| حسن شرف الدين |
قُرعت طبول الحرب.. ودخل البلد والشرق الأوسط في مرحلة مفصلية ممنهجة ومخطط لها منذ سنوات لرسم خريطة جديدة على هوى ” النتنياهو”.
مع الضربات القاسية التي تلقتها المقاومة وإستشهاد قادة صفوفها الأولى، وعلى رأسهم “محور المحور” السيد حسن نصرالله، وسقوط سوريا وإحتلال جزء منها من قبل العدو الصهيوني، وجزء آخر واقع تحت سطوة الطائفية تخدم العدو فقط، خسرت المقاومة “إلى حدٍ ما” الممر الأهم للأسلحة التي كانت تدخل إلى لبنان وتساند المقاومة.
وبتسوية أميركية كان عرابها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، دخل لبنان مرحلة الهدنة، عبر القرار الممد له “1701”، ليتبين لاحقاً أنها هدنة من طرف واحد، يخترقها العدو ويستبيح في أراضينا كما يحلو له، والدولة “سكتم بكتم” مقتبصة دور سرحان عبد البصير في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” ولا نعلم من هو الشاهد في لبنان…!
وخلال الهدنة الكاذبة، دخلنا في معركة انتخاب رئيس الجمهورية، والذي جاء توافقياً بتزكية أميركية ودعم شيعي، ورضا على المستوى السياسي والشعبوي حتى يومنا هذا، على عكس رئاسة مجلس الوزراء الذي يعتبره بعض اللبنانيين أنه نزل على اللبنانيين بالـ “باراشوت”، ولم يتمكن من كسب محبة الناس وثقتهم، بسبب مواقفه التي يعتبرها البعض بـ”الحادة”.
ومن معركة إلى أخرى، دخلنا إلى الإنتخابات البلدية، وبمعارك خجولة، وقبول إنتخابي يُظهر أن الشعب اللبناني فقد الأمل بنفسه قبل أن يفقدها براعيته، ولم يعد ينتظر الإصلاح ولا حتى بـ “لبنان جديد”، والدليل على ذلك نسبة الإقتراع التي لم تتخطَّ الـ 43%، مما يجعل كل رئيس كتلة أو وزير أو حتى نائب يخشى على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة.
فإن كانت الإنتخابات البلدية هي البداية الحقيقية لـ “لبنان الجديد”، والقبول عليها لم يصل إلى نصف الإرادة الشعبية في الجولة الثانية منها، هل سيخرج لبنان من الظلام نحو الأمل عبرها؟
هل سيعتبر رئيس حزب كان “يدبك” عشية الفرز مع الرومنسية الإعلامية والإعلانية بينه وبين زوجته إنتصاراً والمعركة في “كاريدور” منزله؟
جنوباً، سيكون اليوم المنتظر، والإختبار الأول لـ “حزب الله” الجريح من بعد العدوان على جنوبه المستمر حتى هذه اللحظة، وعلى بعد أمتار عن جنود الاحتلال الإسرائيلي، كيف سيكون الإقبال الشيعي؟ هل ستنتقل له العدوى من الإقبال الخجول شمالاً؟ أم سيكون الجنوب رسالة سياسية واضحة.. سابقة لأوانها؟