السبت, ديسمبر 20, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثكيف تلاشت شبكة نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟

كيف تلاشت شبكة نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

رأى تقرير أعدته وكالة “رويترز” أن نفوذ إيران في الشرق الوسط، الذي أمضت عقوداً لإقامته عبر إقامة شبكة من الحلفاء، قد تلاشى.
وجاء في تقرير “رويترز”:

في لحظات توتر سابقة من عمر الخصومة والعداء الذي يمتد لعقود بين إيران والقوى الغربية، كانت طهران قادرة على مدّ نفوذها في أنحاء الشرق الأوسط باستخدام شبكة من الحلفاء المقرّبين، وهو ما كان يجعل توجيه أي ضربات إليها بمثابة إطلاق العنان لرد فعل جسيم.

لكن الآن، مع وصول المحادثات بشأن برنامجها النووي إلى طريق مسدود، والهجمات الإسرائيلية، فجر الجمعة، على مواقع عسكرية ونووية، أصبحت طهران مضطرة لمواجهة أزمة جديدة، بعدما تراجعت هذه القدرات التي كانت تملكها بشكل كبير.

استمدّ “محور المقاومة” قوته من جاذبية أفكار إيران الدينية الثورية، ومن دعمها القوي للقضية الفلسطينية
واغتالت الولايات المتحدة العقل المدبر لشبكة إيران الإقليمية اللواء قاسم سليماني في عام 2020. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل 20 شهرًا، هاجمت “إسرائيل” تنظيم “حزب الله” اللبناني، وهو أقرب حليف لطهران، بينما أطاح مقاتلو المعارضة بشريكها الرئيسي في المنطقة، وهو الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

أمضت إيران عقودًا، بعد الثورة الإسلامية عام 1979، في إقامة شبكة من الحلفاء في أنحاء الشرق الأوسط الذين قبلوا بقيادة طهران، وشاركوها رؤيتها الإقليمية المتمثلة في محاربة ما وصفوه بـ”الإمبريالية الغربية”.

واتسع المحور ليشمل “حزب الله” في لبنان، ونظام الأسد في سوريا، وجماعات مسلحة في العراق، والحوثيين في اليمن، وحركة “حماس”، ما أدى إلى امتداد نفوذ إيران إلى كل من البحر المتوسط والبحر الأحمر.

ويقع “الحرس الثوري الإيراني” و”فيلق القدس” التابع له في مركز هذا المحور. ويتبع “الحرس الثوري” الزعيم الأعلى السيد علي خامنئي، وتم تشكيله بعد الثورة بفترة قصيرة ليكون ثقلًا موازنًا للقوات المسلحة النظامية ولديه التزام أيديولوجي.

ويمثل “فيلق القدس” الذراع الخارجية لـ “الحرس الثوري الإيراني”، ويعمل بشكل وثيق مع الحلفاء في محور المقاومة لتدريبهم وتسليحهم، ويقدّم لهم التوجيه والإرشاد في عملياتهم العسكرية.

واغتيل قائده الصارم والمخضرم قاسم سليماني في هجوم بطائرة أميركية مسيّرة في العراق عام 2020، بعد عقود أمضاها في العمل على ربط جماعات في شتى أنحاء المنطقة، وتواجه إيران صعوبة في العثور على من يشغل نفس المساحة التي كان يشغلها ويملأ الفراغ الذي تركه.

عندما هاجمت “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أثار ذلك ردًّا عسكريًا واسع النطاق أسفر عن مقتل عدد كبير من كبار قادة الحركة، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران الصيف الماضي.

لا تزال “حماس” تقاتل في غزة، وتحتفظ بحضور قوي في الضفة الغربية التي تحتلها “إسرائيل”، لكنها لا تملك حاليًا قوة عسكرية قادرة على تشكيل تهديد واقعي لـ”إسرائيل”.

وتوسّعت الحرب سريعًا مع قيام “حزب الله”، الحليف الأهم لإيران في المنطقة، بمهاجمة “إسرائيل” عبر لبنان تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، ما أدى إلى قصف متبادل عبر الحدود بين “حزب الله” و”إسرائيل” استمر لعدة شهور.

وتصاعد ذلك الصراع فجأة في سبتمبر/أيلول 2024، عندما فجّرت “إسرائيل” الآلاف من أجهزة التواصل المفخخة التي يستخدمها أعضاء “حزب الله”، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم.

وعلى مدى الأسابيع التالية، أسفرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية عن اغتيال كبار قادة “حزب الله”، بمن فيهم الأمين العام السيد حسن نصر الله، ما وجّه ضربة موجعة للحزب وكشف عن اختراق واسع له.

وقبل “حزب الله” وقف إطلاق النار مع “إسرائيل”، في نوفمبر/تشرين الثاني. وتراجعت قوته التي كانت تمثل في السابق تهديدًا لـ”إسرائيل”.

وأُطيح ببشار الأسد في سوريا بعد ذلك بوقت قصير. واستهدفت “إسرائيل” كبار القادة الإيرانيين في سوريا بغارات جوية خلال الصيف، ما تسبب في انسحاب جزئي لـ “الحرس الثوري الإيراني”. وبدون دعم إيران و”حزب الله”، والحليفة روسيا، المنشغلة في الحرب في أوكرانيا، انهار جيش الأسد عندما شنّت جماعات المعارضة المسلحة هجومًا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أدى إلى سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول.

مع تراجع قوة “حماس” و”حزب الله” بشكل كبير، لا يزال بإمكان إيران الاستعانة بالجماعات المسلحة التي تدعمها في العراق، والحوثيين في اليمن.

ويضم العراق مجموعة من الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، لكن عددًا قليلًا منها يعد من بين الأكثر قوة وقربًا لطهران، بما في ذلك “كتائب حزب الله” و”حركة النجباء”.

وتتلقى تلك الجماعات أسلحة وتوجيهات من إيران، وتدين بالولاء للزعيم الأعلى للجمهورية الإسلامية، لكنها تحتفظ بقدر من الاستقلالية في عملياتها داخل العراق. وتوقّفت تقريبًا عن شن هجمات تستهدف القوات الأميركية و”إسرائيل” منذ العام الماضي.

ويشكك محلّلون في المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه في حماية إيران إذا كان الهجوم يستهدف مواقعها النووية، بدلًا من محاولة إسقاط الجمهورية الإسلامية، نظرًا لأن ذلك سيشكّل تهديدًا وجوديًا لمصدر دعمهم الرئيسي.

ويواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على “إسرائيل”، لكن قدرتهم على تشكيل تهديد كبير من مواقعهم البعيدة في اليمن موضع شك. وتراجعت هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر منذ إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة خلال الربيع الماضي.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img