انصرفت القوى السياسية لحساب الخسائر والارباح في محاولة لتظهير موزاين القوى التي افرزتها صناديق الاقتراع.
مسيحيا، لم تكن ثمة كثير من العلامات الفارقة حيث حافظت كل القوى الاساسية على حضورها المنطقي وانتقل الصراع الى معركة الاستحواذ على اتحادات البلديات، وكان لافتا ارتفاع حدة الصراع السياسي بين تيار المردة وحركة الاستقلال، بينما خاض كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معركة مشابهة لجبل لبنان حيث بات واضحا لدى الطرفين ان التطورات الاخيرة لم تحدث انقلابا يمكن الاعتداد به في المزاج المسيحي، حيث لا يمكن لاي طرف ان يلغي الآخر، والانتخابات النيابية لها حسابات اخرى خصوصا انه صمد التحالف بين “المردة” “التيار”.
اما على الساحة السنية فيمكن الحديث عن برودة عكستها مدينة طرابلس بعد قرار تيار المستقبل بالعزوف وعدم دخول الرئيس نجيب ميقاتي في المعركة، وكان عنوان اليوم الانتخابي “التشطيب”.
بينما شهدت بلدات عكار السنية معاركها المحلية التي طغى عليها حضور النواب السنة. ويمكن الاستنتاج ان ثمة قلقا جديا يحتاج الى معالجة بعدما ثبت عدم القدرة على انتاج بدائل وازنة عن القوى التقليدية، وفقا لاستراتيجية المملكة العربية السعودية التي تسعى الى فرضها كامر واقع ولكن دون نتائج تذكر حتى الان.
وفي هذا السياق، “العين” على الانتخابات في بيروت قبل اسبوع من الاستحقاق حيث الخوف الاكبر من معركة تشطيب قد تصيب المناصفة بمقتل في ظل تحالف واسع لقوة مسيحية واسلامية لا يجمعها في السياسة شيء يذكر، والاهم انه لا ضمانات بالقدرة على التحكم بالتصويت السني الحاسم في هذا الاستحقاق. اما بقاعا فلا تعويل على حدوث مفاجآت في المدن والقرى الشيعية، ولا حتى السنية، فيما تبقى المعركة الاكثر اثارة في زحلة.














