التي مَنحها الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب لنفسه لاتخاذ قرارِ المشارَكة في الحرب من عدمِه/ وعلى الأيام الفاصلة فإنَّ ترامب يَستخدمُ غازَ الأعصاب في الضغطِ على الإسرائيلي والإيراني معاً/ ويمدُّ بعمرِ سياسةِ استنزافِ الطرفَين/ ويمارِسُ ضغطاً نفسياً على تل أبيب قبل طهران بتصريحاتِه المتناقضة ولعبةِ التضليلِ المتزامِنة معَ تراجعِ العملياتِ الإسرائيلية وجلبِ إيران إلى بيتِ الطاعة للتفاوض/ فيقطُفُ النصرَ من بين يدي نتنياهو.














