الثلاثاء, ديسمبر 9, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"رجل السلام".. "قائد حربي"!

“رجل السلام”.. “قائد حربي”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| حسن شرف الدين |

دقّت طبول الحرب.. وليست أي حرب، لتُدخلنا في صفحة جديدة من التاريخ تُكتب أمام أعيننا بمدادٍ نوويّ، لا ورقيّ.

بعد حرب الإبادة على غزة، والعدوان المستمر على الضفة الغربية، وبعد الحرب على لبنان، ثم العدوان على سوريا، والهجوم الصهيوـ أميركي على اليمن، انقضّ “الوحش” الدموي على طهران، بخديعة أميركية – إسرائيلية، كانت طهران ضحيتها الأولى، لتكرّ من بعدها السبحة، ويقع العالم بأسره في لعبة رئيس أكبر دولة في العالم.

كان عنوان حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية: “لا للحروب.. أنا رجل السلام”، بل وذهب إلى المطالبة بحصوله على “جائزة نوبل للسلام”. فاز في الانتخابات، وحاول إظهار دور لإنهاء الحرب الروسية ـ الأوكرانية، و”أنّب” الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي في البيت الأبيض.. لكنه عاد وأعاد له الاعتبار، ومدّه بالأسلحة والذخائر، وأعطى جرعات دعم لاستمار الحرب.

بعد أسابيع، انفجرت حرب مفاجئة بين الهند وباكستان، وهناك شكوك كبيرة حول دور الاستخبارات الأميركية في إشعال فتيل الحرب. ثم انتهت هذه الحرب فجأة بمكالمة من “حمامة السلام” دونالد ترامب.

أما حرب الإبادة في غزّة، فيبدو أنها خارج “أجندة” دونالد ترامب، لأن من ينفّذ الإبادة هو “صديقه” الوفي و”حليفه” المخلص وزوج حبيبته الحميم. ولذلك فإن ترامب لم يقصّر في إرسال آلاف أطنان الأسلحة والذخائر، حتى تلك التي تردّد سلفه جو بايدن في إرسالها إلى “إسرائيل”.

الهجوم المركّب على إيران، كأنه بدأ تم التمهيد له منذ بداية “طوفان الأقصى”، وبعدها الهجوم على حلفاء طهران (حزب الله، سوريا، اليمن)، حتى جاء دور قائد “المحور”، بعدوان يقوده النظام الصهيو ـ أميركي بجملة عادل إمام الشهيرة: “ضربني بوجهه على إيدي”!

لعب نتنياهو وترامب، مع بدء المفاوضات بين واشنطن وطهران، لعبة “المطلّقات”، وتبادل الإثنان الانتقادات العلنية وتسريبات عن خلافات حادة بينهما، ما أعطى محور المقاومة أملًا بأن أيام نتنياهو أصبحت معدودة.

ومع الجلسة السادسة، وبالتحديد في اليوم الـ61 من المحادثات النووية، والتي كانت تسير بنجاح، بحسب تصريحات الطرفين، انتفض نتنياهو وأطلق معركة “الوجود الصهيوني” مع عدوه اللدود، ليكشف، بعد عدوانه الجديد، عن الخديعة التي خطّط لها مع ترامب لضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ولكن، هل يحاول نتنياهو إحراج ترامب بالكشف عن هذه الخديعة؟ هل يحاول “النتن” كسر آخر أمل أميركي في المفاوضات؟
هل هدف العدوان على إيران إجبارها على الكشف عن سلاحها النووي؟

المؤكد من الحرب كلها، أن النظام الصهيو ـ أميركي لم يُحسن الحساب، وجاء الرد من إيران بيد من حديد، بصواريخ أخفقت أمامها الدفاعات الصهيونية.

والمؤكد أيضًا أن إيران هي الأمل الأخير للعرب، فإن خسرت الحرب، سيكون الدور على مصر وسوريا والأردن والعراق، ولن يكون هدف “إسرائيل الكبرى” سيناء فقط، بل الاستيلاء على الأهرامات، وربما النيل.. فهذه عقيدتها المعلنة.

حتى اليوم، يكتفي العرب بأن يكونوا “شاهد ما شفش حاجة”… لكن “اليوم جارك.. بكرا دارك”.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img