الإثنين, ديسمبر 8, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداث"نطنز" تحت القصف: تفاصيل عن منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية!

“نطنز” تحت القصف: تفاصيل عن منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ناديا الحلاق |

شنّت إسرائيل هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وعسكرية إيرانية عدة، كان أبرزها مجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم.
أُطلق على هذه الحملة اسم “عملية الأسد الصاعد”، وجاءت استجابةً لما تراه تل أبيب “تهديدًا وجودياً” يشكله التقدم النووي لطهران. لم تقتصر الضربة على مرافق التخصيب فحسب، بل طالت أيضاً مساكن كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم عدد من الوجوه البارزة في إدارة البرنامج الصاروخي والنووي، ما أسفر عن سقوط شهداء من كبار الضباط وألبس الصراع في المنطقة بعداً شخصياً واستراتيجياً جديداً.

فما هي منشأة نطنز ولماذا استهدفتها إسرائيل؟

موقع وتاريخ إنشاء “نطنز”

تقع منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في قلب سهول محافظة أصفهان، على بعد نحو 250 كيلومتراً من جنوب طهران، وقد أُنشئت على مراحل منذ أعوام أوائل الألفية بهدف تطوير القدرات البحثية والمدنية لإيران في مجال الطاقة النووية.

الهيكل التشغيلي والتقني للمنشأة

يخفي المصنع الرئيس تحت الأرض، محفوراً في صخور جبل مجاور على عمق يتراوح بين أربعين وخمسين متراً، أكثر من ثمانين “كاسكيد” لأجهزة الطرد المركزي. وقد حرصت طهران على استيعاب النماذج المتقدمة منها مثل IR-2m وIR-4 وIR-6—إلى جانب الأجهزة التقليدية من طراز IR-1، الأمر الذي يمكنها من رفع سرعة ودرجة تخصيب اليورانيوم بأوقات أقل من الموديلات القديمة، ويعزز من قيمتها الاستراتيجية في أي مواجهة إقليمية.
ولكسر حاجز الاعتماد على التجارب تحت الأرض، حظيت المنشأة التجريبية فوق السطح بمكانة موازية، إذ تشتمل ورشاً مكشوفة ومختبرات دقيقة مخصصة لتجريب النماذج الجديدة قبل نقلها إلى المصانع المحصنة تحت الجبل.
وينساب غاز اليورانيوم المخصب عبر أنابيب فولاذية مبطنة تمتد من محطة تحويل خام اليورانيوم في أصفهان إلى قلب نطنز، تحت تحكّم حراري وضغط متقنين، في حين يضمن جيل من مولّدات الديزل احتياطية استمرار العمل عند أي انقطاع للشبكة العامة، وتتولى محطات التبريد المائية ضبط حرارة الأجهزة الحرجة.

مواجهات “حرب الظل” والهجمات السيبرانية

عرفت منشأة نطنز بفصول من المواجهة تحت ستار “حرب الظل”، فقد أصابها فيروس “ستوكسنت” السيبراني عام 2010، وألحقت به حوادث متكررة من حرائق وانقطاع كهربائي في عامي 2020 و2021، دفعت طهران إلى تعزيز أنظمة التحكم وتأمين مصالحها من الهجمات الإلكترونية.

ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، تجاوزت إيران سقف التزاماتها بتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وزيادة معدل التخصيب إلى درجات أقرب لصناعة الأسلحة، ما دفعها أيضًا إلى توسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات حرجة.

الالتزامات الدولية وآليات التفتيش

رغم الطبيعة السرية للمنشأة، يتيح الاتفاق المنقح مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارات تفتيشية يومية، يرفع فيها المفتشون تقارير آنية عن مستويات التخصيب والإشعاع، ويضعون أختاماً خاصة على غرف الأجهزة لضمان عدم التلاعب. ومع ذلك، تظل أنفاق الحجر الصخري وبوابات المراقبة المحصنة والكاميرات الحرارية والوجود الدائم لأمن الحرس الثوري الإيراني عناصر تعكس حرص طهران على صون ما تعتبره “خطًا أحمر” في صراع الردع مع “إسرائيل”.
بهذا التصميم المزدوج بين عمق الجبل والتجربة السطحية، تبدو نطنز أكثر من مجرد مجمع لتخصيب اليورانيوم، إنها معلم بارز في معادلة الأمن القومي الإيراني، حيث تتقاطع فيها التقنية النووية وحروب السيبر، وتتداخل معها مصالح السياسة والدبلوماسية الدولية. ومهما حاولت طهران تأمين موقعها جنوب البلاد، فإن الأعين الإقليمية والدولية تتربص به، معتبرةً كل كاسكيد فيه هدفاً مشروعًا لإبطاء خُطا البرنامج النووي الطموح.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img